بعد فترة من التراجع بسبب دخول البرادات والثلاجات الكهربائية و«قصايص» زراعة الزهور البلاستيكية والمعدنية؛ عادت صناعة الفخار في السودان إلى الانتعاش مجدداً.
ويعزو خبراء في صناعة الفخار ومختصون بيئيون، في تصريحات نقلها موقع سكاي نيوز أمس، الانتعاش الحالي في صناعة الفخار إلى الزيادة الملحوظة في الطلب على المنتجات الفخارية، بسبب الاعتقاد الواسع بأن الزير، وهو إناء فخاري يستخدم لحفظ مياه الشرب ويُصنع من طين البحر المحروق، يعتبر أكثر قدرة على تنقية مياه الشرب من أجهزة الحفظ الكهربائية؛ إضافة إلى ارتفاع الوعي البيئي الذي أدى إلى زيادة استخدام الأواني الفخارية كقصايص لزراعة الزهور والأشجار الصغيرة في البيوت، باعتبارها أكثر أماناً من النواحي البيئية والصحية والجمالية، من البلاستيكية والمعدنية.
وتقول خبيرة البيئة حنان مدثر إن استخدام القطع الفخارية يحافظ على درجة حرارة التربة والرطوبة؛ ويتيح النفاذية للأكسجين؛ وهي توفر أيضاً وسطاً آمن لمنع تسرّب المدخلات الضارة.
وتعتبر الزيادة الملحوظة في مبيعات «الأزيار» خلال الفترة الأخيرة من الأسباب الرئيسية التي أسهمت في انتعاش صناعة الفخار، وحتى قبل أقل من 50 عاماً كانت مبيعات «الأزيار» تنتعش بشكل كبير في المدن والقرى السودانية؛ حيث لم يكن من الطبيعي أن يخلو أي بيت من مكان خاص يوضع فيه عدد من الأزيار التي تستخدم لحفظ مياه الشرب؛ لكنّ مع انتشار مبردات المياه الكهربائية، تراجعت أهمية الزير كثيراً، وبدأ يختفي من معظم بيوت المدن.