ألمانيا تنشر آلاف الجنود في ليتوانيا وترامب يعرض على بوتين القرم ودونباس
الخطة الجدلية تشمل وقف توسّع «الناتو» في البلدان المتاخمة لروسيا
• المرشح الجمهوري دعا «ناتو» إلى كبح مطامعه التوسعية
على وقع التغيرات الأمنية، التي فرضتها الحرب الروسية
- الأوكرانية على أوروبا، بدأ الجيش الألماني (بوندسفير)، أمس الاثنين، ينفذ مهمة نشر آلاف الجنود في ليتوانيا، التي تشكل أراضيها جزءاً من الحدود الشمالية الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في إطار الاستعدادات الغربية لأي هجوم محتمل.
وبعد موافقة الحكومة الألمانية على أول نشر دائم للقوات خارج أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية، التي انتهت في سبتمبر 1945، أعلن وزير الدفاع بوريس بستوريوس أن «إتمام المهمة ونشر جميع الجنود البالغ عددهم 4800 جندي سيستمر حتى عام 2027، ونجاحها يتطلب إجراء تغييرات على الأرض وتوفير البنى التحتية اللازمة للجنود وعوائلهم».
وقال بيستوريوس، خلال توديع القيادة المتقدمة للمهمة، إن «هذا يوم مهم للجيش الألماني. هذه المرة الأولى التي نقوم فيها بنشر مثل هذه الوحدة بشكل دائم خارج ألمانيا»، واصفاً بداية تمركز اللواء في ليتوانيا بأنها خطوة مهمة لقدرة «الناتو» على نشر القوات.
واستجابة للوضع الأمني المتغير في أوروبا، تعهدت الحكومة الألمانية بنقل وحدة قتالية جاهزة للاشتباك وقادرة على العمل بشكل مستقل إلى ليتوانيا.
وفي وقت سابق، كشف وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي عن اتخاذ دول «الناتو» قراراً بإنشاء مهمة مشتركة في أوكرانيا، مؤكداً أنها لا تعني الذهاب إلى الحرب، ولكن استعداداً لاستخدام قدرات التنسيق والتدريب والتخطيط لدى الحلف لدعمها بطريقة أكثر تنسيقاً وتدريب قواتها بشكل أكثر نشاطاً في بولندا.
وبينما أعلن الجيش الروسي استخدامه تكتيكات «دائرة النار» في ضرب مواقع أوكرانية على محور أرتيوموفسك، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن خطته المثيرة للجدل «لإنهاء الحرب» والتي ينوي من خلالها الضغط على أوكرانيا والتغاضي عن انتهاك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحدود معترف بها دولياً، بالقوة.
ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن ترامب أسرّ لمقربين من أنه يمكن أن ينهي الغزو الروسي من خلال الضغط على أوكرانيا للتخلي عن بعض الأراضي، وتحديداً شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الحدودية.
وتنص خطة ترامب أيضاً على أن يوقف حلف الناتو خططه التوسعية في البلدان المتاخمة للحدود الروسية وذلك لتخفيف التوتر، مما أثار حفيظة بعض أنصاره، الذين حذروا من أنها ستطلق يد نفوذ بوتين، وتمثل تحولاً استراتيجياً كبيراً للموقف الأميركي من أوكرانيا، خصوصاً أن الرئيس الحالي جو بايدن يعطي الأولوية المطلقة لدعمها ومكافحة العدوان الروسي.
وفي تفاصيل الخبر:
في الوقت الذي حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من خسارة الحرب ما لم يقر الكونغرس مساعدات بقيمة 60 مليار دولار، كشف المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب عن خطة مثيرة للجدل لإنهاء الحرب تنص على التنازل عن شبه جزيرة القرم ودونباس لمصلحة روسيا، ووقف توسع حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وتفاخر ترامب مرارا بأنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة إذا تم انتخابه، حتى قبل توليه منصبه، لكنه رفض أن يحدد علنا كيف سينهي هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، وأودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين.
وكشف عن خطته المثيرة للجدل خلال محادثة خاصة مع بعض المقربين منه، حيث أكد أن كلا من روسيا وأوكرانيا تبحثان عن مخرج من الحرب يحفظ ماء الوجه، وأنه يمكن إنهاء هذا الصراع من خلال الضغط على كييف للتخلي عن بعض الأراضي، لاسيما أن بعض الأوكرانيين «منفتحون على الانضمام إلى روسيا».
وتنص خطة ترامب أيضا على أن يوقف حلف شمال الأطلسي (ناتو) خططه التوسعية في البلدان المتاخمة للحدود الروسية، لتخفيف التوتر مع موسكو، ما أثار حفيظة بعض أنصاره، الذين حذروا من أنها ستطلق يد نفوذ بوتين، وتمثل تحولا استراتيجيا كبيرا للموقف الأميركي من أوكرانيا، خصوصا أن الرئيس الحالي جو بايدن يعطي الأولوية المطلقة لدعم كييف ومكافحة العدوان الروسي.
في هذا السياق، أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي يحافظ على اتصالات مع ترامب، أن بوتين «لا يستطيع الفوز»، داعيا إلى انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي كوسيلة لإنهاء الحرب.
من جهتها، ورداً على خطة ترامب، نفت حملته الانتخابية هذه الأنباء باعتبارها صادرة عن مصادر غير مطلعة، وشددت على أن مرشح الحزب الجمهوري يركز على وقف العنف، من دون أن تقدم أي تفاصيل حول استراتيجيته بخصوص الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شدد على أنه لن يقبل التنازل عن أي منطقة، بينما أوضحت الباحثة في مركز ستيمسون إيما أشفورد أن تبادل الأراضي مقابل وقف إطلاق النار من شأنه أن يضع أوكرانيا في وضع أسوأ من دون ضمانات بأن روسيا لن تعيد تسليح نفسها، وتستأنف الأعمال العدائية، كما فعلت في الماضي، ووصفت خطة ترامب بـ«الصفقة الفظيعة».
في هذه الأثناء، حذر الرئيس الأوكراني زيلينسكي من خسارة الحرب ما لم يقر الكونغرس الأميركي حزمة المساعدات العسكرية بقيمة 60 مليار دولار، بينما تكثف روسيا ضغوطها في شرق أوكرانيا.
وقال زيلينسكي، خلال اجتماع عبر الفيديو لمنصة «يونايتد 24» لجمع التبرعات، والتي تشرف عليها كييف، إنه «يتوجب القول للكونغرس بشكل محدد إنه في حال لم يساعد أوكرانيا، فإنها ستخسر الحرب»، مؤكدا أنه «بدون دعم الكونغرس، سيكون من الصعب علينا الانتصار، أو حتى البقاء» كدولة.
وأشار إلى أنه «إذا خسرت أوكرانيا الحرب فستتعرض دول أخرى للهجوم»، معتبرا أن روسيا التي بدأت هجومها في فبراير 2022 ستستعمل التهديد النووي لتخويف المجتمعات الغربية.
وكانت الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن أقرت برنامج مساعدات عسكرية واقتصادية لكييف بقيمة 60 مليار دولار، وهو معطل في الكونغرس منذ العام الماضي، بسبب الانقسامات بين الديموقراطيين والجمهوريين، بينما بدأ العد العكسي للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.
ورفض أعضاء الكونغرس الجمهوريون دراسة نص برنامج المساعدات بصيغته الحالية، بسبب الخلاف مع الديموقراطيين حول ملف الهجرة في الولايات المتحدة، وهو الملف الذي ترتكز عليه حملة ترامب الانتخابية.
وتطلب كييف من حلفائها الغربيين مزيدا من الذخائر وأنظمة الدفاع الجوي منذ أشهر للتصدي لتقدم الجيش الروسي، حيث ضرب بشكل منتظم البنية التحتية للطاقة بأوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى إغراق مناطق عدة في الظلام.
وأقر الجيش الأوكراني الأحد بأن الوضع حول تشاسيف يار، وهي بلدة صغيرة تقع جنوب شرق كراماتورسك، التي تمثل مركزا مهما للسكك الحديد والخدمات اللوجستية، «صعب ومتوتر»، حيث كثف الروس ضغوطهم بالمشاة والمركبات القتالية المدرعة التي تساندها طائرات هجومية.
وقالت السلطات الأوكرانية إن وابلا من الهجمات بطائرات مسيرة روسية تسبب في أضرار بمنطقتي أوديسا وميكولايف بجنوبي أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذا الهجوم تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في 14 قرية بمنطقة ميكولايف شرق أوديسا.
شرائح تايوان تنعش إدارة بايدن
وافقت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية العملاقة «تي إس إم سي» على بناء معمل لأشباه الموصلات في أريزونا سيكون الثالث، ليصل إجمالي استثماراتها في الولايات المتحدة إلى 65 مليار دولار.
وأشادت كبيرة مستشاري الرئيس جو بايدن بشأن الاقتصاد لايل برينارد أمس بالاستثمار المتزامن مع عام سيشهد انتخابات رئاسية، معتبرة أنه «فصل جديد بالنسبة لصناعة أشباه الموصلات الأميركية».