إنها دوحة خضراء
لم أكن متفقاً بالمطلق مع من كانوا يرددون أن:
- الكويت ماضٍ
- والإمارات حاضر
- وقطر مستقبل
لاعتقادي أن مثل هذا التقييم يظلم الكويت ولا يقوم على أساس، لأن الكويت كانت تحتل مكان الصدارة في نشاطاتها السياسية والاستثمارية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والفنية والرياضية، فضلاً عن تفرّدها بوجود حياة ديموقراطية.
ولما تيسّرت لي زيارة قطر في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وجدت أن الكويت قد سبقتها في العديد من المرافق الحيوية، إلا أن بوادر السعي للّحاق بركب التطور في قطر كانت قد بدأت تأخذ طريقها عملياً، فعلى الصعيد الإعلامي تمت الاستعانة بالكاتب الطيب صالح ليخطط للحركة الإعلامية، وبالناقد رجاء النقاش للحركة الأدبية.
وعلى هذا المنوال تمت الاستعانة بالعقول المتخصصة، كُلّ في مجال اختصاصه، ليتم التخطيط لكل مناحي الحياة في الإمارة الصغيرة.
وقد دعيت في الأسبوع الماضي إلى قطر، للمشاركة في برنامج تلفزيوني، وصدقوني عندما أقول: إنني أشكر الله كثيراً أن هذا الذي شهدته في الدوحة هو جزء من وطني العربي، كم هي جميلة الدوحة، مبانيها، بيوتها، شوارعها، أشجارها، نظافتها، بحرها، الناس فيها.
وأسأل صديقي الكواري:
- ما المعجزة التي مكنتكم بهذه السرعة من جعل الدوحة بهذه الروعة؟!
- إذا جاوبتك بالحقيقة ما تزعل؟
- وما الذي يدعوني للزعل؟
- قد تصدمك الإجابة..!
- اطمئن...
- تم بناء كل ما هو جديد في الدوحة دون أن تحدث أي تجاوزات...
- وما الذي يزعلني في هذا؟
- لأننا نقرأ أن الكثير من المشاريع عندكم في الكويت تتعثر بسبب التجاوزات!
- ما تفضلت به صحيح، ولكن العدالة تأخذ مجراها وتحاسب مَن تورطوا في تلك التجاوزات.
- ويا أخ نجم... الكويت كانت المثل لنا، فأين الكويت الآن؟!
- هناك مساعٍ مخلصة وجادة لعودة الكويت إلى مكانتها الطبيعية.
- نتمنى...
- بل تفاءلوا...
- ممكن تشرح لي كيف تمكنتم من ضبط عدم التجاوزات؟
- بتطبيق القانون على الجميع.
• وهل هناك آلية تعمل وتراقب تطبيق القانون؟
• إذا تقصد برلماناً مثل الذي عندكم، فلسنا بحاجة إليه، لأن الذين يطبقون القانون عندنا يضعون قطر في ضمائرهم قبل مصالحهم الشخصية.
• لا أريد أن أناقشك في هذه الجزئية.
- لماذا؟
- لأن الذين يضعون مصالحهم الشخصية على حساب أوطانهم هم الكثرة في الوطن العربي.
- ليس في قطر.
• على كل حال، اسمح لي أن أهنئكم على أروع عاصمة عربية، إنها حقاً دوحة خضراء.