برلمان 2024
قبل عدة أيام اتجهنا الى صناديق الاقتراع رغبة منا في الاستمرار بدورنا في المشاركة كناخبين في القرار السياسي، ولم يكن هذا الحدث إلا مكملاً لسلسلة من الأحداث التي جاءت نتاجاً لحل مجلس الأمة لأسباب مختلفة، وانطلقت المجاميع الشبابية مستخدمة حقوقها في التصويت للمرة الأولى، ومتأثرة بعوامل عدة، منها التأثر باختيار الأسرة والأصدقاء، ومن ملامح السلوك التصويتي أو الانتخابي هذا العام طبقا لمتابعتي الشخصية، انتشار ظاهرة الصوت المتردد الذي يتغير موسمياً ويتنقل من مرشح إلى آخر طبقاً لجاذبية المرشح من حيث الطرح والأفكار.
• وبرؤى مستقبلية كعادتنا نتساءل فور تشكيل برلمان 2024 عن ملامح النهج الخاص بالسياسة المحلية السياسية منها والاقتصادية والتنموية، وآلية التعامل الحكومي مع البرلمان، ومدى قدرة الحكومة على امتلاك أسلوب التعامل مع الواجهة البرلمانية الجديدة، والتحرك الحكومي لنهج جديد يتخذه مجلس الوزراء، آخذا بعين الاعتبار الملفات الإقليمية التي تلقي بثقلها على المنطقة بين الحين والآخر، منها على سبيل المثال لا الحصر الحاجة لإعادة رسم الدور الاستراتيجي سواء كان الإعلامي أو غيره للعديد من المؤسسات التي اتسمت بالعمل الدؤوب والإنتاجية التي تستحق الإشادة، وأذكر في هذا السياق جهوداً عديدة استنفدت منا الساعات وجلسات العصف الفكري في السابق، تم وأدها بقرارات التعيينات السياسية، فذهبت أدراج الرياح، فهل ستعي حاجتها الى التجديد والابتكار؟
• الملفات الاقتصادية في المرحلة الحالية تتطلب التحرك بأكثر من اتجاه، على سبيل المثال السعي نحو معالجة تعثر المراحل التنفيذية لخطة التنمية في السابق، واسترجاع النهج الصحيح في إدارة العملية الاقتصادية الانتقالية نحو الخصخصة والشراكة وغيرها الى جانب أساليب الارتفاع بجودة الخدمات المقدمة من الدولة، وتقليص الأعباء على الميزانية العامة.
• إصلاح انتخابي في الماضي القريب، حيث تم إنشاء شبكات شبابية لتعمل في الدوائر الانتخابية على نشر الوعي حول الانتخابات وحماية العملية الانتخابية من الفساد، ومنها «مجموعة شارك وراقب» إلى جانب مجموعة «صوت بمسؤولية»، ولا أعلم سبب تلاشي جهودها لكننا اليوم نحن بحاجة الى إحياء تلك الجهود لحماية العملية الانتخابية من الهشاشة ولتعزيز المواثيق الأخلاقية.
• التواصل مع النائب شخصياً، أتمنى استبدال احتفال النائب بفوزه بتحديد أيام يجتمع فيها بناخبيه، وهي أفضل فرصة لتقويم مسار النائب.
• العرس التنفيذي، فالعرس الانتخابي انتهى، واليوم الفرصة امام السلطة التنفيذية لتستفيد من خبرتها الطويلة في احتواء البرلمان، والمضي قدما تجاه النمو، ليصبح عرساً تنفيذياً... وللحديث بقية.