أكد عمدة مدينة إسطنبول أكرم إمام أوغلو أنه ينبغي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يخشى على مستقبله السياسي إذا لم يتخلّ عن سياسات «هيمنة إرادة الشخص الواحد على الدولة»، والإمساك «بكل شيء في يديه»، محذراً من أنه «سيقصر حياته السياسية» إذا «لم يفهم الرسالة واستمر في القيام بنفس الأشياء».
وقال أوغلو، الذي أعيد انتخابه الأسبوع الماضي رئيساً لبلدية إسطنبول، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، إن الانتخابات المحلية، التي خسر فيها حزب أردوغان في جميع أنحاء تركيا، تمثل إشارة واضحة إلى أن الناخبين رفضوا قبضة الرئيس المشددة على مؤسسات الدولة.
وأوضح أن حكم أردوغان الذي دخل عقده الثالث «تطور إلى نظام لا يستطيع فيه مدير مؤسسة في إسطنبول استخدام سلطته دون تعليمات سياسية. إنه يمنحنا هيكل الدولة الذي يعكس إرادة شخص واحد. يمكننا أن نطلق عليه نظاماً استبدادياً بين علامتي اقتباس. لكنني أعتقد أن هذه الانتخابات (البلدية) دانت ورفضت في نهاية المطاف هذا الأسلوب برمته، وهذه الممارسة برمتها».
ومُني حزب العدالة والتنمية الأسبوع الماضي بأكبر هزيمة له في الانتخابات المحلية منذ تأسيسه قبل أكثر من عقدين، حيث انتزع حزب الشعب الجمهوري بزعامة إمام أوغلو سباقات رئاسة البلديات في أكبر المدن التركية، بما في ذلك العاصمة أنقرة.
وقام أردوغان بحملة مكثفة لمصلحة مرشحي حزب العدالة والتنمية، حيث يُنظر إلى سباق لإسطنبول على أنه محوري منذ أن جعل الرئيس استعادة السيطرة على أكبر مدينة في تركيا أولوية منذ إعادة انتخابه في الانتخابات العامة العام الماضي.
وبينما أكد إمام أوغلو، الذي فك السيطرة على إسطنبول من حزب العدالة والتنمية لأول مرة عام 2019 أنه «لم تكن هذه أبداً انتخابات إسطنبول فقط... لقد تحولت إلى منافسة أعلن فيها الرئيس أردوغان نفسه كمحاور»، أشار الرئيس التركي إلى أن هذه الانتخابات ستكون الأخيرة له، لأن الحد الأقصى لولايته ينتهي قبل الانتخابات الرئاسية عام 2028. لكن العديد من المحللين ما زالوا يتوقعون أن يترشح أردوغان مرة أخرى إذا حدث تغيير في الدستور أو تمت الدعوة لانتخابات مبكرة.