يأمل باريس سان جرمان الفرنسي مواصلة المشوار نحو فكّ عقدته في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي لم يحرز لقبه في تاريخه، عندما يواجه خصمه المندفع برشلونة الإسباني، اليوم الأربعاء في ذهاب ربع النهائي في باريس، فيما يملك كل من اتلتيكو مدريد الاسباني وبوروسيا دورتموند الالماني كل الفرص للذهاب بعيدًا.
على ملعب بارك دي برانس، ستعود الذاكرة بجمهور سان جرمان وبرشلونة الى الملحمة الكروية التي جمعتهما في ثمن نهائي المسابقة عام 2017، والريمونتادا التاريخية التي حققها النادي الكاتالوني، فبعد أن فاز الفريق الفرنسي ذهاباً على أرضه 4-0 قلب النادي الكاتالوني الطاولة عليه إياباً بفوزه 6-1 بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار اللذين انتقلا لاحقاً للعب في صفوف سان جرمان.
وعاد الفريقان للتواجه في ثمن النهائي عام 2021 وخرج حينها سان جرمان منتصراً من كاتالونيا 4-1 قبل التعادل إياباً 1-1.
وتحمل المواجهة نكهة خاصة إضافية، إذ تجمع مدرب برشلونة تشافي هيرنانديس بزميله ومدربه السابق في برشلونة لويس أنريكي الذي قاد العملاق الكاتالوني إلى لقبه الخامس والأخير في المسابقة القارية عام 2015 وإلى الريمونتادا الشهيرة.
وكان حينها الموسم الأخير لتشافي كلاعب في «كامب نو» قبل الانتقال للعب مع السد القطري الذي بات مدربه عام 2019.
وفيما بلغ برشلونة ربع النهائي للمرة الاولى منذ 2020، يجد سان جرمان نفسه امام امتحان تخطي عقدة المسابقة القارية المرموقة والتي فعل كل شيء بهدف إحرازها دون ان يستطيع، إذ نجح مرة واحدة خلال العقد الاخير في بلوغ النهائي قبل ان يخسر امام بايرن ميونيخ الألماني موسم 2019-20، ونصف النهائي مرة واحدة موسم 2020-21، فيما اقصي من الدور ثمن النهائي في النسختين الأخيرتين.
الأنظار نحو مبابي
ولا شك انّ الأنظار ستكون شاخصة نحو نجم سان جرمان كيليان مبابي الذي سيخوض موسمه الاخير في اروقة النادي الباريسي، بعد الضجة الكبيرة التي احدثها اعلان رحيله، في ضوء الحديث عن انضمامه الى غريم برشلونة التقليدي، ريال مدريد.
ويأمل مبابي ان ينهي حقبته الباريسية بإنجاز كبير «مختلف»، وليس هناك افضل من قيادة فريقه الى لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه في وداعية قد تكون اشبه بحلم.
وفي حين يسير الفريق المملوك قطرياً بثبات نحو حسم لقب «ليغ 1»، حيث يتصدر بفارق 10 نقاط عن بريست الثاني اقرب منافسيه قبل 6 مراحل من نهاية الموسم، يحتفظ «بلوغرانا» بأمل ضئيل للاحتفاظ بلقبه، حيث يتخلف بفارق 8 نقاط عن ريال المتصدر قبل 8 مراحل على نهاية الموسم.
ويمرّ الفريقان بفترة جيدة، إذ لم يخسر برشلونة في مبارياته الـ 11 الاخيرة (8 انتصارات و3 تعادلات)، فيما لم يخسر سان في جرمان في مبارياته الـ 27 الاخيرة في مختلف المسابقات، وتحديدا منذ سقوطه امام ميلان الايطالي 1-2 في دور المجموعات في 7 نوفمبر 2023.
صراع أتلتيكو ودورتموند
فرصة لا تأتي كل مرة. بهذه الروحية سيكون امام كل من دورتموند واتلتيكو فرصة ذهبية لأحدهما للظهور بين الاربعة الكبار، حيث يستضيف ملعب ميتروبوليتانو في مدريد لقاء الذهاب اليوم.
ولا يحقق الفريقان أفضل النتائج محليًا، فيحتل اتلتيكو المركز الرابع في «لا ليغا»، فيما يقاتل بوروسيا دورتموند للتمسك بمركزه الرابع الحالي من اجل التأهل لدوري الابطال الموسم المقبل.
لكن دورتموند اظهر قدرات جيدة بعد الحاقه الهزيمة ببايرن 2-0 قبل اسبوع ونيّف، وعلّق مدربه إدين ترزيتش «نشعر بالإحباط بعض الشيء عندما ترى ما فعلناه ضد بايرن وفي دوري أبطال أوروبا، وأتساءل عما كان يمكن أن يحدث لو أظهرنا هذا الوجه أكثر».
وتابع «الآن لدينا بضع فرص إضافية لإظهار هذا الوجه مجددا».
خسر دورتموند مرتين فقط في العام الحالي في مختلف المسابقات، إلا أنّ الأخيرة جاءت قبل ايام معدودة على يد شتوتغارت. يُعدّ دورتموند الفريق الألماني الوحيد الذي فاز في ملعب اتلتيكو بدوري الابطال.
وفي ظل وجود مانشستر سيتي حامل اللقب، وريال مدريد بطل المسابقة 14 مرة، والعملاق الألماني بايرن، وارسنال الانكليزي في النصف الثاني من القرعة، فإنّ الفريقين قادران على التفكير بالذهاب بعيدا.
وفيما بلغ دورتموند هذا الدور بإقصاء اياكس الهولندي في ثمن النهائي، اظهر اتلتيكو علو كعبه في المناسبات الكبرى بإطاحته إنتر الإايطالي القويّ ومتصدر الكالتشو بفارق شاسع.
كوبارسي الشاب بمواجهة الخارق مبابي
يتسلح برشلونة الإسباني بدفاعه المتجدد، عندما يواجه باريس سان جرمان الفرنسي اليوم الأربعاء في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بقيادة المدافع الشاب باو كوبارسي.
وأصبح ابن الـ17 عاما عنصرا أساسيا في تشكيلة المدرب تشافي هرنانديز، كما خاض ظهوره الدولي الأول مع المنتخب الإسباني في مارس، مسلطاً الضوء على صعوده الصاروخي.
وأظهر كوبارسي قدرة كبيرة على التعامل مع الضغط على المستوى الاحترافي، لكنه هذه المرة سيكون بمواجهة أحد أفضل المهاجمين في العالم، كيليان مبابي، في باريس.
وقد يكون ذلك شرارة انطلاق خصومة قوية في حال تمكن الغريم التقليدي لبرشلونة، ريال مدريد، من الظفر بخدمات مبابي هذا الصيف. وتمثل مواجهة مبابي تحديا كبيرا للمراهق الذي لعب دورا حاسما في إحياء خط دفاع برشلونة، بعدما كان في حالة يرثى لها لفترات طويلة من الموسم. ويتمتع كوبارسي بصفات المدافع الأنيق والواثق رغم صغر سنه، كما تعد قدراته مع الكرة أمرا حاسما لبرشلونة لبناء الهجمات من الخلف، لكن في مواجهة مبابي السريع جدا، سيكون على كوبارسي شحن طاقته حتى أقصى حدود.
وسيحتاج كوبارسي إلى أن يكون زميله الأوروغوياني رونالد أراوخو في أفضل مستوياته بعد تراجعه في منتصف الموسم، ويتمتع المدافع الأوروغوياني بالسرعة، وإذا كان بإمكان أي لاعب المساعدة في احتواء مبابي فهو لديه أفضل فرصة.
وحافظ برشلونة على نظافة شباكه 5 مرات في آخر 6 مباريات، وكان كوبارسي حاسما في هذا المجال.
وأتاح حصوله على مركز أساسي في التشكيلة لتشافي من أجل استخدام الدنماركي أندرياس كريستنسن في مركز الوسط الدفاعي، مما عالج مشكلة كبيرة في تركيبة الفريق.
ديمبيليه «الجامح» لتأكيد قيمته
ستكون معظم الأنظار في مواجهة باريس سان جرمان الفرنسي وضيفه برشلونة الإسباني ضمن ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم الأربعاء شاخصةً نحو كيليان مبابي، لكن زميله عثمان ديمبيليه قد يلعب دوراً كبيراً مع فريق العاصمة الفرنسية أمام ناديه السابق.
مبابي الذي من المتوقّع أن ينتقل إلى ريال مدريد الإسباني في الموسم المقبل، سجّل 39 هدفاً مع سان جرمان ضمن جميع المسابقات هذا الموسم، في حين لم يُسجّل ديمبيلي سوى هدف وحيد.
ومع ذلك، فإن اللاعب الذي وصفته صحيفة لوباريزيان الأسبوع الماضي بالجامح يُقدّم شيئاً مختلفاً، وبرشلونة يعلم تماماً ما يُمكن للجناح البالغ 26 عاماً تقديمه والكرة بين قدميه.
عاد ديمبيليه إلى بلاده في أغسطس الماضي بعد ستة مواسم في كاتالونيا، بعدما أنفق سان جرمان ما يُقدّر بـ50 مليون يورو (54.3 مليون دولار) للتعاقد معه بعقدٍ لخمسة مواسم.
مبلغٌ يُعدّ ضئيلاً نسبياً في سوق الانتقالات الحديثة بالنسبة إلى لاعبٍ من الصفّ الأوّل، لكنه المبلغ الذي وضعه برشلونة الذي يعاني من ضائقة مادية، في البند الجزائي لفسخ العقد.
سمح هذا الانتقال لديمبيليه باللعب تحت قيادة الإسباني لويس إنريكي الذي قال سابقاً إنه أراد التعاقد معه حين كان يلعب في صفوف رين، أوّل الأندية التي لعب في صفوفها المهاجم خلال مسيرته الاحترافية.
إنريكي: المواجهة صعبة ولكنها محفزة
أكد الإسباني لويس إنريكي مارتينيز، المدير الفني لباريس سان جرمان الفرنسي، أن فريقه لا يعاني أي ضغوط، ولكن لديه «طموح كبير» قبل مواجهة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة الإسباني، مشيرا إلى أن عدم تعرضهم لأي خسارة منذ 5 أشهر في أي بطولة هو إنجاز «مذهل»، ولكنهم يرغبون في استمراره.
وقال إنريكي: «الفريق يحقق سلسلة مذهلة، ولكننا نرغب في استمرارها، والوصول لنهاية الموسم بأفضل ظروف ممكنة».
وأضاف صاحب الـ53 عاما أنهم يخوضون بطولة التشامبيونز ليغ «بطموحات كبيرة ولكن بدون ضغوط»، مقارنا سجل بطولات فريقه الذي لم يتوج بهذه البطولة من قبل، بالفريق الكتالوني الذي رفع الكأس «ذات الأذنين» في 5 مناسبات، منها مرة معه كمدرب في 2015 على حساب يوفنتوس الإيطالي.
كما أبدى إنريكي ثقته بلاعبيه، ولكنه طالبهم «بالحذر في كل تفصيله»، لأن مباراتي الفريق الكتالوني «ستكونان متكافئتين وصعبتين»، وهذا ما يجبرهم على أن يكونوا «يقظين في كل دقيقة».
ممفيس ديباي سيغيب أسابيع
يغيب المهاجم الهولندي ممفيس ديباي عن فريقه أتلتيكو مدريد الإسباني في مواجهة الذهاب من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمام بوروسيا دورتموند الألماني بسبب الإصابة، وفقاً لما كشفه النادي الاثنين.
ويحلّ دورتموند ضيفاً في ميتروبوليتانو اليوم، لكن المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني سيفتقد خدمات مهاجمه البالغ 30 عاماً بسبب إصابة عضلية في قدمه اليسرى.
ولم يحدد أتلتيكو مدة غياب ديباي لكن وسائل إعلام إسبانية ذكرت انّه قد يغيب ثلاثة أسابيع، بما يعني غيابه منطقياً عن لقاء الإياب المقرر في 16 الجاري بألمانيا.
وكان ديباي سجّل هدفاً قاتلاً لأتلتيكو في لقاء الإياب من الدور ثمن النهائي أمام إنتر ميلان الايطالي، في الدقيقة 87 بعد دخوله كبديل ليأخذ المباراة إلى شوطين اضافيين قبل أن يحسم اتلتيكو تأهله بركلات الترجيح.
دورتموند يفتقد مالن بسبب المرض
سيفتقد بوروسيا دورتموند الألماني هدّافه الهولندي دونيل مالن في المواجهة مع مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني اليوم الأربعاء في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بسبب المرض، وفقاً لما أعلنه النادي.
وغاب مالن (25 عاماً) الذي يتصدّر ترتيب هدّافي دورتموند في الدوري هذا الموسم بـ11 هدفاً إلى جانب نيكلاس فولكروغ، عن آخر مباراتين للفريق بعد إصابة في فخذه تعرّض لها خلال المباراة الودية التي خسرها منتخب بلاده أمام ألمانيا 1-2 في 26 مارس، ولم يتعافَ بعد من مرضٍ منفصل.
وقال سيباستيان كيهل المدير الرياضي في دورتموند عشية سفر الفريق إلى مدريد «للأسف، لم يكن (الوقت) كافياً ولا يزال مُعدياً قليلاً. أمرٌ مؤسف. باستثنائه، كل اللاعبين جاهزون».
وسجّل مالن هدفاً واحداً في دوري الأبطال هذا الموسم جاء في مرمى بي أس في آيندهوفن الهولندي ضمن ذهاب ثمن النهائي (1-1).
ويحتل دورتموند المركز الخامس في الدوري حالياً بـ 53 نقطة بفارق الأهداف عن لايبزيغ الرابع، وخسر مواجهته الأخيرة أمام شتوتغارت 1-0 بعد فوزه في الـ «كلاسيكر» على بايرن ميونيخ بهدفين نظيفين.