موسكو وبكين: شراكة شاملة وردّ مزدوج على طموحات واشنطن وحلفائها
وانغ يي: الهيمنة مرفوضة... ونعمل مع روسيا للحفاظ على استقرار الصناعة وسلاسل التوريد
مع انشغال الولايات المتحدة وحلفائها في البحث عن مخرج للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتداعياته الكارثية على المنطقة، واصلت الصين وروسيا عملية تعزيز تعاونهما الاقتصادي والدبلوماسي والأمني، وتوثيق الشراكة الاستراتيجية في مواجهة الحمائية والطموحات الغربية، التي تقودها عقلية الحرب الباردة.
وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائهما في بكين، أن الصين تعتزم تعزيز التعاون الاستراتيجي على الساحة الدولية مع روسيا والدفاع معها عن الإنصاف والعدالة وتقديم الدعم القوي لبعضهما، متعهداً بأن «تدعم بكين التنمية المستقرة في روسيا تحت القيادة القوية للرئيس فلاديمير بوتين».
وقال الوزير الصيني: «باعتبارنا عضوين دائمين في مجلس الأمن وقوتين رئيسيتين ناشئتين، يتعين على الصين وروسيا أن تقفا بوضوح إلى جانب التقدم التاريخي، ومواصلة الحفاظ على التواصل الوثيق بأشكال مختلفة، ومعارضة أي هيمنة أو طغيان أو ترهيب، وعقلية الحرب الباردة، أو أي تحريض على الفرقة والمواجهة».
وشدد وانغ على ضرورة معارضة البلدين «للهيمنة» و«أي دائرة صغيرة تؤدي إلى مواجهة بين التكتلين»، وقال: «يجب ألا يبسط حلف شمال الأطلسي يده على وطننا المشترك»، ويتعين على روسيا والصين «معارضة الأحادية والحمائية بشكل مشترك... والعمل معاً للحفاظ على استقرار الصناعة الدولية وسلاسل التوريد»، مضيفاً: «طرحنا في حوارنا فكرة الرد المزدوج في مواجهة سياسة الاحتواء المزدوج» الغربية.
بدوره، أكد لافروف أن علاقات روسيا والصين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، وستواصلان بحث سبل توطيد التعاون الأمني في أنحاء أوروبا وآسيا لمواجهة محاولات الولايات المتحدة فرض إرادتها على المنطقة، ولإحداث توازن مضاد للموقف الجيوسياسي المهيمن للغرب.
وذكّر لافروف باقتراح بوتين لتعزيز الأمن بين آسيا وروسيا، وأن الصين وروسيا اتفقتا على «بدء حوار بمشاركة آخرين لديهم نفس التفكير في هذه القضية».
وأضاف «هناك هيكل أمني أوروبي أطلسي منذ فترة طويلة في صورة حلف شمال الأطلسي، وبالطبع في صورة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أيضاً، لكنه خرج من قائمة الهياكل المشابهة التي يمكن من خلالها إجراء مفاوضات هادفة. ونتفق على شيء قائم على توازن المصالح».
وأوضح لافروف أن نظيره الصيني اقترح أن تشكل القوتان «معارضة مزدوجة» للحد من طموحات الولايات المتحدة وحلفائها، مضيفاً: «أكد قائدانا، الرئيس بوتين والزعيم الصيني شي جينبينغ، مراراً وتكراراً عزم روسيا والصين على مواجهة محاولات كبح الجهود الرامية إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب».
وبشأن الأزمة الأوكرانية، أكد وانغ أن الصين تدعم عقد مؤتمر دولي تعترف به كييف وموسكو «لمناقشة كل خيارات السلام على قدم المساواة»، آملاً أن يتم وقف إطلاق النار في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
وقال لافروف: «نقدر الموقف الثابت للصين ومحاولة لعب دور مهم لتسوية الأزمة الأوكرانية، وأكدنا أنه لا طائل وراء أي فعاليات دولية لا تأخذ في الاعتبار موقفنا، بل وتتجاهله تماماً، وتروج لصيغة زيلينسكي للسلام الفارغة والشبيهة بالإنذار النهائي، في موقف يظهر انفصالاً كاملاً عن الواقع».