في وقت تتوجس أوروبا من عودته للبيت الأبيض، لاسيما بسبب موقفه من حلف الناتو وحرب أوكرانيا والاتفاقية التجارية الجديدة، يخطط الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى جلب الأضواء لنيويورك مع انطلاق أول محاكمة جنائية ضده اليوم، وتحويلها إلى لحظة إعلامية وحدث انتخابي.

ودعا ترامب أنصاره لاستئناف حملته في نيويورك بالذات، بمناسبة انطلاق محاكمته في قضية «أموال الصمت»، التي يتهم فيها بدفع رشوة لممثلة إباحية، وتستمر جلساتها شهرين، وقد تنتهي بصدور حكم بسجنه قبل انتخابات نوفمبر.

Ad

في الأثناء، حذر مراقبون من أن دولاً أوروبية، لاسيما ألمانيا وفرنسا، تتخوف من فوز ترامب، وتعمل على فتح طرق تعاون اقتصادي مع الصين، خصوصاً بعد تصريحاته المثيرة حول حلف الناتو وحرب أوكرانيا، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».

في السياق، وصل المستشار الألماني أولاف شولتز إلى الصين على رأس وفد من الشركات في زيارة يلتقي خلالها الرئيس شي جينبينغ، الذي سيسافر الشهر المقبل إلى باريس للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون.

وكانت الصين سمحت في نوفمبر الماضي لمواطني أكبر خمسة اقتصادات أوروبية بزيارتها من دون تأشيرة، وهو امتياز تم توسيعه ليشمل ست دول أوروبية إضافية. كما أعادت الصين في يناير الماضي السماح بواردات لحوم البقر الأيرلندية، ورفعت الحظر على لحم الخنزير البلجيكي.

وبينما يكافح الاقتصاد الأوروبي للتعافي من جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا، فإن المزاج يتغير في بعض الدول، خصوصاً مع تقدم ترامب الثابت في الاستطلاعات على بايدن، ما يثير المخاوف بشأن التوترات عبر الأطلسي والحرب التجارية العالمية الجديدة.

في هذا الصدد، قال محلل شؤون أوروبا والصين في مجموعة «روديوم»، نوا باركين، إن «بروكسل تتحرك بقوة ضد الصين، لكن بعض الدول الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا أكثر انشغالاً بأوكرانيا وترامب، وهذا يثير تساؤلات حول مدى القوة التي سيستخدمونها في التصدي للصين».

وقد دفعت التهديدات البعض للتساؤل عن سبب اتباعهم للولايات المتحدة في حين تمثل الصين تهديداً أبعد وفرصة اقتصادية أكبر لأوروبا من روسيا. وذكر البرلماني الألماني بيرند فيستفال «نحن دولة صناعية موجهة نحو التصدير، وثرواتنا تعتمد على الوصول للأسواق الدولية».

من جهته، أكد مدير الدراسات الأوروبية في جامعة فودان بشنغهاي دينغ تشون، أن مخاطر فوز ترامب ستكون كبيرة لأوروبا. وقال مسؤول ألماني كبير «نريد زيادة التجارة مع الصين مع تقليل المخاطر والتنويع في نفس الوقت».