لليوم الثاني، عقد مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي أمس اجتماعا لليوم الثاني على التوالي استمر أكثر من ثلاث ساعات، لمناقشة كيفية الرد الوشيك على الهجوم الإيراني التاريخي على تل أبيب.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن 3 مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قولهم أمس إن «تل أبيب قد ترد على الهجوم الإيراني، الاثنين (أمس)».
وأكد المسؤولون أن إدارة بايدن لن تشارك في أي عملية ضد إيران، لكنها ستعمل على تشكيل جبهة دبلوماسية موحّدة مع حلفائها لمعاقبتها، بالإضافة لمنع الأعمال العدائية من التصاعد إلى حرب مفتوحة يمكن أن تجتاح الشرق الأوسط وتورطها.
ونقلت شبكة سي إن إن عن مجلس الحرب الإسرائيلي أنه مصمم على الرد، ويدرس خيارات دبلوماسية لزيادة عزلة إيران على المسرح العالمي.
ونقلت شبكة إي بي سي نيوز عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، قوله إنّ مسؤولين عسكريين قدّموا للحكومة مجموعة من خيارات الرد على الهجوم الإيراني تضمنت استهداف منشآت.
وأفادت بأن الوزير بيني غانتس دفع باتجاه رد أسرع، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أحجم حتى الآن عن اتخاذ قرار بعد تلقيه مكالمة بايدن أكد فيها أنه لن يضم لأي هجوم قد يؤدي إلى حرب كارثية.
وانتقد مسؤولون في الأجهزة الإسرائيلية الجيش بشكل عام، وقائد هيئة الأركان العامة هرتسي هليفي بشكل خاص، واتهموه بأنه لم يتوقع حجم الرد، وفشل في الاستعداد له مع الأجهزة الاستخباراتية.
واعتبروا أنه كان يجب على هاليفي أن يتوقع أن الاغتيال سيعقبه هجوم إيراني على نطاق تاريخي على الجبهة الداخلية، وكان ينبغي عليه إعداد الجيش وفقًا لذلك.
ضغوط غربية
في هذه الأثناء، تكثف الضغوط الغربية على حكومة لمنعها من شن الرد العسكري المحتمل على الأراضي الإيرانية، لتفادي إدخال المنطقة في المزيد من التصعيد، خصوصا مع استمرار حرب غزة.
وحثَّ وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، خلال زيارة تضامن مع تل أبيب الدولة العبرية على عدم الرد. وقال إن «خطوة طهران فشلت بالكامل» تقريباً، وإن التركيز يجب أن ينصبّ على التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة.
وأضاف كاميرون: «إذا كنت في إسرائيل هذا الصباح فستفكر بشكل سليم بأن لديك الحق الكامل للرد على ذلك... وهو حقهم بالفعل. لكن نحثهم على أنه لا ينبغي عليهم التصعيد».
وتابع قائلاً: «لقد تلقت إيران هزيمة مزدوجة. الهجوم كان فاشلاً بالكامل تقريباً، وأظهروا للعالم أنهم أصحاب التأثير الشرير في المنطقة، لذلك نأمل ألا يكون هناك رد انتقامي».
ولدى سؤاله عما إذا كانت الحكومة ستبحث فرض مزيد من العقوبات على إيران، قال كاميرون: «نعم بالطبع».
كما دعا المستشار الألماني أولاف شولتس، إسرائيل إلى «المساهمة في خفض التصعيد» بالشرق الأوسط، وعدم التفريق بنجاحها مع شركائها الدوليين في التصدي لهجوم طهران.
من جهته، حذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من أن الشرق الأوسط يقف «على شفا هاوية». ودعا إلى وقف التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران.
وأضاف بوريل أنه يتوقع رداً من إسرائيل على الهجوم الجوي غير المسبوق الذي شنته إيران، لكنه عبّر عن أمله ألا يؤدي ذلك إلى مزيد من التصعيد.
وتابع قائلا إن هناك «انقساما عميقا» داخل الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل بين متشددين يسعون إلى رد عنيف وفصيل «أكثر اعتدالا وعقلانية».
وأوضح بوريل أن الفصيل الثاني يؤيد الانتقام لكن بطريقة تتجاوز مجرد الرد.
وأردف «من مصلحة الجميع ألا تصبح إيران قوة نووية، وأن يسود السلام في الشرق الأوسط».
وتزامن ذلك مع تأكيد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قوله إن الرئيس جو بايدن بحث مع قادة مجموعة الدول السبع توحيد الرد الدبلوماسي على إيران.
سلوك منطقي
في المقابل، توقع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن تتبع الولايات المتحدة «سلوكاً منطقياً»، فيما أعرب مندوب إيران لدى الأمم المتحدة عن عدم توقعه لرد من إسرائيل، وعليها التفكير في العواقب.
وطالب كنعاني واشنطن أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار قانونية الرد على الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية بسورية. واتهم الحكومة البريطانية بالتهرب من سلوك إسرائيل وتصرفاتها التي قال إنها تزرع التوتر بالمنطقة، بينما تنتقد خطوات إيران الشرعية.
ونفى أن تكون طهران قد نسقت الهجوم مع أي جهة بعد تصريحات لعبداللهيان أكد خلالها أن بلده أبلغت دول الجوار وواشنطن قبل شنه بـ72 ساعة.
وأفادت مصادر لقناة الجزيرة، أمس، بأن طهران بعثت برسائل جديدة إلى واشنطن وإسرائيل عبر تركيا ومصر. وجاء في مضمون رسالة طهران للقاهرة أنها مستعدة للرد على أي مغامرة إسرائيلية جديدة بعقاب غير مسبوق.
وعلى صعيد الجهود الإقليمية الرامية لمنع اندلاع حرب واسعة، بحث وزيرا خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن، ونظيره الإيراني حسين عبداللهيان «سبل خفض التصعيد والتهدئة بالمنطقة».