عيدٌ بأيةِ حالٍ جئت يا عيدُ؟!
أيها القراء الأعزاء:
إن شاعر الأزمنة العربية قال منذ أكثر من ألف سنة:
«عيدٌ بأيةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ»، ولم يكن حينها يبحث عن إجابة لسؤاله، لأنه أفرغ كل ما بجعبته من مخزون كراهيته للإخشيدي، واصفاً إياه بأبشع الأوصاف العنصرية والمُبتذلة، معبراً عن سخطه عليه، وليفر من مصر بعد فشل مشروعه فيها.
***
لكننا اليوم لا نتساءل عن الأحوال التي جاءنا العيد في خضمها، بل نريد أن نعرف، ما المصير الذي ستؤول إليه أحوالنا وسط هذه التجاذبات والصراعات الداخلية والخارجية التي تعصف بأمن منطقتنا كلها، فضلاً عن الأرواح التي تُزهق في فلسطين منذ أشهر، فيما المنظمات الإنسانية والسياسات الدولية عاجزة عن إيجاد صيغة لوقف المجازر الدموية في فلسطين. مع أن الرأي العام العالمي، ممثلاً بالشعوب الغربية تحديداً، يقف مع شعب فلسطين، ويتظاهر بشكل منتظم منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن.
***
ويحلو للبعض في أيام الأعياد أن يرددوا البيت الأول من قصيدة المتنبي «عيدٌ بأيةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ»، لأنهم يستشعرون فداحة سوء الأحوال والكوارث التي يعيشها عالمنا العربي والإسلامي. والغريب أن هذا البيت ما انفك مصاحباً لمعظم الأعياد التي كثيراً ما تصطحبها المصائب، وعلى امتداد التاريخ ربما، لأن الشاعر كان يخاطب مناسبة العيد، والتي يفترض أنها مدعاة للفرح والسعادة، فيما يكتنفها الجور والعسف والظلم، مثلما تمر به غزة في الأشهر المنصرمة.