حصلت الكويت على المركز الأول كأسعد بلد في العالم العربي، والمركز الثالث عشر في الترتيب على دول العالم التي شملها التصنيف، وذلك وفقاً للتصنيف السنوي لمؤشر السعادة في العالم الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي صدر في 20 مارس 2024 تزامناً مع اليوم العالمي للسعادة.
وسيطرت الدول الإسكندنافية على مقدمة الترتيب، حيث حافظت فنلندا على ترتيبها كأسعد بلد في العالم للسنة السابعة على التوالي، وحلت الدانمارك ثانياً، تلتها آيسلندا ثم السويد، وجاء لبنان في المركز السادس عشر والأخير عربيا، والمركز 142 قبل الأخير عالمياً بينما جاءت أفغانستان في المركز الـ143 الأخير عالمياً في التصنيف العالمي للسعادة.
ومنذ 2012 قامت منظمة الأمم المتحدة بإصدار تقريراً لقياس مؤشرات السعادة في دول العالم، حيث يعتمد التقرير 6 معايير لقياس السعادة:
1- نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، GDP per capita.
2- متوسط عمر الفرد Healthy Life Expectancy.
3- حرية اتخاذ القرارات Freedom to make your Life Choices.
4- الكرم Generosity.
5- تصورات الفساد، Perceptions of internal and external Corruption Levels.
6- الدعم الاجتماعي Social Support.
ومفهوم السعادة كما تعرفه الأمم المتحدة مرتبط بمدى رضا الإنسان أو المواطن عن حياته بشكل عام، وكما هو معلوم فإن مفهوم السعادة يختلف من شخص إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، ويأتي مفهومها مرادفاً للرفاهية والازدهار في كثير من الأحيان، وقد خصصت الأمم المتحدة يوماً عالميا للاحتفال بالسعادة اعترافا منها بأهمية سعي الدول لتحقيقها لمواطنيها أثناء تحديد أطر السياسة العامة، وخطط التنمية لتحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر وتوفير الرَفَاهيَة.
وذكر جون هيليويل، أستاذ الاقتصاد الفخري بكلية فانكوفر للاقتصاد في جامعة كولومبيا البريطانية، والمحرر المؤسس لتقرير السعادة العالمية، إنّ «الاستطلاع طلب من كل مشارك تقييم حياته بالمجمل، والأخذ بعين الاعتبار ما يقدره».
ومن اللافت للنظر في التقرير عن الولايات المتحدة بأن درجات السعادة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما أدنى بكثير عن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما وما فوق، حيث احتلت الولايات المتحدة المرتبة الـ62 للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما فيما احتلّت المرتبة العاشرة بالنسبة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما وما فوق، كما شهدت كل من كندا وأستراليا ونيوزيلندا تصنيفات أدنى بين فئة الشباب، ويرى هيليويل أن الدرجات المنخفضة بين الشباب في تلك البلدان ليست مسألة تراجع في التعليم، أو تدنّ في مستوى الدخل أو الصحة، إنما يعزو هذا التراجع جزئيًا إلى المعلومات التي يستهلكها الشباب في تلك الدول الأربع الناطقة باللغة الإنكليزية بشكل أساسي، وأضاف: «إنهم يسمعون أخباراً تجعلهم غير سعداء، وربما يشاركونها، وهذا قد يجعلهم غير سعداء أيضاً».
والسعادة كما هو معروف شعور شخصي يصعب قياسه بدقة، ويختلف من شخص لآخر، ومن حالة إلى أخرى، وللظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها الدول ومراحل التطور والنمو والإصلاح والتغيير في درجة السعادة دور كبير.
وبمناسبة تحقيق دولة الكويت المركز الأول عربياً في قائمة السعادة، والثالث عشر عالمياً ما تفسير ورأي المخططين وأصحاب الاختصاص من السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والإعلاميين في ما يتم تداوله في وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل شبه يومي عن عدم الرضا عن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بدولة الكويت؟! هل عدم الرضا يخص فئة عمرية معينة أو طبقة اقتصادية محددة أو شريحة اجتماعية خاصة، أو أن الشعب الكويتي يطمح إلى المزيد من التقدم والرقي والتطور والازدهار؟
ودمتم سالمين.