قال مسؤول أميركي، إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كباراً عقدوا أمس اجتماعاً افتراضياً لبحث خطط إسرائيل المتعلقة بمدينة رفح بجنوب قطاع غزة، بينما تبحث واشنطن عن بدائل للهجوم الإسرائيلي ووسط معلومات صحافية إسرائيلية عن عرض أميركي لتل أبيب لدعم شن هجوم إسرائيلي على رفح مقابل شن إسرائيل هجوماً شكلياً على إيران أو عدم شن الهجوم.

وهذا الاجتماع متابعة لاجتماع مماثل عُقد في الأول من أبريل، وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حثّ إسرائيل على عدم شن هجوم واسع النطاق في رفح، لتجنب سقوط مزيد من القتلى بين المدنيين الفلسطينيين في غزة، حيث تقول السلطات الصحية الفلسطينية، إن أكثر من 33 ألف شخص قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي.

Ad

إلى ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي، أمس، تعزيزات عسكرية في محيط غزة تمهيداً لهجوم محتمل على مدينة رفح أقصى جنوب القطاع التي شهدت هجمات إسرائيلية جوية على مدار الساعات الماضية.

وأفادت الإذاعة العبرية العامة بأن الجيش الإسرائيلي نشر في محيط قطاع غزة تعزيزات عسكرية تشمل مدافع وناقلات جنود مدرعة، تمهيداً لهجوم بري محتمل في رفح.

ونقلت الإذاعة عن قائد كتيبة 932 في الجيش، الليفتنانت كولونيل دوتان، قوله للجنود في نهاية العملية العسكرية في مخيم النصيرات للاجئين «إننا ذاهبون إلى رفح».

وانسحب الجيش الإسرائيلي، عصر أمس الأول، من مخيم النصيرات بعد شنّه عملية عسكرية مباغتة فيه بدأت الخميس الماضي أسفرت عن مقتل العشرات ودمار كبير في المباني والبنية التحتية.

و«الفرقة 932» هي التي نفذت عملية عسكرية واسعة بحي الزيتون جنوب مدينة غزة في فبراير الماضي، وفي مجمع الشفاء الطبي غرب المدينة في مارس الماضي.

وأضاف دوتان أن شعب إسرائيل «يعتمد عليكم كي تنفذوا ذلك بأفضل شكل، كما في النصيرات والزيتون والتفاح، وكما في مستشفى الشفاء، هكذا في رفح أيضاً».

وتزامناً مع التهديدات، شهدت المدينة التي تضم أكثر من مليون فلسطيني خلال الـ24 ساعة الماضية شن الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية تستهدف منازل ومساجد وأراضي زراعية، وفق ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية.

وقالت مصادر لوكالة أنباء «شينخوا» إن 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال قتلوا وأصيب عدد آخر في غارات جوية على المدينة. وتأتي التهديدات الإسرائيلية المتكررة، في ظل إعلان العديد من دول العالم الداعمة لإسرائيل معارضتها قيام إسرائيل بعملية عسكرية في رفح، ومن ضمنها الولايات المتحدة.

وتصر إسرائيل على اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، باعتبارها «المعقل» الأخير لحركة حماس، التي ما زالت توجد بها 4 ألوية عسكرية التي تسعى إسرائيل إلى تفكيكها.

وباتت رفح الملاذ الأخير لأكثر من 1.4 مليون فلسطيني، بعد نزوحهم من شمال ووسط القطاع، في ظل الحرب العنيفة التي شنّتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي. ويسعى الوسطاء القطريون والمصريون إضافة للولايات المتحدة، إلى التوصل لصفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل و«حماس»، بعد الأولى التي استمرت أسبوعاً حتى مطلع ديسمبر الماضي.