نفى مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، صحة التقارير بشأن سحب إيران قواتها من سورية أو العراق، وأكد أن إيران، خلافاً لذلك، أرسلت أخيراً تعزيزات كبيرة من القوات إلى سورية، تحسباً لاحتمال محاولة اجتياح إسرائيلية لجنوب سورية أو جنوب لبنان، واستدعت أعداداً كبيرة من المقاتلين الموالين من باكستان وأفغانستان كانوا قد سُرحوا سابقاً.
وقال المصدر، لـ «الجريدة»، إن قيادة أركان الحرس الثوري أمرت جميع عناصر وقوات الحرس في سورية باتخاذ تدابير وقائية مثل تغيير أماكن إقاماتهم والابتعاد عن الأماكن التي كانوا يترددون عليها، وعدم التنسيق مع الجهات الأمنية السورية أو الروسية بشأن تحركاتهم في سورية أو لبنان.
وحسب المصدر، فإن طهران ما زالت تواجه مشاكل مع السوريين والروس في سورية، حيث ترفض الحكومة السورية بأي شكل من الأشكال انطلاق أي عمليات عسكرية ضد الإسرائيليين من داخل أراضيها، وهو ما تدعمه موسكو.
وقال المصدر إن إيران اتخذت تدابير أخرى مثل إسكان العسكريين في منازل آمنة بدل القواعد العسكرية، إضافة إلى تغيير أماكن تخزين قسم كبير من الأسلحة الإيرانية، وطلبت من حلفائها اتخاذ تدابير وقائية تحسباً لهجوم إسرائيلي انتقامي على الهجوم الإيراني.
وكشف أن طهران تلقت عرضاً أميركياً بأن تقوم قوات أميركية بقصف مناطق حدودية بين العراق وإيران أو إحدى الجزر الإيرانية الفارغة من السكان والقوات العسكرية في الخليج، ويتم اعتبار الضربة انتقاماً إسرائيلياً مقابل عدم رد طهران على الرد الإسرائيلي والحصول على امتيازات اقتصادية وعودة الأمور إلى سابق عهدها بين تل أبيب وطهران.
وأضاف أن قادة «الحرس الثوري» رفضوا هذا الاقتراح، معتبرين أن الضربة الأخيرة يجب أن تكون من إيران لا من إسرائيل، حتى تحافظ طهران على معادلة الردع التي أرستها بهجومها على إسرائيل.
وحسب المصدر، فإن إيران قامت أيضاً بسحب سفينة بهشاد من البحر الأحمر، واستقرت في خليج عدن، بعد تلقيها معلومات بأن إسرائيل يمكن أن تحاول استهدافها، وقررت أن يقوم الجيش الإيراني بإرسال سفن عسكرية يمكنها التصدي لأي هجمات إسرائيلية.
وقال المصدر إن طهران أبلغت حلفاءها أن سياسة الصبر الاستراتيجي انتهت، وأنه على «حزب الله» وغيره من الحلفاء الرد بقوة على أي هجوم يتعرضون إليه، أو اغتيالات لعناصره وقادته.