قصيدة: سلسلة أمهات المؤمنين 10 - السيدة رملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة) رضي الله عنها
عندَ (النجاشي) ليسَ ثَمَّ غواشِ
حظيتْ برملةَ دولةُ الأحباشِ
حتى أتت بُشرى الرسالةِ تزدهي
بعد ارتدادِ قرينِها الغشَّاشِ
خُطِبتْ بغُربتها وكان وليَّها
ابنُ السعيدِ فيا لطيبِ معاشِ!
مَنعتْ أباها عن فراشِ نبيِّنا
طوَتْ الفِراشَ لحِفظِ طُهرِ فراشِ
إذ جاء يومًا للإجارةِ طالبًا
من ثمَّ عاد مُحَوَّطًا برِعاشِ
ودَعَتْ له سرًّا وجهرًا بعد أنْ
لم يُجدِ أيُّ تحاوُرٍ ونقاشِ
من بعدُ جاء الفتحُ يومًا ظافرًا
نُصِرَ النبيُّ على أذى الأوباشِ
دخلوا لبيتِ الله سِلمًا وادعًا
من بعدِ مُرِّ تناوُشٍ بطَّاشِ
(اللهُ أكبرُ) رايةٌ عُلويةٌ
رُفِعتْ بساريةٍ ونورِ قُماشِ
صخرُ بنُ حربٍ حاز أمنًا
حينما للحقِّ أسلمَ بعد طولِ تحاشي
أضحى أبو سُفيانَ دارًا آمنًا
ومؤَمَّنًا ومُكَلَّلَ الأرياشِ
شاخت نساءُ نبيِّنا من بعدِهِ
ولهيبُ غيرتِهنَّ محضُ تلاشي
وسعتْ لعائشةَ الحبيبةِ سعيَها
لتُزيلَ عنها ودرةَ الأغباشِ
رحلَ الحبيبُ وكلُّ ما كان انطوى
بعد الرحيلِ ووحشةِ الأحراشِ
زالَ الضياءُ الأزهريُّ بدُورِهم
والوحيُ بالآياتِ والإدهاشِ
صلى عليك اللهُ يا خير الورى
وملائكُ الرحمنِ في الأعراشِ
والآلِ والصحبِ الكرامِ جميعِهم
ما آبتِ الأطيارُ للأعشاشِ
أشعلتَ أنوارَ الهدايةِ بعدما
شَغَبتْ حوامُ البومِ والخُفَّاشِ
ومسحتَ أدرانِ الضلالةِ بالهدى
وارتاحتْ الأرواحُ للإنعاشِ
فأضاءتِ الدنيا بأنوارِ الهدى
وانزاحَ ليلٌ كم به من واشي