محاكمة ترامب تفرض نفسها على الحملات الانتخابية
نظّم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اليوم، أول تجمّع انتخابي له منذ بدء محاكمته الجنائية في نيويورك، حيث كرّر أمام مناصريه في ولاية نورث كارولينا التعبير عن غضبه الشديد من الإجراءات القانونية غير المسبوقة التي تطوله، وذلك غداة رصد تغيّر في تكتيك الرئيس جو بايدن الذي بدا أنه يسعى إلى الاستفادة من المشاكل القضائية لمنافسه في انتخابات نوفمبر، بعد أن تجنّب هذا الأمر فترة طويلة.
وبينما مثل مرشح الجمهوريين أمام المحكمة في نيويورك، قال بايدن في بنسلفانيا (مسقط رأسه وإحدى الولايات الست الرئيسية التي يمكن أن تقلب نتيجة الانتخابات): «في عهد سلفي المشغول جدا حاليا، خسرت ولاية بنسلفانيا 275 ألف وظيفة»، في انتقاد مباشر لسلفه الذي يؤكد أنه مستهدف بـ «اضطهاد سياسي» ينظمه.
ومن المقرّر أن يلقي ترامب كلمة أمام مؤيّديه في مدينة ويلمنغتون الساحلية، في محاولة لإحباط آمال الديموقراطيين في قلب نتائج الانتخابات بولاية نورث كارولينا، بعد انتصاره فيها في عامي 2016 و2020.
ومع ذلك، لن يكون التوجّه إلى نورث كارولينا الشيء الوحيد الذي يدور في ذهن ترامب، إذ يتوقع أن تبدأ المرافعات الافتتاحية في محاكمته الجنائية بعد أقل من 48 ساعة في نيويورك، بعد الانتهاء من اختيار هيئة المحلّفين الجمعة.
ويُحاكم ترامب في قضية دفع أموال لشراء صمت نجمة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز قبل أيام قليلة من انتخابات 2016، التي فاز فيها بفارق ضئيل أمام المرشّحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وكان ترامب قد دفع ببراءته من 34 تهمة تتعلّق بالاحتيال التجاري كجزء من خطّة للتستّر على مدفوعات لدانييلز.
وفي معرض تنديده بتدبير «حملة شعواء» ضده، اشتكى المرشح الجمهوري مراراً من أنّ المحاكمة، وهي الأولى لرئيس أميركي سابق، أعاقت قدرته على القيام بحملته الانتخابية.
وقال الخميس من قاعة المحكمة في مانهاتن: «من المفترض أن أكون في أماكن مختلفة كثيرة للقيام بحملات... وأنا أجلس هنا منذ عدة أيام، من الصباح حتى الليل في تلك الغرفة المتجمّدة».
ومع ذلك، استمرّ ترامب في إيصال رسائله إلى مناصريه. وقال الجمعة عبر منصته «تروث سوشيل»، إنّ «هذا تدخّل في الانتخابات على مستوى لم يسبق له مثيل في الولايات المتحدة».
وبينما من المرجح أن يحمل خطابه في نورث كاورلينا نبرة انتقادية مماثلة، فقد أمره القاضي خوان ميرشان بعدم مهاجمة الشهود والمدّعين العامّين وأقارب موظفي المحكمة، الأمر الذي انتقده ترامب بقوله إنّه «ليس عدلا». في هذه الأثناء، تحسّنت أرقام استطلاعات الرأي لمصلحة بايدن بشكل مطّرد منذ خطابه عن حال الاتحاد في مارس، حيث حلّ في مرتبة متقاربة جداً مع ترامب (77 عاماً) على المستوى الوطني.
الى ذلك، أفادت تقارير إعلامية بأن رجلا فارق الحياة بعدما أضرم النار في نفسه بحديقة مقابلة لقاعة محاكمة ترامب في نيويورك. وتوفي الرجل في المستشفى لاحقا متأثرا بجروحه، وفق ما نقلته وسائل إعلام أميركية عن مصادر بالشرطة.
وقال شهود عيان إن الرجل، الذي يتردد أنه من فلوريدا، وزّع منشورات تحتوي على نظريات مؤامرة في أرجاء الحديقة، ثم سكب سائلا على نفسه وأشعل النار.