التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول اليوم، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية إسماعيل هنية، في وقت نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين عرب قولهم، إن القيادة السياسية لـ «حماس» تبحث نقل مقرها من قطر إلى دولة أخرى، وسط تعثّر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
ووصل هنية مساء الجمعة على رأس وفد من حماس إلى إسطنبول، وهي من بين أماكن إقامته منذ عام 2011، والتي لم يزرها رسمياً سوى في شهر يناير الماضي، منذ بدء الحرب في غزة.
وبحث هنية يوم الأربعاء الماضي مع وزير خارجية تركيا حقان فيدان في الدوحة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وبعد أن أفادت تقارير بأن تركيا أبعدت قيادات حماس الذين يقيمون على اراضيها بعد هجوم 7 أكتوبر، وقال خبراء إن سياسات أردوغان بخصوص الحرب المستمرة في غزة كانت جزءاً من هزيمته في الانتخابات البلدية، رفع الرئيس التركي المحافظ لهجته في تأييد الحركة الإسلامية الفلسطينية، والأسبوع الماضي شبّه «حماس» بمقاتلي الاستقلال الأتراك ضد الجيوش الغربية في الأناضول في عشرينيات القرن الماضي، خلال خطاب ألقاه أمام البرلمان.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين عرب قولهم، إن القيادة السياسية لحركة حماس تبحث نقل مقرها من قطر إلى دولة أخرى، وسط تعثر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وقال مسؤولون عرب، إن «حماس»، المصنفة منظمة إرهابية في الولايات المتحدة، تواصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين على الأقل في المنطقة لسؤالهما عما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إليهما.
وذكر مسؤول عربي للصحيفة ذاتها أن سلطنة عمان إحدى الدول التي تم الاتصال بها، بيد أن المسؤولين في مسقط لم يستجيبوا لطلبات التعقيب على تلك المعلومات.
وقال المسؤولون العرب، إن «حماس» تعتقد بأن مفاوضات الرهائن البطيئة قد تستمر عدة أشهر، مما يعرض علاقات الحركة الوثيقة مع قطر ووجودها في الدوحة للخطر.
من ناحيته، أشار موقع «ميدل إيست آي» إلى أن الحديث يدور أيضاً عن إمكانية استقبال إيران أو لبنان أو اليمن أو حتى الجزائر لقادة الحركة مع استبعاد سورية التي شهدت علاقتها مع الحركة الفلسطينية توتراً بسبب الحرب الاهلية رغم تحسنها بوساطة من طهران وحزب الله. وأشار الموقع إلى أن تركيا هي البلد المرجح أن تستقر فيه الحركة، وأن هنية سيبحث هذا الأمر خلال لقائه أردوغان.
وبالتزامن مع وجود هنية في تركيا، حث وزير الخارجية المصري سامح شكري امس إيران وإسرائيل على ضبط النفس، وقال من إسطنبول، إن مصر ستستضيف وفداً تركيا للتحضير لزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتركيا في المستقبل القريب.
ولفت شكري إلى أن اضطراب الملاحة في البحر الأحمر يزيد التوتر بالمنطقة، مشدداً على ضرورة «التعامل بجدية لمنع استمرار تهجير الفلسطينيين، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وطالب المجتمع الدولي بالضغط لفتح المعابر الإسرائيلية الستة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة.
بدوره، قال فيدان في تصريحات خلال استقبال شكري، إن التعاون بين أنقرة والقاهرة له فائدة كبيرة للمنطقة، معرباً عن ثقته بأن «دماء الفلسطينيين التي سالت بفعل العدوان الإسرائيلي ستكون وقوداً لنيل الحرية والحقوق المشروعة لهم».
إلى ذلك، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن السلطة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة بعد أن استخدمت واشنطن «الفيتو» ضد طلب فلسطيني بالحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وأضاف عباس في مقابلة مع وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن «القيادة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع واشنطن بما يضمن حماية مصالح شعبنا وقضيتنا وحقوقنا»، مستطرداً: «لن نبقى رهائن للرؤية الأميركية أو الأجندات الإقليمية التي ثبت فشلها وانكشفت للعالم أجمع».
وفي وقت أكدت مجموعة السبع معارضتها لأي عملية عسكرية واسعة النطاق تشنها إسرائيل في رفح، وهو الموقف الذي كرره بشكل واضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اتهمت مصادر محلية فلسطينية الجيش الإسرائيلي بتدمير أكبر مصنع للأدوية في قطاع غزة، في وقت قتل الجيش الإسرائيلي 10 فلسطينيين في مداهمة بالضفة الغربية.