مؤشر الأحمال يقترب من «الأحمر»... وينذر بأزمة في الصيف
تجاوز 11 ألف ميغاواط مع وصول حرارة الطقس إلى 38 درجة
• إهمال «البيوت العربية» بمكيفاتها القديمة أحد أسباب ارتفاع استهلاك الكهرباء
بدأ، أمس، موسم زيادة «الأحمال الكهربائية» في البلاد، وارتفع مؤشرها ليسجل 11215 ميغاواط، وهو رقم جديد مع بداية هذا الصيف، وتجاوزه المؤشر الخط البرتقالي مقترباً من الخط الأحمر مع ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها 38 درجة مئوية وفقاً لإدارة الأرصاد الجوية، مما يضع وزارة الكهرباء والماء أمام العديد من التحديات خلال هذا الصيف وينذر بأزمة في الطاقة مع تجاوز درجة الحرارة الـ 50 مئوية.
وذكرت العديد من التقارير أن هناك عوامل كثيرة تؤثر على مؤشر الأحمال عموماً، ولا سيما خلال الصيف، مما يرفع تلك الأحمال إلى ذروتها، ومن تلك العوامل «التكييف، والإضاءة، وتشغيل الأجهزة المنزلية والتجارية، والصناعية «، مما دعا وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة إلى التأكيد على أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء خلال أوقات الذروة بعدم تشغيل الأجهزة في حالة عدم الحاجة إليها.
البيوت العربية
«الجريدة» جالت في بعض المناطق بخيطان والفروانية والجليب، وهي أماكن ذات كثافة عالية بالسكان، ومن خلال مراقبة آلية استهلاك الكهرباء والماء تبين أن هناك العديد من البيوت العربية التي تستخدم المكيفات القديمة ذات الاستهلاك العالي للكهرباء.
ويمكن القول إن استهلاك الكهرباء في البيوت العربية في الكويت يختلف من منزل لآخر بناءً على عدة عوامل، مثل «حجم العائلة، ونوع الأجهزة الكهربائية المستخدمة، ومدى فعالية استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوفير الطاقة».
وعلى الرغم من أن هناك معلومات محددة حول معدلات استهلاك تلك البيوت القديمة للطاقة إلا أنها تستهلك أحمالاً عالية للطاقة الكهربائية لقلة كفاءة تلك المكيفات بخلاف المكيفات الحديثة ذات الشروط الخاصة بتوفير الطاقة، إضافة إلى استهلاك المياه المرتفع بها.
مصابيح غير موفرة
وخلال جولة «الجريدة» على بعض تلك البيوت، تبين أن الأمر لا يقتصر فقط على تلك المكيفات، فهناك استخدام للمصابيح غير الموفرة، بالإضافة إلى عدم وجود عزل جيد لبعض تلك البيوت لتخفيف درجات حرارة الطقس بسبب إنشاء تلك البيوت منذ سنوات بعيدة، ومع الكثافة السكانية العالية في تلك البيوت حيث إن بعض الغرف يتم استئجارها من أكثر من 5 أشخاص كحد أدنى، ومن شأن استخدامهم للأجهزة الكهربائية أن يرفع استهلاك الطاقة عند تشغيل تلك الأجهزة سواء كانت ثلاجات أو غسالات.
وجولة «الجريدة» في بعض تلك البيوت كشفت عن استخدام بعض الغرف كمصانع لإنتاج بعض المنتجات باستخدام مكائن تعمل طوال اليوم لساعات طويلة في الخفاء وبعيداً عن بعض الجهات الرقابية، مما يشكل حملاً زائداً على الطاقة الكهربائية في البلاد.
حلول عاجلة
وللحد من هذا التأثير السلبي على استهلاك الطاقة، يمكن النظر في استبدال المكيفات القديمة في البيوت العربية القديمة بأنظمة تبريد حديثة وفعّالة لناحية استخدام الطاقة، إذ أشار أحد حراس تلك العقارات إلى أن استبدالها يتطلب تكلفة قد تكون عالية في البداية، لكن يمكن أن توفر المكيفات الجديدة تكاليف تشغيل أقل على المدى الطويل، ومن شأنها تخفيض فواتير الكهرباء، لكن أصحاب البيوت لا يلتفتون إلى تغيير تلك المكيفات، مما يتطلب إجراء من وزارة الكهرباء والماء للحد من استخدام المكيفات القديمة ذات الاستخدام العالي للطاقة.
يذكر أن القطاع الحكومي والمؤسسات ذات الصلة في الدولة تعمل على مراقبة وتحليل استهلاك الكهرباء وتخطيط الطاقة الكهربائية دورياً لضمان تلبية الطلب على الكهرباء بشكل فعّال ومستدام، مع التركيز على تعزيز كفاءة الطاقة واستخدام مصادر متجددة حيثما أمكن.