«ذعر» يجتاح أسواق العالم بسبب احتجاجات الصين

أسهم هونغ كونغ تهبط أكثر من 2% والدولار يقفز مقابل اليوان والذهب يتراجع

نشر في 29-11-2022
آخر تحديث 28-11-2022 | 20:28
جانب من إجراءات الصين لمكافحة «كوفيد»      (رويترز)
جانب من إجراءات الصين لمكافحة «كوفيد» (رويترز)
ارتفع الدولار على نطاق واسع، في الوقت الذي أدت احتجاجات على قيود «كوفيد 19» بالصين إلى تأجيج حالة من الغموض والتأثير على المعنويات، وإثارة الرعب من جديد في أسواق المال، ما أدى إلى انخفاض اليوان ودفع المستثمرين المتوترين نحو الدولار كملاذ آمن.
هبطت الأسهم في بورصة هونغ كونغ بأكثر من 2% خلال تعاملات أمس، مع تصاعد الاحتجاجات بشأن قيود كورونا التي عززت المخاوف من تباطؤ نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

واشتبك المئات من المتظاهرين ورجال الشرطة في شنغهاي ليلة الأحد الماضي حيث اندلعت الاحتجاجات على قيود الصين الصارمة لليوم الثالث وانتشرت إلى عدة مدن في أعقاب حريق مميت في أقصى غرب البلاد.

كما نزل المتظاهرون إلى الشوارع في مدينتي ووهان وتشنغدو الأحد، وتجمع الطلاب في العديد من الجامعات في جميع أنحاء الصين للتظاهر في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وتراجع مؤشر «هانغ سينغ» بنسبة 2.10% إلى 17234 نقطة.

وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا في بورصة هونغ كونغ، حيث هبط سهم «تنسنت» 1.83%، وتراجع سهم كل من «نت إيز» و«علي بابا» بنسبة 2.6% و3.4% على الترتيب، كما انخفض سهم «شاومي» بنحو 2.6%.

وهبطت أيضاً أسهم شركات السيارات الكهربائية بما في ذلك «لي أوتو» التي انخفض سهمها 6.8%، مع تراجع سهم «نيو» 1.43%.

أيضاً، انخفضت الأسهم اليابانية في ختام التعاملات، لكن لا يزال مؤشر «نيكي» أعلى 28 ألف نقطة، بينما لا تزال تسيطر مخاوف التضخم وتباطؤ الاقتصاد على الأسواق العالمية.

وفي ختام الجلسة، تراجع مؤشر «نيكي» بنسبة 0.43% إلى 28162 نقطة، كما انخفض مؤشر «توبكس» بنسبة 0.68% عند 2004 نقاط.

الأسهم الأوروبية

كما تراجعت الأسهم الأوروبية من أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، مدفوعة بانخفاضات في أسهم الطاقة والتجزئة والتعدين، بعد أن تسببت الاحتجاجات الواسعة في الصين على القيود الصارمة لمكافحة كوفيد- 19 في إطلاق موجة بيع في الأسواق العالمية.

وهبط مؤشر ستوكس 600 لأسهم الشركات الأوروبية 0.5%، بعد الانخفاضات الحادة في الأسهم الآسيوية، بحسب «رويترز».

وتراجعت أسهم شركات النفط الأوروبية 2.0%، إذ انخفضت أسعار خام برنت والخام الأميركي 3% تقريباً، بينما أثر تراجع أسعار المعادن على أسهم شركات المناجم التي انخفضت 1.1%.

كما تراجعت القطاعات الأوروبية الأخرى المنكشفة على الصين، بما في ذلك شركات صناعة السيارات في التعاملات المبكرة.

من جانبه، ارتفع الدولار على نطاق واسع، في الوقت الذي أدت فيه احتجاجات على قيود «كوفيد-19» في الصين إلى تأجيج حالة من الغموض والتأثير على المعنويات، وإثارة الرعب من جديد في أسواق المال، ما أدى إلى انخفاض اليوان ودفع المستثمرين المتوترين نحو الدولار كملاذ آمن.

توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي في بكين خلال بيانات نوفمبر

وارتفع الدولار أمام اليوان 0.76% في التعاملات الخارجية المبكرة بآسيا إلى 7.2456.

وتراجع الدولار الإسترالي 0.61% إلى 0.6714 دولار، بينما تراجع الدولار النيوزيلندي 0.5% إلى 0.6216 دولار.



وفي محاولة لدعم الاقتصاد الصيني المتباطئ الذي عانى في ظل قيود فيروس كورونا الصارمة، قال البنك المركزي، يوم الجمعة، إنه سيخفض نسبة متطلبات الاحتياطي للبنوك 25 نقطة أساس اعتبارا من الخامس من ديسمبر.

وهبط اليورو 0.25% إلى 1.0377 دولار، بينما انخفض الجنيه الإسترليني 0.24% إلى 1.2060 دولار.

وتراجع الين الياباني نحو 0.1% إلى 139.27 للدولار.

وأدت أحدث تطورات في الصين إلى وقف تراجع الدولار الذي كان قد هبط خلال الأسابيع القليلة الماضية على أمل أن يقوم بنك الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قريباً بإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة، وهي وجهة نظر أيدها محضر اجتماع بنك الاحتياطي في نوفمبر، الذي نُشر الأسبوع الماضي.

وانخفض مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات 0.08% إلى 106.25، لكنه دون أن يتراجع إلى أدنى مستوى سجله منذ ثلاثة أشهر عند 105.30.

وبشكل عام ما زال المؤشر في طريقه نحو تسجيل انخفاض شهري يبلغ نحو 5%، الذي يمثل أكبر تراجع له منذ 12 عاماً مع تمسك المستثمرين بعلامات حدوث تحول في سياسة التشدد النقدي للاحتياطي الاتحادي.

في المقابل، تراجعت أسعار الذهب بعد ارتفاع الدولار جراء الطلب على الملاذ الآمن الذي أثارته الاحتجاجات في عدة مدن صينية على القيود الصارمة لمكافحة فيروس كورونا.

وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 1748.84 دولارا للأوقية (الأونصة). وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 1749.60 دولارا.

وقال يب رونغ محلل الأسواق في آي.جي «أسعار الذهب تتعقب تحركات الدولار الأميركي عن كثب ويبدو أن الغموض المتزايد جراء الاضطرابات المتزايدة في الصين دعم الدولار هذا الصباح».

وأضاف يب أن الناس ربما يتحولون إلى الأصول منخفضة المخاطر نظرا إلى وضع كوفيد في الصين، لكن مكاسب الدولار تطغى حاليا على وضع الذهب كملاذ آمن.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 2.2 في المئة إلى 21.12 دولارا للأوقية، وانخفض البلاتين 0.5 في المئة إلى 975.88 دولارا وهبط البلاديوم 0.2 في المئة إلى 1848.38 دولارا.

ومن المتوقع تباطؤ النشاط الاقتصادي الصيني في نوفمبر، وسط توقعات بأن ينخفض ​​أكثر خلال الأسابيع المقبلة مع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد وتصاعد الاحتجاجات ضد تشديد القيود لمكافحة الجائحة.

وأظهر مؤشر «بلومبرغ» الكلي المكون من ثمانية مؤشرات، انكماشا محتملاً في النشاط خلال نوفمبر من وتيرة ضعيفة أصلا في أكتوبر.

ويرى الاقتصاديون في Goldman Sachs وMacquarie Group وHang Seng Bank، أن الاحتماليات تتزايد لتباطؤ النمو الاقتصادي بسبب الإغلاقات وصعوبة احتواء انتشار فيروس كوفيد.

ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 3.3% فقط العام الحالي، وفقا لأحدث استطلاع لبلومبرغ، والذي سيكون أبطأ وتيرة منذ السبعينيات باستثناء فترة تفشي الجائحة عام 2020.

back to top