بلينكن يزور الصين تزامناً مع مناورات أميركية ـ فلبينية
بعد زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى الصين بداية الشهر الجاري، وإجراء وزيري دفاع البلدين محادثات لأول مرة منذ 18 شهراً، يعتزم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السفر إلى شنغهاي وبكين في محاولة لتخفيف التوترات وبث الاستقرار في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، التي تشهد توتراً منذ شهور.
وستتزامن الزيارة مع إجراء الفلبين والولايات المتحدة لأول مرة منذ بداية إجراء المناورات السنوية عام 1991 مناورات بحرية مشتركة على مسافة تزيد عن 12 ميلا بحرياً (22 كم) من المياه الإقليمية الفلبينية، وعلى وجه الخصوص في أجزاء من البحر التي تطالب بها الصين.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية بواشنطن إن المحادثات، التي من المقرر أن يتم إجراؤها من يوم الأربعاء إلى الجمعة، تهدف إلى «تقوية خطوط الاتصال وتقليص خطر إساءة التقدير والصراع».
وأضاف المسؤول في إفادة صحافية: «سيطرح بلينكن مخاوفنا بوضوح وصراحة بشأن قضايا تتراوح بين حقوق الإنسان والممارسات الاقتصادية والتجارية غير العادلة والتبعات الاقتصادية العالمية لقدرة الصين الصناعية الزائدة... ومخاوفنا العملية فيما يتعلق بدعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية لروسيا». ولفت إلى أن العلامات بين الولايات المتحدة والصين تشير إلى انفراجة.
وذكر المسؤول أن العلاقات الأميركية - الصينية أصبحت «في وضع مختلف» عما كانت عليه قبل عام، عندما تدهورت إلى أدنى مستوى على الإطلاق بعد أن أسقطت الولايات المتحدة ما يشتبه بأنه منطاد تجسس صيني.
لكن المسؤول استطرد قائلاً، إن العلاقات الهادئة لا تعني أن الولايات المتحدة ستضحي بقدرتها على تعزيز تحالفاتها والدفاع عن مصالحها.
وقال عندما سئل عن النفوذ الذي تملكه واشنطن لإقناع بكين بالتوقف عن مساعدة المجهود الحربي الروسي «نحن مستعدون لاتخاذ خطوات عندما نرى أنها ضرورية ضد الشركات التي... تقوض الأمن في كل من أوكرانيا وأوروبا بشدة».
وأضاف المسؤول أن بلينكن سيبحث أيضاً خلال الزيارة الوضع في الشرق الأوسط و»ممارسات الصين الاستفزازية» في بحر الصين الجنوبي والأزمة في ميانمار و»خطابات التهديد والأفعال المتهورة» لكوريا الشمالية.
وفي نوفمبر، التقى الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في كاليفورنيا بعد سنة من توقف الاتصالات التام بينهما. وأعقب هذا محادثات بين أعضاء على أعلى مستوى بالحكومتين.
من ناحيته، حث سفير الصين لدى الولايات المتحدة القوتين العظميين على التعاون لتعزيز العلاقات بينهما رغم مواجهتهما «تحديات خطرة» بشأن عدد من القضايا.
ونقل بيان صادر عن السفارة الصينية في واشنطن أمس، عن السفير شيه فنغ قوله في منتدى بجامعة هارفارد، إن بكين تأمل في التعاون مع واشنطن لإحراز تقدم في العلاقات على مسار ثابت وسليم ومستدام لكن يتعين على الجانبين أن يؤسسا ذلك على فهم صحيح.
وقال شيه في المنتدى «الصين لا تراهن على فشل الولايات المتحدة ولا تتدخل في شؤونها الداخلية ولا في الانتخابات الأميركية وهي على استعداد لأن تكون شريكاً وصديقاً للولايات المتحدة».
وأضاف: إذا استمرت الولايات المتحدة في التدخل في شؤون الصين الداخلية والإضرار بمصالحها في القضايا المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ والتيبت وبحر الصين الجنوبي، فكيف يمكننا الحفاظ على جوهر العلاقة الثنائية بغض النظر عن العوائق القائمة؟