في تأييد لما نشرته «الجريدة» بعددها الصادر أمس، عن قبول حركة حماس نشر قوات إسلامية وعربية في قطاع غزة في موافقة جزئية على شرط أساسي تضعه الولايات المتحدة بهدف وقف حرب غزة، وينصّ على إسناد إدارة القطاع لقوات دولية، رحّب رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، إسماعيل هنية، بأي قوة عربية أو إسلامية «إذا كانت مهمتها إسناد شعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرر من الاحتلال الإسرائيلي، أما أن تأتي قوة عربية أو دولية لتوفر حماية للاحتلال، فهي بالتأكيد مرفوضة»، حسبما نقلت عنه وكالة الأناضول التركية الرسمية خلال وجوده في أنقرة.

وكانت «الجريدة» نقلت عن مصدر إيراني مقرب من قيادة «حماس» أن أحد الشروط التي طرحتها واشنطن لإنهاء الحرب على القطاع، هو انتقال كل العناصر الفلسطينية المسلحة من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وباقي الفصائل الفلسطينية المقاتلة إلى خارج القطاع، على أن تقوم قوات دولية بضمان أمن الفلسطينيين.

Ad

وأوضح المصدر أن «حماس» رفضت هذا الشرط، لكنها أبدت بعض المرونة في حال كانت القوات التي ستدخل غزة تحت إشراف دول عربية أو إسلامية، وبشرط انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع، وهذا ما رفضته تل أبيب.

إلى ذلك، وفي أول تعليق له بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل منتصف الشهر الجاري، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن الجمهورية الإسلامية أظهرت قوتها بغض النظر عن عدد الأهداف التي تم ضربها.

وخلال لقائه قادة القوات المسلحة رأى خامنئي أن «مسألة عدد الصواريخ التي أُطلقت أو الصواريخ التي أصابت الهدف والتي يركز عليها الجانب الآخر، هي مسألة ثانوية وفرعيّة»، مشدداً على أن «القضية الأساس هي تجلّي قوة الإرادة لدى الشعب الإيراني والقوات المسلحة على الساحة الدولية، وهذا هو دليل انزعاج الطرف الآخر».

وأشاد خامنئي بـ «نجاح» الهجوم الإيراني المباشر الأول من نوعه ضد إسرائيل، والذي استُخدم فيه أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة، قائلاً: «كل حدث له تكاليف ومكاسب، ومن المهم خفض التكاليف وزيادة المكاسب بحنكة، وهذا ما فعلته القوات المسلحة بشكل جيد في التطورات الأخيرة».

وفي تفاصيل الخبر:

في تأييد لما نشرته «الجريدة» بعددها الصادر أمس، عن قبول «حماس» جزئياً لشرط أساسي تضعه الولايات المتحدة بهدف وقف حرب غزة، وينصّ على إسناد إدارة القطاع لقوات دولية، رحّب رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، إسماعيل هنية، بأي قوة عربية أو إسلامية «إذا كانت مهمتها إسناد شعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرر من الاحتلال الإسرائيلي، أما أن تأتي قوة عربية أو دولية لتوفر حماية للاحتلال، فهي بالتأكيد مرفوضة».

ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية عن هنية، خلال وجوده في أنقرة التي يتردد أنها تتجه لأداء دور أبرز في الأزمة الحالية، خاصة في ظل إعلان قطر أنها تراجع موقفها بشأن مواصلة الوساطة بين «حماس» وإسرائيل، بعد وصول مفاوضات تبادل المحتجزين إلى طريق مسدود، إن حركته «ليست متمسكة بالتمثيل المنفرد، و«يمكن أن نبني حكومة وحدة وطنية، وأن نتوافق على إدارة غزة على قاعدة الشراكة» عقب انتهاء الحرب.

وأردف هنية: «هناك بدائل طُرحت، ولكنها غير عملية، ولا يمكن أن تنجح»، مشدداً على أن «إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية».

وشدد على أن «إدارة غزة قضية وطنية، ولن نسمح للاحتلال أو غيره بترتيب الوضع الفلسطيني في غزة أو الضفة أو كلتيهما».

ورغم انفتاح هنية باتجاه التنازل عن إدارة القطاع عقب انتهاء الحرب التي تقول حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها ترمي للقضاء على قدرات «حماس» العسكرية والحكومية بغزة، حذّر هنية من إقدام الجيش الإسرائيلي على اجتياح مدينة رفح، المتاخمة للحدود المصرية والمكتظة بمئات الآلاف من النازحين، مؤكداً في الوقت ذاته جاهزية فصائل المقاومة على الأرض لصدّ الهجوم المرتقب.

وبشأن موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من اجتياح رفح، رأى هنية أن «الموقف الأميركي مخادع، وحديثهم عن أنهم بحاجة إلى رؤية خطط تجنّب حدوث أذى للمدنيين ما هو إلا عملية خداع».

ودعا هنية «جميع الدول إلى التحرك من أجل لجْم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل ضرورة الانسحاب الكامل من القطاع وإنهاء العدوان».

وأمس الأول، علمت «الجريدة»، من مصدر إيراني مقرّب من الحركة، أن قيادة «حماس» أجرت مباحثات مع بعض الدول للانتقال إليها، وقال إن أحد الشروط التي تم طرحها من واشنطن لإنهاء حرب غزة، هو انتقال كل العناصر المسلحة والمقاتلة إلى خارج القطاع، على أن تقوم قوات دولية بضمان أمن الفلسطينيين. وأوضح أن «حماس» رفضت هـذا الشرط، لكنّها أبدت بعض المرونة في حال كانت القوات التي ستدخل غزة تحت إشراف دول عربية أو إسلامية، وبشرط انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع، وهذا ما رفضته تل أبيب.

ضحايا واشتعال

ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفاً و97 قتيلاً منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، غداة انتشال الدفاع المدني 50 جثة تعود لفلسطينيين من مختلف الأعمار، قامت القوات الإسرائيلية بدفنهم في مقبرة جماعية قبل انسحابها من مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وأفادت الوزارة بأنه خلال 24 ساعة حتى صباح أمس، وصل 48 شهيداً إلى المستشفيات جراء الغارات الإسرائيلية، فيما تحدّث الدفاع المدني عن «انتشال أكثر من 150 شهيداً ونحو 500 مفقود بمجزرة خان يونس، بعد انسحاب الاحتلال، واختفى العديد من أبناء القطاع، ولا نعلم إذا كانوا معتقلين أو دفنوا تحت الأرض».

وقبل ساعات من اجتماع لمجلس الحرب بزعامة نتنياهو لمناقشة جمود المفاوضات بشأن صفقة التبادل مع «حماس» التي تشترط وقف القتال بشكل كامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي، ثم تبادل الأسرى، نفى «الشاباك» صحة ما ورد في تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية يفيد أنه بناء على معلومات استخباراتية جمعها الجهاز الإسرائيلي، فإن هناك قلقاً متزايداً من أن 40 فقط من بين 133 مختطفاً لدى الحركة ما زالوا على قيد الحياة.

وخرج آلاف المتظاهرين الإسرائيليين إلى الشوارع، ليل السبت ـ الأحد، للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة لإطاحة نتنياهو وتسريع إبرام صفقة تبادل.

من جانب آخر، تزايدت مخاوف من اشتعال الضفة الغربية المحتلة بعد يوم من مقتل 14 فلسطينياً برصاص إسرائيلي في عدة حوادث، كان أبرزها اقتحامات واشتباكات نفذها الجيش الإسرائيلي بمخيم نور شمس في طولكرم.

ونظمت حركة فتح إضراباً عاماً بعموم مناطق الضفة، ودعت إلى تصعيد المواجهات مع سلطات الاحتلال، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه قتل مهاجمين اثنين بعد قيامهما بإطلاق النار على نقطة تابعة له قرب مجمع مستوطنات شمال الخليل.

غضب ومساعدات

في غضون ذلك، تسببت تقارير عن استعداد واشنطن لفرض عقوبات على كتيبة «نيتساح يهودا» التي تضم متطرفين يهود بالجيش الإسرائيلي، والمتهمة بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين، في موجة غضب إسرائيلية واسعة.

ورغم أن العقوبات المرتقبة لن تكون مؤثرة بأي شكل على قدرات الجيش الذي يحظى إجمالاً بدعم أميركي مطلق، قال نتنياهو في منشور على منصة إكس: «سنعارض مثل هذه الإجراءات بكل الوسائل المتاحة».

وتعهد نتنياهو وعضو مجلس الحرب، بيني غانتس، بإجراءات لمنع تنفيذ القرار الذي سيكون الأول من نوعه، وسيمنع الكتيبة وأفرادها من تلقّي أي نوع من المساعدة أو التدريب العسكري الأميركي.

جاء ذلك بعد ساعات من ترحيب نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتصويت مجلس النواب الأميركي، لمصلحة تحويل حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة تزيد على 26 مليار دولار.

وفي حين اعتبر نتنياهو أن التصويت يظهر الدعم القوي من الحزبين الديموقراطي والجمهوري لإسرائيل، شكر غالانت الولايات المتحدة التي تساند بلاده بمواجهة تهديدات من 7 جبهات، بما في ذلك إيران.