«لمحة من تاريخ الإنسان»
كان إنسان العصور الحجريّة يعيش الحياة في مراحلها الأولى، وهي أقرب ما تكون خالية من التفكير المنظم، فلم تكن لديه لغة، حيث كان يعتمد على الإشارة، واستخراج الأصوات المعبرة عما يستشعره، وكان يأوي إلى الكهف كسكن يحميه من تقلبات الطبيعة.
وكان يأكل مثلما تأكل بقية المخلوقات، مما يجده من ثمار الأشجار، ولما تمكن من التوصل إلى إشعال النار أخذ يأكل الحيوانات والأسماك، واستطاع بعد اكتشاف النار أن يخطو نحو اكتشافات أخرى.
***
وفرضت عليه الضرورات المعيشية أن يبتكر بعض المعدات البدائية للاصطياد، فحدث عنده شيء من التنوع في أطعمته، وعندما حدث له أن تجاذب مع أقرانه من البشر بدأ يخرج من السلوكيات الهمجية، فانتقل إلى مرحلة سميت بالمراحل البربرية، فتعلم كيف يزرع البذور، وتدجين الحيوانات، وتعلم كيف يستعمل المعادن مثل النحاس والحديد، مما سهل عليه عملية الصيد والخروج من الكهوف إلى بناء السكن.
***ومما لا شك فيه أن انتقال الإنسان من مرحلة إلى أخرى كان يقتضي آلاف السنوات، ولما انتهت مراحل البربرية حدثت عند الإنسان قفزات نوعية في التفكير، فأخذ يطور وسائل تعبيره بالكتابة بالصور والرسوم في الكهوف، مما أوصله في نهاية الأمر إلى كتابة أبجدية.
***وبالكتابة استطاع الإنسان أن يدون الأحداث، فكان ذلك بداية لقدح زناد الذهن البشري للانتقال إلى مراحل أكثر تطوراً في التحضر، فصار الإنسان يعيش الحياة وفق قواعد محددة.
***ومعظم من يشتغلون بتدوين التاريخ الحضاري للإنسان يحددون أنه بدأ بالنضوج الفكري منذ ما يقرب من عشرة آلاف سنة.
***هذا مقال مقتضب فيه إجابة عن سؤالٍ وجهته لي ابنتي الصغيرة (أميرة).