أكد مصدر رفيع المستوى بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة»، أن طهران تلقت رسالة أميركية تعرض استئناف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بعد التوصل إلى تفاهمات أمنية، موضحاً أن العرض يتضمن وعوداً بإلغاء قسم كبير من العقوبات الاقتصادية وغير الاقتصادية إذا تعاونت طهران في تقييد نشاطها الذري والتهدئة الإقليمية.

وأضاف المصدر أن الأميركيين عرضوا إجراء مباحثات على المستوى الأمني بهدف التنسيق، في مسقط أو جنيف، على أن يعود الجانبان إلى مفاوضات فيينا ويوقعا اتفاقيةً لإحياء الاتفاق النووي في حال وصولهما إلى تفاهمات مقبولة.

Ad

وذكر أن الرسالة تم تسلیمها لوزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان خلال زيارته الأخيرة لنيويورك عبر السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني.

وأشار إلى أن إيرواني كان قد حصل على إذن خاص من المرشد علي خامنئي يسمح له بإجراء لقاءات سرية مع شخصيات سياسية وأمنية أميركية، بهدف التنسيق بشأن الملف النووي قبل أن ينجح في توسيع صلاحية الإذن ليشمل إجراء تنسيق مع الأميركيين بهدف لجم التصعيد الإقليمي بين الجانبين بعد اندلاع حرب غزة، لافتاً إلى أن الاتصالات غير المباشرة تتم عبر واسطات معتمدة، وقد تشمل شخصيات إيرانية غير رسمية.

وبين أن إحدى العُقد حالياً هي إزاحة نائب وزير الخارجية علي باقري كني من المفاوضات المستقبلية، لأن معظم أعضاء مجلس الأمن الإيراني، وحتى وزارة الخارجية، يرون أنه يفتقد للقدرة على التفاوض المطلوبة رغم إصرار الرئيس إبراهيم رئيسي على إبقائه في منصبه.

وذكر المصدر أن إيران بدأت بدراسة المقترح الأميركي، نظراً لأنه يتضمن عدة نقاط تطلبها الولايات المتحدة خارج الاتفاق النووي، ولم تقم بالرد حتى الآن.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة «الشرق» الإيرانية كانت قد نقلت أمس الأول عن مصادرها، أن إيرواني يجري مباحثات مع مسؤولين أميركيين تناقش طيفاً من مختلف الملفات التي تشمل النشاط الذري، ومحورية أزمة غزة، وهو ما سارعت السلطات في طهران إلى نفي صحته، وتأكيد «استمرار تبادل الرسائل في إطار محدود وغير مباشر».

في السياق، زعم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية النائب المتشدد جواد كريمي قدوسي، أن بلاده جاهزة لإجراء أول اختبار نووي بعد أسبوع «إذا صدر الإذن».

وجاء تلويح النائب المتشدد بإجراء الاختبار الذي يشير لاحتمال بلوغ طهران «العتبة النووية»، بعد ساعات من تجديد المتحدث باسم «الخارجية» ناصر كنعاني أن «الأسلحة النووية» لا مكان لها في العقيدة العسكرية والدفاعية للجمهورية الإسلامية، وذلك بعد إعلان قائد في الحرس الثوري الاستعداد لتغيير العقيدة النووية.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني عقب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في إسلام آباد بمستهل زيارة تمتد 3 أيام، اتفاق الجانبين على حل الملفات العالقة بين البلدين بعد التوتر الذي شهدته العلاقات إثر تبادل القصف الحدودي بينهما قبل 3 أشهر.

ووصف شريف زيارة رئيسي بأنها تشكل منعطفاً تاريخياً في العلاقات بين البلدين.