بعدما اختلطت الأوراق بالمجموعة الثانية ببطولة كأس العالم لكرة القدم، المقامة بقطر، تأجل حسم التأهل للدور الثاني إلى الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة، والمقررة اليوم، حيث تلعب إنكلترا مع ويلز، في مواجهة بريطانية خالصة، على ملعب أحمد بن علي المونديالي.

ويتصدر منتخب إنكلترا جدول الترتيب برصيد 4 نقاط، متفوقا بفارق نقطة على أقرب ملاحقيه منتخب إيران، في حين يحتل منتخب أميركا المركز الثالث بنقطتين، ويتذيل المنتخب الويلزي الترتيب بنقطة واحدة.

Ad

ويمتلك كل من المنتخبات الأربعة فرصة في التأهل، حيث لايزال كل منها يمتلك مصيره بيده.

ووفقا للائحة «الفيفا»، الخاصة بالمونديال، يتم حسم التأهل لدور ال16 عن طريق الاحتكام أولا لعدد النقاط، ثم لفارق الأهداف العام بالنسبة لجميع مباريات المجموعة.

وفي حال التساوي في عدد النقاط وفارق الأهداف العام يتم الاحتكام لعدد الأهداف المسجلة في جميع مباريات المجموعة.

وفي حال استمرار التعادل بين منتخبين أو أكثر يتم الاحتكام للنقاط في المباريات بين الفرق المعنية، ثم الاحتكام لفارق الأهداف العام في المباريات بين الفرق المعنية، ثم عدد الأهداف المسجلة في المباريات بين تلك المنتخبات.

وفي حال استمرار التعادل يتم الاحتكام لمعايير اللعب النظيف في جميع مباريات المجموعة.

وتحتسب معايير اللعب النظيف، حسب البطاقات الملونة، كما يلي: (بطاقة صفراء تحتسب - 1 نقطة) و(بطاقة حمراء غير مباشرة/إنذارين/ تحتسب -3 نقاط)، و(بطاقة حمراء مباشرة تحتسب -4 نقاط) و(بطاقة صفراء ثم طرد مباشر تحتسب -5 نقاط)، وفي حال استمرار التساوي في جميع تلك المعايير، يتم الاحتكام في النهاية إلى القرعة.

التعادل يكفي الإنكليز

ويمتلك المنتخب الإنكليزي، الساعي للفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعدما توج بها عام 1966 حينما استضاف المونديال على ملاعبه، الحظوظ الأوفر في الصعود للدور المقبل، حيث يكفيه التعادل مع ويلز للصعود رسميا، دون النظر لنتيجة مباراة أميركا وإيران.

وجاءت بداية منتخب إنكلترا في المجموعة مثالية، حيث استهل مشواره بالفوز 6 -2 على إيران في الجولة الأولى، غير أنه قدم أداء باهتا في الجولة الثانية أمام الولايات المتحدة، ليكتفي بالتعادل السلبي، ويؤجل حسم صعوده للجولة الأخيرة.

في المقابل، تبدو مهمة منتخب ويلز، الذي يشارك في المونديال للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ 64 عاما، هي الأصعب في اجتياز دور المجموعات، حيث يتعين عليه الفوز على إنكلترا بفارق 4 أهداف، دون النظر للقاء الآخر بالمجموعة، حتى يتساوى معه في رصيد 4 نقاط، ويتفوق عليه بفارق الأهداف.

وأحرز منتخب إنكلترا 6 أهداف وسكنت شباكه هدفان، في حين سجل منتخب ويلز هدفا وحيدا ومنيت شباكه بثلاثة أهداف، وهو ما يعني أن فوز ويلز بفارق 3 أهداف، لن يكون في مصلحته، حيث سيتساوى كلا المنتخبين في تلك الحالة في نفس النقاط وفارق الأهداف (1+)، ليكون عدد الأهداف التي أحرزها كل فريق في مشواره بالمجموعة، هو الفيصل في تحديد المنتخب المتأهل منهما، والتي ستصب في تلك الحالة في مصلحة منتخب إنكلترا.

وافتتح منتخب ويلز مشواره في المجموعة بالتعادل 1-1 مع أميركا، قبل أن يتلقى خسارة مستحقة صفر - 2 أمام إيران في الجولة الثانية يوم الجمعة الماضي، ليتعقد موقفه من الصعود للدور المقبل.

نجم مانشستر سيتي فيل فودين

تجاهل فودين يضع ساوثغيت تحت مزيد من الضغط

يجد مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت نفسه تحت الضغط قبل الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية لمونديال قطر، نتيجة تجاهله نجم مانشستر سيتي فيل فودين، الذي اكتفى بمشاهدة التعادل السلبي مع الولايات المتحدة من مقاعد البدلاء.

وفي ظل المعاناة هجوميا، قرر ساوثغيت اللجوء الى جاك غريليتش وماركوس راشفورد اللذين دخلا بدلا من بوكايو ساكا ورحيم سترلينغ، فيما بقي فودين على مقاعد البدلاء بعدما دخل أيضاً في الدقائق الأخيرة من مباراة الجولة الافتتاحية.

ويدفع فودين ثمن خيارات ساوثغيت، الذي فضل أن يبدأ بمايسون ماونت خلف رأس الحربة القائد هاري كين، فيما اعتمد على ساكا يميناً ورحيم سترلينغ يساراً.

وانتقد مدافع إنكلترا ومانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل خيارات ساوثغيت، قائلا: «ألا يلعب فيل فودين، فهذا أمر غريب حقا لأنه موهبة هائلة. إنه أفضل لاعبينا بفارق شاسع».

ولم يكن موقف الهداف التاريخي لإنكلترا واين روني مختلفا عن زميله السابق في «الشياطين الحمر»، معتبراً أنه على ساوثغيت الاعتماد على فودين في التشكيلة الأساسية، وقال «أجد من الغريب جداً أن فودين لم يدخل كبديل ضد الولايات المتحدة. لو كنت أنا مدرب إنكلترا، لكان الركيزة الأساسية في تشكيلة ال11 لاعباً».

أن يختار ساوثغيت تجاهل أحد أبرز لاعبي الدوري الإنكليزي الممتاز ومن نجوم القارة الأوروبية ومسابقتها الأهم دوري أبطال أوروبا، فهناك علامة استفهام. وهذا ما تساءل عنه مدافع إنكلترا وليفربول سابقاً جايمي كاراغر، قائلاً: «كان من المُحَيّر أن يبقى (فودين) على مقاعد البدلاء عندما كانت المباراة تصرخ من أجل إبداعه. إنه يتمتع بموهبة مميزة جداً».

وبعد مباراة الولايات المتحدة، رَدَّ ساوثغيت على منتقدي طريقة تعامله مع فودين، زاعماً بأنه لا يريد إشراكه في دور مركزي وسط الملعب لأنه يلعب غالباً كجناح مع مانشستر سيتي.

لو كان هناك مدرب أكثر صراحة من ساوثغيت لقال إن فودين لم ينجح حتى الآن في نقل تألقه مع سيتي الى المنتخب الوطني الذي سجل له هدفين فقط في 19 مباراة، ويرى جمهور فودين أن هناك ضرورة لمنحه فرصة من أجل تحديد الوتيرة ومنح بلاده الزخم التي هي بحاجة اليه للذهاب بعيداً.

غاريث ساوثغيت المدير الفني للمنتخب الإنكليزي لكرة القدم

غاريث يرد: أراه لاعباً خارقاً

قال غاريث ساوثغيت المدير الفني للمنتخب الإنكليزي لكرة القدم إن فيل فودين لديه دور كبير كي يلعبه في حملة الفريق ببطولة كأس العالم.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية أن المدرب يميل لإجراء تغييرات في المباراة الأخيرة للفريق بالمجموعة الثانية أمام ويلز المقرر إقامتها اليوم، ومن المحتمل أن يكون فودين من المستفيدين.

وقال ساوثغيت لشبكة تلفزيون «أي.تي في سبورت»: «نعتزم الوجود هنا لأطول فترة ممكنة، وهو لاعب خارق. نعلق عليه آمالاً كبيرة، وهو سيلعب دورا كبيرا»، مضيفاً: «نحب فيل، إنه لاعب خارق. شارك في المباراة الأولى (أمام إيران). قررنا عدم الدفع به في المباراة الثانية، ولكنه سيلعب دورا مهما في هذه البطولة معنا. لا يوجد شك في هذا».

وأعرب كالفين فيليبس زميل فودين في مانشستر سيتي والمنتخب الإنكليزي عن دعمه لفودين الأحد، مشيراً إلى أن فودين سيتألق عندما يحصل على فرصته.

وأكد ساوثغيت أن بإمكانه أن يملأ العديد من المراكز، مضيفاً:» لا توجد لدينا أي مشكلة مع فيل».

وأردف: «في سبتمبر لعب كأساسي في مباراتينا. دفعنا به في المباراة أمام إيران. وقررنا الإبقاء على نفس الفريق (أمام أميركا)، وشعرنا أن التغييرات تحتاج لتكون مختلفة قليلا بسبب سير المباراة مع أميركا».

وأكد أنه «يمكنه اللعب في مركز الجناح. ويمكنه أن يلعب كمهاجم وهمي، ويمكنه أن يلعب خلف المهاجم- لا يلعب في هذا المركز كثيرا مع فريقه. إنه لاعب مرن. يعمل بكد من أجل الفريق، وبالطبع لديه قدرات فنية مذهلة».

وغاب بن وايت عن تدريبات المنتخب الإنكليزي بسبب المرض عشية مواجهة ويلز. ولم يشارك وايت في أي مباراة في البطولة المقامة بقطر، ويبدو أنه سيغيب عن المباراة أمام ويلز. في المقابل تدرب ال25 لاعبا الآخرين في درجة حرارة 30 درجة مئوية، بما في ذلك جيمس ماديسن الذي يسعى للمشاركة في المباراة بعدما غاب في الفترة الماضية بسبب شكوى من آلام في الركبة.

قائد المنتخب الويلزي غاريث بيل خلال التدريبات

بيل: مواجهة إنكلترا ليست مباراتي الدولية الأخيرة

نفى قائد المنتخب الويلزي، غاريث بيل، أن تكون مواجهة إنكلترا اليوم في ختام دور المجموعات بكأس العالم 2022 في قطر مباراته الدولية الأخيرة.

وتحتاج ويلز إلى الفوز على الإنكليز، وأن تتعادل إيران مع الولايات المتحدة كي تتقدم إلى ثمن النهائي.

وفي ظل هذه الوضعية الصعبة، وُجّه سؤال إلى بيل بخصوص ما إذا كانت هذه ستصبح مباراته الدولية الأخيرة، فأجاب بكل وضوح: «لا».

وبخصوص المباراة، قال: «نحن فريق. يعمل المرء بقوة ويجتهد ليساعد زملاءه. علينا أن نفعل الأمر كفريق. لا يمكن لفرد واحد أن يفعل كل شيء. كنا سنحب أن نفوز بكل شيء، وأن نلعب بشكل أفضل، لكنّ واقع كرة القدم شاق. لو أن الأمر سهل، لكنّا مرشحين للقب».

وأضاف اللاعب: «نحن محبطون من النتائج ومن أدائنا، لكننا في كأس العالم ونلعب مع منتخبات كبيرة، ويجب أن نقدّم دائمًا 100 بالمئة مما لدينا».

وبموجب خبرته السابقة في كرة القدم الإنكليزية حين لعب لساوثهامتون وتوتنهام، قال ردا على سؤال بخصوص ما إذا كان منتخب إنكلترا لديه نقاط ضعف: «بالطبع لديه، نقاط الضعف موجودة لدى الجميع. فعلنا ما يجب علينا فعله ودرسنا الخصم. لا بدّ أنهم فعلوا نفس الشيء. ومع ذلك، فهُم فريق مرشح للقب».