أكدت القمة الكويتية ــ الأردنية التي عقدها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، مع ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة عبدالله الثاني، أمس، في مستهل زيارة الدولة التي يقوم بها سموه إلى عمّان، تعزيز مسيرة العلاقات الأخوية الوثيقة التاريخية التي تربط الكويت والأردن، ودعم التعاون الثنائي بين البلدين بما يعزز العلاقات الراسخة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ويحقق المزيد من تطلعاتهما المشتركة نحو التقدم والازدهار والنماء وسبل توسيع أطر التعاون الثنائي المشترك.
وعقدت في قصر بسمان، عصر أمس، جلسة المباحثات الرسمية بين الكويت والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، ترأس فيها صاحب السمو الجانب الكويتي في حين ترأس أخوه الملك عبدالله الثاني الجانب الأردني، وذلك بحضور ولي عهد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
وتم خلال جلسة المباحثات استعراض مسيرة العلاقات الأخوية الوثيقة التاريخية التي تربط البلدين ومختلف جوانب التعاون الثنائي بينهما بما يدعم ويعزز العلاقات الراسخة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ويحقق المزيد من تطلعاتهما المشتركة نحو التقدم والازدهار والنماء، وسبل توسيع أطر التعاون الثنائي المشترك في المجالات كافة بما يعود بالنفع والخير المتبادل على الشعبين.وهنأ صاحب السمو أمير البلاد أخاه الملك عبدالله الثاني بمناسبة الذكرى الـ25 لتوليه سلطاته الدستورية، مشيدا سموه بالإنجازات التي تم تحقيقها في ظل القيادة الحكيمة له.
ومن جهته، ثمّن العاهل الأردني المواقف الحكيمة للكويت، تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء الفلسطينيين، وسعيها الدائم لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وحذر الملك عبدالله الثاني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية «بترا» من خطورة التصعيد الأخير في غزة، والذي قد يدفع بالمنطقة إلى حالة من انعدام الأمن والاستقرار.
وجدد العاهل الأردني التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وتوحيد الجهود العربية للتصدي للوضع الإنساني الكارثي في القطاع.وأكد ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يضمن حصول الأشقاء الفلسطينيين، على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو «حزيران» عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ووصل صاحب السمو أمير البلاد والوفد الرسمي المرافق لسموه، عصر أمس، إلى مطار ماركا بالعاصمة عمان في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وذلك في زيارة دولة.
وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار أخوه ملك الأردن عبدالله الثاني، والأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة.وقام سرب من الطائرات الحربية الملكية الأردنية بمرافقة طائرة سموه فوق الأجواء الأردنية ثم قامت الفرق العسكرية بنفخ الأبواق وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بقدوم سموه ثم تم عزف السلام الوطني لدولة الكويت والسلام الملكي للمملكة.
كما كان في استقبال سموه كبير الأمناء في الديوان الملكي الهاشمي رئيس بعثة الشرف المرافقة سمو الأمير مرعد بن رعد، ورئيس الوزراء ووزير الدفاع دولة الدكتور بشر هاني الخصاونة، ورئيس مجلس الأعيان دولة فيصل الفايز، ورئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، ورئيس المجلس القضائي محمد الغزو، ورئيس المحكمة الدستورية محمد محادين، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، والوزراء وكبار المسؤولين في المملكة وسفير الكويت لدى الأردن حمد المري وأعضاء السفارة.
وعلى شرف صاحب السمو أمير البلاد، والوفد الرسمي المرافق لسموه، أقام صاحب الملك عبدالله الثاني، مأدبة عشاء في قصر بسمان، بمناسبة زيارة دولة لسموه للمملكة الأردنية الهاشمية.
مغادرة الأمير
وقد غادر صاحب السمو، والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن، عصر أمس، متوجها إلى الأردن، وذلك في زيارة دولة.
وكان في وداع سموه على أرض المطار نائب الأمير رئيس مجلس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الشيخ أحمد العبدالله، وسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء المكلف بتصريف العاجل من الأمور سمو الشيخ د. محمد الصباح، وسمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ فيصل النواف، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية بالوكالة، الشيخ فهد اليوسف، ووزير شؤون الديوان الأميري، الشيخ محمد العبدالله، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط، د. عماد العتيقي، وكبار المسؤولين بالدولة.
ويرافق سموه وفد رسمي يضم وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار أنور المضف، ووزير الخارجية عبدالله اليحيا وكبار المسؤولين بالديوان الأميري.
رئيس «الأعيان» الأردني: حرص كويتي على وحدة الصف والتلاحم العربي
أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، أمس، أهمية زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، الى المملكة، مثمنا مواقف الكويت تجاه الأردن، ومقدّماً الشكر لسمو الأمير والشعب الكويتي على وقوفهم إلى جانب بلاده دوما، وتقديم الدعم والمساعدة لتمكينها من مواجهة التحديات الاقتصادية.
وقال الفايز، في تصريح لـ «كونا»، إن زيارة سمو أمير البلاد إلى الأردن تأتي في إطار العمل المشترك بين قيادتَي البلدين الشقيقين لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاقها، وتأكيد متانتها ورسوخها، إضافة إلى بحث مختلف القضايا الراهنة وتوحيد مواقفهما حولها.
وأشاد رئيس «الأعيان» بمواقف سمو الأمير تجاه القضايا العربية، وحرص سموه الدائم على إنهاء الصراعات والأزمات، وعلى ضرورة وحدة الصف والتلاحم العربي، وعودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا العربية لتنعم شعوبها بالسلام.
وأضاف أن العلاقات الأردنية - الكويتية تشكّل نموذجا في العمل العربي المشترك، وهناك تواصل وتنسيق دائمان بين ملك الأردن عبدالله الثاني وأخيه سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، انطلاقا من حرصهما على النهوض بالعلاقات الأخوية التي تربط الأردن والكويت، والحرص المشترك على المضي قُدما في توطيدها في مختلف المجالات، إضافة إلى التشاور حول مختلف الأوضاع الراهنة في المنطقة، وكل ما شأنه خدمة قضايا أمتنا وإنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأكد الفايز حرص الأردن على تعزيز العلاقات الأخوية مع الكويت الشقيقة في مختلف المجالات، مشيرا الى أن ما شهدته العلاقات الثنائية من تطوّر كبير إنما هو بفضل حرص وتوجيهات قيادتَي البلدين الشقيقين.
وأشاد بحالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها الكويت والتطور الكبير الذي تشهده في مختلف المجالات، وذلك بفضل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد، ووعي المواطن الكويتي وحرصه على أمن وطنه واستقراره.
قلادة الحسين بن علي لصاحب السمو
قلّد ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة عبدالله الثاني أخاه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، قلادة الحسين بن علي، تعميقاً وتجسيداً للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين، وبمناسبة زيارة الدولة لسموه للأردن، وذلك في قصر بسمان.
وتعد القلادة أرفع وسام مدني في المملكة الأردنية الهاشمية، وتمنح للملوك وللأمراء ورؤساء الدول.
الصفدي: عمّان والكويت في خندق الدفاع عن الأمة
أشاد رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي، أمس، بالعلاقات مع الكويت باعتبارها نموذجا في الروابط المتينة المبنية على الثقة والاحترام، واصفا العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها راسخة وتحمل مضامين الدفاع عن قضايا الأمة.
وأكد الصفدي، في تصريح لـ «كونا»، أهمية زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الى الأردن، لاسيما أن العلاقات الثنائية تحمل عنوان المصير المشترك والتعاون الوثيق وتغليب قضايا الأمة ومصالحها على سواها، ليكون الأردن والكويت دوما في خندق الأمة والدفاع عنها وفي خانة التضامن العربي.
وأوضح أن الأردن والكويت يحملان مواقف ونظرات مشتركة لما يجب أن يكون عليه الموقف العربي تجاه القضايا الرئيسية لأمتنا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية عبر التمسك بحل الدولتين.
وذكر أن «الله تعالى أنعم على البلدين الشقيقين بقيادتين حكيمتين همهما على الدوام تحقيق أمن وسلام شعوب المنطقة، وتجسير الهوّة بين أقطار الأمة العربية، ولم تتخل القيادتان عن واجباتهما القومية، فالأردن خير سند لأشقائه، والتاريخ يشهد على ذلك مثلما أن الكويت قدّمت لأمتها الكثير الذي يبعث على الفخر والاعتزاز».
وشدد الصفدي على أهمية المواقف الحكيمة والمعتدلة لقيادتي البلدين، مؤكدا أن عمان والكويت راسختان على ثوابت العدل والحق، وأكثر رسوخا وإيمانا بقوة الجسد العربي، ليعود صلبا متينا في وجه كل التحديات.
وقال إن الأردن يقدّر عاليا للكويت دعمها المتواصل للأردن والوقوف دوما معه في مختلف الظروف، مؤكدا وحدة المصير والمستقبل للبلدين الشقيقين.
زيارة سموه تجسد الدور المحوري للكويت عربياً
تجسد زيارة دولة التي قام بها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، أمس، الدور المحوري المهم الذي تضطلع به الكويت في عمقها العربي لاسيما وسط الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط.
وتؤكد زيارة سموه مستوى الرعاية والاهتمام الذي تبديه القيادة الحكيمة في كل من البلدين الشقيقين وعلى رأسها صاحب السمو، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بتوطيد هذه العلاقة التي تستند إلى روابط الأخوة ووحدة الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، وسعي الجانبين للانتقال بهذه العلاقات إلى مجالات أوسع بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
ويتجسد عمق العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين في كثافة اللقاءات والزيارات الثنائية التي من شأنها تنمية أواصر الأخوة وتطوير العمل المشترك في كل المجالات لاسيما المتعلقة بالعمل والتضامن العربيين، وخصوصاً إزاء قضية العرب المركزية (القضية الفلسطينية) وتقديم كل أشكال الدعم الشعب للفلسطيني، لتمكينه من الصمود في أرضه حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
حجم الاستثمارات
وعلى الصعيد الاقتصادي والاستثماري يبلغ حجم استثمارات الهيئة العامة للاستثمار في الأردن نحو ثلاثة مليارات دولار توزعت على المؤسسات البنكية والمشاريع والشركات الأردنية كذلك على شكل ودائع فيما تبلغ القروض المقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية إلى الأردن ما يعادل 766 مليون دولار، علاوة على استثمارات القطاع الخاص الكويتي في المشاريع التنموية والبنى التحتية والخدمية.
وفي هذا الشأن بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2023 (مجموع الصادرات والمستوردات) نحو 67 مليون دينار.
وبلغت قيمة التحويلات المالية للجمعيات الإنسانية الأردنية المسجلة على المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني الكويتي حتى أغسطس 2023 نحو 25 مليون دولار، وتتنوع تلك المشاريع ما بين إغاثية وطبية وكفالة الأيتام وكفالة طلبة العلم.
وفي مجال التعاون العسكري بين البلدين الشقيقين فإن مكتب الملحق العسكري الكويتي في الأردن يعمل منذ عام 1974 على تعزيز التنسيق والتعاون المشترك من خلال عقد اجتماعات مشتركة وتبادل الزيارات للكليات العسكرية وعقد التمارين المشتركة إضافة إلى تدريب منتسبي القوات المسلحة في البلدين بالمعاهد والكليات العسكرية.
وفي المجال التعليمي يحظى الطلبة الكويتيون الدارسون في الجامعات الأردنية والبالغ عددهم أكثر من 4000 طالب وطالبة برعاية ومتابعة من المكتب الثقافي في السفارة الكويتية بالأردن لتيسير شؤونهم.
ووقعت حكومتا البلدين اتفاقيات عدة أهمها «اتفاقية لتنظيم الخدمات الجوية بين الأردن والكويت» عام 1975 و«اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي على دخل المؤسسات وشركات النقل الجوي» عام 1985.