ودع منتخب الكويت الأولمبي لكرة القدم، منافسات كأس آسيا المؤهلة لأولمبياد باريس 2024، والمقامة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، وعاد بخفي حُنين، بعد أن خسر الفريق «الجلد والسقط».
يذكر أن المنتخب قد واجه نظيره الماليزي في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة للبطولة، وذلك أثناء مثول «الجريدة» للطباعة.
وخسر «الأولمبي» في الجولة الأولى أمام منتخب فيتنام الأولمبي بثلاثة أهداف مقابل هدف، وتلقى خسارة قاسية من أوزبكستان قوامها خمسة أهداف من دون رد.
أخطاء بيكسي
من المؤكد أن المدرب البرتغالي ايميليو بيكسي قد فشل في مهمته بشكل لافت للنظر، فلم يقدم الفريق أبسط اساسيات كرة القدم، المتمثلة في الاستلام والتسلم والتمرير المتقن الصحيح سواء القصير أو الطويل، كما غاب التركيز في البطولة بشكل لافت للنظر، فضلا عن الأخطاء الدفاعية الكارثية، التي لم تحرك له ساكنا للتدخل لتلافي هذه الأخطاء، كما افتقد الفريق للهجوم بشكل غريب للغاية، وظهر بلا مخالب وأنياب.
واللافت في الأمر، هو تفضيل بيكسي لاعبين بغض النظر عن مدى جاهزيتهم، منهم على سبيل المثال لا الحصر، الحارس عبدالرحمن كميل الغائب عن صفوف ناديه (الكويت) منذ ثلاثة أشهر بسبب الإصابة، ودفع به دون مقدمات امام فيتنام، وتسبب الحارس في خطأين تسببا في اهتزاز شباكه، يأتي هذا في الوقت الذي تألق فيه الحارس عبدالرحمن الفضلي مع السالمية، الأمر الذي يؤكد أحقيته في حراسة عرين الأزرق في التشكيل الأساسي.
وما يؤكد فشل المدرب، هو ضم الفريق لاعبين موهوبين لم يقدموا المستوى المأمول، يبدو لأنهم في حاجة إلى مدرب!
كما فشل بيكسي في تجهيز اللاعبين نفسيا للبطولة، فالطرد المباشر لإبراهيم كميل أمام فيتنام، ثم لحمد الطويل أمام أوزبكستان برعونة في غياب الروح الرياضية، فضلاً عن لمس المدافعين خالد صباح وصالح المحطب للكرة باليد داخل منطقة الجزاء بلا داعي، أمور تؤكد عدم تحضير وتجهيز اللاعبين نفسيا وذهنيا للبطولة، وعدم التحدث معهم عن أهمتيها، وأنها مؤهلة لأولمبياد باريس 2024.
خطايا الاتحاد
وحتى لا نحمّل بيكسي وحده مسؤولية المستوى الهزيل والنتائج السلبية، فإن مجلس إدارة الاتحاد الكويتي والإدارة الفنية والأندية، يتحملان نصف المسؤولية، فليس من المنطق أن يتم الاعتذار على عدم خوض منافسات بطولة غرب آسيا التي أقيمت في مدينة الدمام السعودية مؤخرا، والتي أقيمت خلال الفترة من 18 إلى 26 أي قبل انطلاق كأس آسيا بأيام قلائل، وذلك على الرغم من أنها خير إعداد للبطولة، خصوصا أنها أقيمت خلال فترة التوقف الدولي السابقة، أي أن الأندية لم تكن تعارض في مشاركة لاعبيها.
ورغم تكتم مسؤولي الاتحاد، كعادتهم، وعدم إبدائهم أسباب عدم المشاركة، وتطرقوا إلى الانسحاب من عدمه، وهو الخبر الذي انفردت به «الجريدة» حينها، فإن الواقع يؤكد أن المسؤولين خشوا الخسارة بنتائج كبيرة أمام المنتخبات المشاركة.
وما زاد الطين بلة، كما يقولون، دخول «الأولمبي» في التوقيت ذاته معسكرا تدريبيا في ابوظبي، وكان من المقرر أن يلتقي الفريق مع منتخب هونغ كونغ وديا، لكن ذهبت المباراة أدراج الرياح، قبل أن يعلن مدير المنتخب جراح العتيقي عن اللعب مع المنتخب البحريني، لكن المباراة تم الغاؤها لأسباب غير مفهومة أو معلومة!
والمضحك المبكي، أن تصريحات القائمين على المنتخب أكدت نجاح المعسكر وتحقيق الأهداف المرجوة بكلام إنشائي كالعادة، على الرغم من عدم اللعب وديا قبل كأس آسيا، في سابقة يندى لها الجبين خجلا!
ولا نعلم ما مصير بيكسي هل سيتخذ الاتحاد قرارا بإنهاء عقده، أم سيتم تجديد الثقة فيه مع زميله روي بينتو، من أجل تطور الكرة الكويتية بصفة عامة، والمنتخبات بصفة خاصة، على الرغم من أن المتنخب يفتقد لأساسيات كرة القدم.
كما يتحمل الاتحاد مسؤولية عدم ايجاد آلية تجبر الأندية على اشراك اللاعبين في صفوف فرق السن العام فيها، فضلا عن عدم اقامة بطولة قوية تنافسية تحت 21 سنة.
عدم مشاركة اللاعبين مع الأندية
أما الأندية التي تتعاقد مع أشباه محترفين وتعتمد عليهم بشكل كلي، وكذلك مع لاعبين محليين من الأعمار السنية الصغيرة، فإنها لم تعتمد على لاعبي المنتخب الأولمبي في منافسات دوري زين الممتاز باستثناء قلة قليلة منهم، وكذلك في بطولتي كأس سمو الأمير، وكأس سمو ولي العهد.
وبدلاً من أن تتخلى عنهم لأندية أخرى من أجل مشاركتهم بشكل مستمر، لصقل خبراتهم ومواهبهم، تتمسك بهم دون مراعاة لمصلحتهم أو مصلحة الكرة الكويتية.
إلى جانب ذلك، لم تبدِ الأندية تعاونها مع الاتحاد فيما يخص المنتخب الأولمبي، إذ رفض القادسية الموافقة على دخول لاعبيه في معسكر تدريبي كان مقررا اقامته في الإمارات، بحجة عدم إبلاغه منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى ان المعسكر لن يقام خلال فترة التوقف الدولي، الأمر الذي دفع الاتحاد إلى إلغائه، وكان ذلك قبل فترة قصيرة من انطلاق تصفيات كأس آسيا.