سابقة عالميّة.. البندقيّة تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليوميّة
تبدأ مدينة البندقية الإيطالية الخميس تطبيق إجراء يشكّل سابقة عالمية، سيتعين بموجبه على السيّاح الذين يزورونها لفترات نهارية قصيرة من دون المبيت فيها، دفع ضريبة قدرها خمسة يورو وإبراز بطاقة دخول على شكل رمز استجابة سريعة، في محاولة للحدّ من الأعداد الضخمة للسياح.
ورغم سعر البطاقة المنخفض وعدم تحديد عدد أقصى للزوار يومياً، تأمل البندقية في ثني عدد من السياح عن ارتياد أزقتها الضيقة وجسورها الممتدة فوق القنوات المائية، خلال الفترات التي تشهد أكبر إقبال.
ومع تطبيق هذا الإجراء، تصبح البندقية، أول مدينة سياحية في العالم تفرض رسوم دخول كتلك الخاصة بمدن الملاهي، في حين تتكاثر الحركات المناهضة للإفراط في السياحة، تحديداً في إسبانيا، مما يدفع السلطات إلى التحرك من أجل التوفيق بين راحة السكان وقطاع اقتصادي يحمل أهمية كبيرة.
وخلال مؤتمر صحافي في أوائل أبريل بالعاصمة الإيطالية لعرض تفاصيل هذا الإجراء الجديد أمام وسائل إعلام من العالم أجمع، قال رئيس بلدية البندقية لويجي برونيارو «هذه التجربة تحصل للمرة الأولى في العالم».
ومن المتوقع أن تحذو مدن سياحية كبرى حذو البندقية وتتّبع هذا الإجراء بسبب مواجهتها المشكلة السياحية نفسها.
وقال برونيارو إن «هدفنا هو جعل البندقية أكثر ملاءمة للعيش»، في حين منعت هذه المدينة الإيطالية التي تُعدّ إحدى أكثر المدن استقطاباً للزوار في العالم، السفن السياحية العملاقة من الوصول إلى وسطها التاريخي.
وفي فترات ذروة الارتياد، يمضي مئة ألف سائح ليلتهم في البندقية، إضافة إلى عشرات آلاف الزائرين الذين يقضون فيها ساعات قصيرة من دون المبيت.
في المقابل، لا يتجاوز سكان وسط المدينة 50 ألف نسمة، وهو عدد في تراجع مطرد.
بالنسبة لعام 2024، تطال هذه الضريبة الجديدة 29 يوماً فقط تشهد تدفقاً كبيراً للسياح، إذ «يبدأ التقويم في 25 أبريل (وهو يوم عطلة رسمية في إيطاليا)، ثم يتبعه كل عطلة نهاية أسبوع تقريباً من مايو إلى يوليو»، بحسب برونيارو الذي وعد «بعمليات مراقبة سلسة للغاية» و«عشوائية» و«من دون طوابير»، للتأكد من الالتزام بدفع الضريبة.
وتستهدف هذه الضريبة التي أرجئ تنفيذها مرات عدة، فقط السياح الذين يدخلون المدينة القديمة يومياً بين الساعة 8,30 صباحاً و16,00 بالتوقيت المحلي.
وسيتعين عليهم تنزيل رمز الاستجابة السريعة مقابل خمسة يورو على الموقع المخصص (https://cda.ve.it/fr/)، وهو متاح باللغات الإنكليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية والإيطالية.
وإذا لزم الأمر، سيتعين على الزائرين إظهار الرمز إلى المراقبين المتمركزين عند المداخل الرئيسية للمدينة، ولا سيما محطة قطار سانتا لوتشيا.
وسيُطلب من السائحين الذين لم يكملوا هذا الإجراء الشكلي إنجاز ذلك في اللحظة الأخيرة عند وصولهم بمساعدة مشغلين محليين.
ولن يمثل ذلك مشكلة لعدم تحديد عدد أقصى لرموز الاستجابة السريعة المباعة يومياً.
وقال برونيارو «نعارض وضع حدّ أقصى للرموز، لأن البندقية مدينة لا متحف».
وستُفرض غرامة تراوح بين 50 إلى 300 يورو على السائحين الذين يحاولون التسلل، مع العلم أنّ السلطات تؤكد أنها تفضّل ثقافة الإقناع لا القمع.
ولا يتأثر بهذا الإجراء السائحون الذين ينامون ليلة واحدة على الأقل في الموقع، إذ سيحصلون على رمز استجابة سريعة QR code مجاني، فضلاً عن إعفاءات أخرى تشمل خصوصاً الأطفال دون سن 14 عاماً والطلاب.
والبندقية المشهورة في العالم بأعمالها الفنية وجسورها وقنواتها، مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1987.
وأفلتت البندقية بصعوبة في منتصف سبتمبر من إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالخطر، مع أن خبراء المنظمة أوصوا في نهاية يوليو بتصنيفها كذلك معتبرين أن إيطاليا اتّخذت حتى الآن إجراءات «غير كافية» لمكافحة تدهور الموقع.