• في البداية... متى وكيف دخلت المجال الفني؟
- لم يكن المجال الفني غريبا علي، فمنذ طفولتي وأنا أصاحب والدي الفنان عبدالإمام عبدالله في مواقع التصوير والتلفزيون والمسرح، حتى عشت هذه الأجواء منذ صغري، ولكن التمثيل لم يستهويني بل الموسيقى، فتعلقت بأغاني المسلسلات وليس مشاهدها، وأول مرة وقفت على خشبة المسرح كان عام 1994 قبل 30 عاما.
وأذكر أن جدي لوالدتي كان ذا صوت جميل، وهو أيضا اسمه جاسم، ولذلك يقول الأهل إنني ورثت عنه الاسم وعذوبة الصوت، ولكن الموهبة أو الوراثة لم تكفيني، فقد درست الموسيقى لأثقل تلك الموهبة، وتخرجت في المعهد العالي للفنون الموسيقية، وحصلت على درجة الماجستير في الموسيقى من جامعة عين شمس بالقاهرة، وحاليا أحضر الدكتوراه في جامعة حلوان المصرية.
• كيف اكتشفت موهبتك الفنية وشغفك بالموسيقى؟
- شغفي بالموسيقى كان يسيطر على حياتي، حتى انني كنت أهرب من الحصص الدراسية لعزف الموسيقى، وهو ما جعلني ألتحق بالثانوية الموسيقية في المعهد العالي للفنون الموسيقية، ثم التحقت بالجماعة وحصلت على البكالوريوس بالموسيقى، وفي الفريج كنت أغني ويسمع الأطفال صوتي وأنا سعيد بنفسي وبجمهوري الصغير، كما شجعتني العائلة وخصوصا والدي الفنان عبدالإمام عبدالله فكان أول الداعمين لي ولا يزال، ولذلك دخلت المعهد العالي للموسيقى وهناك اكتشفوا أني أملك صوتا جيدا، ولذلك منحوني فرصا للمشاركة في الغناء المنفرد «صولو» في حفلات المعهد الداخلية والخارجية، وبدأت أصبح معروفا بين الناس الذين استحسنوا صوتي وموهبتي وهو ما حفزني للاستمرار، حتى أصبحت أشارك في الكثير من الحفلات داخل وخارج البلاد، كحفلات وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وحققت الكثير من الجوائز والتكريمات باسم الكويت في قطر وتونس وغيرهما من البلدان.
• هل الصوت يتطور؟ وهل تشعر بأن أداءك اليوم يختلف عن قبل 30 عاما؟
- بكل تأكيد الصوت يتطور، فحين وقفت على المسرح وأنا طفل كانت مجرد محاولات وتجارب، ولا تعتبر مسيرة فنية عمرها 30 عاما، لأني درست الأصوات والموسيقى وتعلمت كثيرا ولا أزال، وهذه الدراسة غيرت كثيرا من أدائي الذي تغير معه صوتي وقوته واحترافيته، الأهم هو أن تكون الموهبة موجودة ثم يتم ثقلها.
• ما أهم الحفلات التي شاركت بها في السنوات الأخيرة؟
- حفل اليوبيل الذهبي للمعهد العالي للفنون الموسيقية، وكان حفلا ضخما ورائعا، وشاركت فيه بعدد من الأغنيات المهمة، منها اغنية «محال» للراحل عبدالكريم عبدالقادر، وحققت خلالها نجاحا مذهلا، لأن الغناء لأسطورة كويتية مثل الصوت الجريح هو تحد خطير لأنها أغنيات صعبة تعلق بها الجمهور مقترنة بالصوت الجريح، وحتى يتقبلها الجمهور يجب إتقان الأداء على أعلى مستوى.
والحمد لله نلت استحسانا كبيرا أذهلني وأسعدني جدا، ومؤخرا شاركت في حفل بعنوان «ميدلي» في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ومن تنظيم شركة «كودا» للمايسترو د. أيوب خضر، وكان الحفل بالتعاون مع المايسترو د. محمد البعيجان، الذي قدم ميدلي رائعا، فيما قدمت أنا فقرة غنائية تضمنت عددا من أغنيات الراحل عبدالكريم عبدالقادر، وكان حفلا ناجحا بكل المقاييس.
• هل تشعر بأن خطواتك الفنية بطيئة بعض الشيء؟
- بالتأكيد أنا بطيء بحكم الدراسة وانشغالي المستمر بالشأن الأكاديمي، حيث إن شغفي بالموسيقى ليس على مستوى الأداء والغناء فقط، ولكن أيضا على مستوى العلم والتنظير، وفي اعتقادي أنه عمل متكامل لمن أراد أن يحقق لنفسه شخصية موسيقية مميزة، وخصوصا أنني أحتاط كثيرا فيما أقدم، وأحب أن أقدم عملا ذا معنى، وهو سبب تمسكي بالطرب الأصيل، وغنائي أعمال الكبار أمثال الصوت الجريح الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر، وغيره من الفنانين الهامين، حتى أعمالي الخاصة أبحث فيها دائما عن القوة والأصالة بأسلوب حديث وشبابي، وهو انتقاء يحتاج للكثير من الجهد والوقت، فالجمهور الكويتي عظيم يفهم ما يسمعه ويتذوق، ولكنه لا يجد من يقدم له هذه النوعية من الأعمال الأصيلة.
• حدثنا عن توقيعك مؤخرا مع شركة روتانا ميوزك؟
- الحمد لله، سعيد بالتعاقد مع شركة روتانا، كبرى شركات الإنتاج السعودي والخليجي والعربي في مجالي الترفيه وصناعة الأغنية، الأمر الذي يجعلني أسعى جاهدا لتقديم الأفضل إن شاء الله، شكراً للرئيس التنفيذي لشركة روتانا ميوزك سالم الهندي على ثقته واهتمامه، والداعم دائماً لجيل الشباب، حيث تم الاتفاق مع شركة روتانا لإنتاج أعمالي الموسيقية القادمة، وأعتقد أنها خطوة كبيرة ونقطة تحول في مشواري الفني، ستصحبها خطوات أسرع وأعمال أكثر، لأن روتانا مؤسسة داعمة وقوية والتعاون معها إضافة لأي فنان، وحاليا نعمل على تجهيز أول ألبوم غنائي يصدر نهاية عام 2024، وسيحمل الكثير من المفاجآت.
• لماذا اخترت اسم جاسم بن ثاني رغم أن الوالد هو الفنان عبدالإمام عبدالله؟
- تعرضت كثيرا لهذا السؤال، ولكني أحب دائما أن أوضحه ليصل إلى الجميع، لأني أفتخر جدا بوالدي وحبي له لا يوصف، ولكنه هو من وافقني وشجعني على اختيار هذا الاسم، لأن عائلتي هي بن ثاني، واسمي كاملا جاسم عبدالإمام عبدالله عيسى بن ثاني، ورأينا أن الاسم سيكون أكثر اختصارا وانتشارا بدلا من جاسم عبدالإمام عبدالله، وهناك سبب آخر وهو أنني لم أكن أريد أن يربط الناس نجاحي في حال نجحت بنجاح والدي، أو يتهمني البعض بالتسلق أو أني أستخدم اسمه لمزيد من الانتشار، فقد أردت أن يكون حكم الناس على أدائي خاليا من أي توقعات، وأعتقد أنني اخترت الطريق الأصعب لأن اسم والدي كان سيسهل على الجمهور التعرف عليا ولكني راض جدا بذلك.
• قلت سابقا إنك لم تأخذ حقك على الساحة... هل مازلت عند رأيك؟
- في السابق نعم، كانت أعمالي أقل وتعتمد على الاجتهاد الشخصي، لأني كنت أعمل وفقا لمعادلة صعبة وهي اختياري للون موسيقي يحمل الشجن والطرب الأصيل واختيار ليس سهلا بالوقت الحالي وخاصة إذا كنت أحاول تقديمه بأسلوب وتوزيع حديث يواكب العصر، ولكن حاليا أعتقد أني أكثر حظا، وبدأ يظهر الجهد الذي بذلته لسنوات، وتبلور في خطوة مهمة هي التعاقد مع روتانا ميوزك، ولذلك أنا متفائل بالفترة المقبلة التي ستشهد مسيرة مختلفة لمشواري الفني ووجودي على الساحة الغنائية الخليجية.
• ما العمل الذي أحببته لوالدك عبدالإمام عبدالله؟
- الكثير من أعمال والدي شاهدتها وأحببتها، ولكني أظن أنني لم أشاهد كل ما يقدم سواء على مستوى التلفزيون أو المسرح داخل الكويت أو خارجها، وفي جميع ما شاهدت له لم يزعجني أي عمل، ولكن أحيانا أعلق على مشهد معين، وأتناقش مع والدي وهو يحب سماع آرائنا، لأننا نحبه وهو يحبنا، وبالتالي آراؤنا ليست منافقة بل مصارحة، فهو يسمع ويبتسم ويتقبل، أعتبر أبي كل شيء في حياتي، بل الداعم الرئيسي لي من نقطة الصفر، الله يبارك بعمره وصحته.