بولندا... أكثر من مجرد ليفاندوفسكي
أصبحت بولندا، العقبة الأخيرة أمام المنتخب الأرجنتيني للتأهل لدور الستة عشر لمونديال قطر 2022، على بعد خطوة واحدة عن كسر النحس الذي يلازمها في النسخ الأخيرة من بطولات كأس العالم، لتتخطى هي الأخرى دور المجموعات، بفريق يقوده روبرت ليفاندوفسكي، لكن أيضا مع وجود كوكبة أخرى من اللاعبين من أصحاب الجودة العالية المحترفين بأندية أوروبية مرموقة.
ويبتعد المنتخب البولندي بقيادة المدرب تشيسلاف ميتشنيويكز عن عصره الذهبي حينما احتل المركز الثالث في مونديال ألمانيا 1974، بقيادة الثنائي جيجوج لاتو وكازيميرز دينا، وكذلك في إسبانيا 1982 بقيادة زبيجنيو كازيميرز بونيك.
وتحظى بولندا بليفاندوفسكي منذ فترة لكن وجوده لم يساعدها خلال النسخ الأخيرة من أجل تخطي دور المجموعات، وبالفعل، فمنذ مونديال المكسيك 1986، الذي بلغت فيه الدور ثمن النهائي، لم تغادر بولندا دور المجموعات منذ ذلك الحين، سواء في كوريا الجنوبية واليابان 2002 أو ألمانيا 2006 أو في مونديال روسيا الأخير 2018، حيث لم تشفع جهود مهاجم برشلونة الحالي في قيادة بلاده لدور الستة عشر، بل حتى لم يتمكن من تسجيل أي هدف في البطولة.
فبدون كرة قدم رائعة، وفي لقاء سيطر خلاله المكسيكيون، كان بإمكان بولندا حتى تحقيق الفوز، لكن ليفاندوفسكي أهدر ركلة جزاء كانت كفيلة بخروج منتخب بلاده بالنقاط الثلاث، لكنه كان فعالا أمام السعودية، التي لاحت لها فرص في المباراة لتعقيد الموقف على المنتخب الأوروبي، لكن فويتشيك تشيزني نجح في التصدي لركلة جزاء ل «الأخضر» السعودي، لتخطف بولندا انتصارا ثمينا بثنائية حمل أحدها توقيع ليفا.
وتتصدر بولندا مجموعتها حاليا بأربع نقاط ولم يدخل مرماها أي هدف، تحت قيادة مدربها ميتشنيويكز، الذي غير طريقة اللعب في كلتا المباراتين.
بيليك وفرانكوفسكي
وبسبب نتيجة التعادل، تجرأ ميتشنيويكز بشكل أكبر أمام السعودية، وأشرك الثنائي كريستيان بيليك وبرزيميسلاف فرانكوفسكي للعب بطريقة 4-2-3-1 وسارت نتائجها أفضل، حيث سجل أول هدفين عبر بيوتر زيلينسكي وليفاندوفسكي، الذي وقع على أول أهدافه في البطولة على الإطلاق عن عمر 34 عاما.
ويبرز في صفوف المنتخب زيلينسكي، لاعب نابولي الحاسم ومتصدر السيري آ، ومهاجم يوفنتوس، أركاديوس ميليك ولاعب الوسط غريغور كريتشوفياك، المحترف حاليا في الشباب السعودي بعد مسيرة كبيرة في ملاعب إنكلترا.
وعلى كل حال يعد ليفاندوفسكي هو التهديد الأكبر للأرجنتين بقيادة نجمها وأسطورة برشلونة السابق وبي إس جي الحالي، ليونيل ميسي. فلايزال ليفا (34 عاما) واحدا من أفضل مهاجمي العالم، وهو قائد بولندا الذي دافع عن قميصها في 136 مناسبة سجل فيها 77 هدفا، آخرها أمام السعودية.