في سابقة منذ عقود، قاد الرئيس المكسيكي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور موجة بشرية في شوارع مكسيكو دعماً لسياسته، وقال الناطق باسمه، خيسوس راميريز، إن أكثر من مليون شخص شاركوا في هذه التظاهرة التي تأتي استعداداً لانتخابات 2024.

وتأتي التظاهرة رداً على مشاركة عشرات آلاف الأشخاص في تظاهرة للمعارضة قبل اسبوعين ضد مقترح لوبيز إدخال تغييرات تطال «المعهد الانتخابي الوطني» المستقل أهم مؤسسة انتخابية في البلاد.

ويُحظر على الرؤساء في المكسيك البقاء أكثر من ولاية واحدة في السلطة. واستبعد لوبيز إمكان إجراء تعديل للدستور ليبقى في منصبه. لكنه يسعى إلى أن يبقى حزبه «مورينا» في السلطة بعد انتهاء ولايته.
Ad


ويتّهم لوبيز المعهد الانتخابي بدعم التزوير عندما فشل في الانتخابات الرئاسية عامي 2016 و2012، قبل أن يفوز في 2018. ويسعى إلى استبدال المنظمة بهيئة جديدة يختار الناخبون أعضاءها بدلاً من النواب، مع تخصيص ميزانية أصغر لها. ويرى معارضون أن الخطة تمثّل هجوماً على إحدى أهم مؤسسات الديموقراطية المكسيكية.

ويتطلب تطبيق الإصلاح دعم ثلثي نواب الكونغرس على الأقل، علماً بأن معارضي لوبيز تعهّدوا الوقوف في وجه التغييرات.

ويحظى الرئيس اليساري القومي بشعبية بنسبة 60 بالمئة تقريباً وفقاً لاستطلاعات الرأي، وقد استغرقه الأمر أكثر من 5 ساعات سيراً على الأقدام للسير 4 كيلومترات للوصول إلى ساحة زوكالو الشهيرة، وسط حشد كبير من المؤيدين.

وهذه أول مرة يقود فيها رئيس مكسيكي في منصبه تظاهرةً منذ أيام لازارو كارديناس (1934-1940)، وفق ما نقل موقع صحيفة إل باييس الإسبانية عن مؤرخين وعلماء سياسة وأكاديميين.

في نهاية المسيرة، قدّم الرئيس محصلة السنوات الأربع التي قضاها في السلطة أمام عشرات الآلاف من الأشخاص في زوكالو وهم يهتفون له «أنت لست وحدك».

لكن الرئيس قال للمتظاهرين «لا لإعادة الانتخاب»، وبدا كأنه يبدد أي أمل لديهم في تمسكه بالسلطة.

وعرض الرئيس لمدة ساعة سياسته التي قدّمها على أنّها قطيعةٌ مع أكثر من 30 عاماً من «الليبرالية الجديدة»، وقال: «الأولوية للفقراء ولزيادة الحد الأدنى للأجور وللتقشف في الميزانية من دون خلق ديون جديدة».

من بين أمور أخرى، طلب لوبيز من الولايات المتحدة وقف أي سياسة عدائية تجاه المكسيكيين الذين يعملون بشكل قانوني على الجانب الآخر من الحدود.

واعتبر المحلل السياسي لدى «المعهد المكسيكي المستقل للتكنولوجيا» فرناندور دووراك أن الرئيس يسعى «لاستعراض قوّته». وأضاف: «ارتكبت المعارضة خطأ كبيرا باعتقادها أن بإمكانها هزيمة الرئيس في الشوارع»، وذلك في إشارة إلى التظاهرة التي نظمت في 13 الجاري.