تبخرت معظم النتائج الإيجابية التي حققها الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي الأخيرة بالولايات الحاسمة الرئيسية حول الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، حيث أضر تيار عميق من التشاؤم بشأن مسار الاقتصاد الأميركي بشعبيته بين الناخبين.
وأظهر استطلاع لـ «بلومبرغ نيوز» و«مورنينغ كونسلت» في أبريل، أن بايدن يتقدم في واحدة فقط من الولايات السبع التي يرجح أن تحدد نتيجة مواجهته مع المرشح الجهوري دونالد ترامب، حيث يتقدم في ميشيغان بنقطتين مئويتين.
وقالت «بلومبرغ» إن بايدن يتخلّف بنسبة قليلة عن ترامب في بنسلفانيا وويسكونسن، لكنّه يتخلف بنسبة أكبر في جورجيا وأريزونا ونيفادا ونورث كارولينا.
وذكرت أن هذه النتائج تمثّل إلى حد كبير عودة إلى الحالة السابقة للسباق الرئاسي، قبل أن يبدو أن خطاب حالة الاتحاد القوي الذي ألقاه بايدين في مارس قد دفعه إلى أفضل أداء له في الاستطلاع الشهري منذ بدايته في أكتوبر.
في المقابل، يبدو ترامب منهكاً من المثول أمام المحكمة، حيث اسؤنفت اليوم محاكمته الجنائية التاريخية في نيويورك، مع مواصلة ناشر سابق لصحيفة صفراء الإدلاء بشهادته، وكان عمل على «قتل» أكثر الفضائح إحراجا للرئيس السابق خلال حملته للانتخابات الرئاسية في 2016.
وتتطوي المحاكمة التي بدأت مرافعاتها الاثنين في محكمة مانهاتن على رهان كبير له، فهذه القضية الجزائية هي الوحيدة بين الدعاوى الأربع المرفوعة ضده التي ينظر فيها القضاء قبل اقتراع نوفمبر.
وكان ديفيد بيكر (72 عاما) الذي كان يملك «ذي ناشيونال إنكوايرر»The National Enquirer، وهي مجلة ذات عناوين مثيرة توزع في مراكز التسوق، بدأ يكشف للمحلفين الـ 12 الثلاثاء الجانب الخفي من حملة «صديقه» ترامب نوفمبر 2016 للوصول إلى البيت الأبيض. وشهادة بيكر حاسمة للادعاء الذي يسعى إلى إدانة مرشح الحزب الجمهوري بتهمة إدراج 130 ألف دولار التي دُفعت لنجمة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، تحت بند «رسوم قانونية» لشراء صمتها عن إقامة علاقة جنسية معه في 2006، في وقت كان متزوجا من ميلانيا ترامب، فيما هو ينفي ذلك.
وإضافة إلى الـ 130 ألف دولار التي دفعت لدانييلز، تم دفع 30 ألفا لبواب برج ترامب الذي أراد كشف «قصة عن طفل غير شرعي» للمرشح آنذاك، و150 ألفا لعارضة الأزياء السابقة في مجلة بلاي بوي، كارين ماكدوغال، لتلتزم الصمت بشأن علاقة أقامتها مع ترامب. وكل هذه عناصر أساسية للادعاء الذي يريد إثبات وجود خطة لطمس أي فضيحة.
ويحاكم ترامب في 34 تهمة تتعلق بتزوير وثائق محاسبية من مجموعته العقارية «منظمة ترامب»، لإخفاء المبلغ الذي دفع لدانيبلز، لكن هيئة الدفاع عنه تؤكد شرعية هذه المدفوعات، وتنفي أي «مؤامرة» بهدف «تزوير» انتخابات عام 2016.
وأخيرا، يتعيّن على قاضي محكمة مانهاتن أن يتخذ قرارا منفصلا بشأن العقوبات المحتملة ضد ترامب بتهمة الازدراء، بسبب هجماته على الإنترنت وشبكات التواصل ضد الشهود والمحلفين.
الى ذلك، أعلن المدّعي العام في ولاية أريزونا الأميركية توجيه الاتّهام إلى 18 شخصا في إطار قضية لمحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في 2020 لمصلحة ترامب. ومن بين هؤلاء، رودي جولياني المحامي الشخصي السابق لترامب. وتستند الاتهامات إلى محاولة نسب عدد من كبار الناخبين الممثلين لسكان أريزونا، الى ترامب في هذه الولاية التي فاز فيها جو بايدن بفارق طفيف بانتخابات في 2020. ولم يوجّه الاتّهام إلى الرئيس الأميركي السابق، لكن القضاء اعتبره شريكا في المؤامرة غير متّهم، حسب صحيفة واشنطن بوست.
وبعد ميشيغن وجورجيا ونيفادا، باتت أريزونا رابع ولاية تطلق ملاحقات قضائية ضد أشخاص حاولوا وضع قوائم بديلة لناخبين كبار.