كشف مصدر رفيع المستوى بوزارة الدفاع الإيرانية عن «ارتفاع جنوني» في طلبات شراء الأسلحة الإيرانية بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته طهران على إسرائيل بمئات الصواريخ والمسيّرات.
وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان اتصل الثلاثاء الماضي من مدينة بطرسبورغ الروسية، حيث كان يشارك في اجتماع أمني، بوزير الدفاع الإيراني لإبلاغه أن مسؤولين من 15 دولة التقاهم طلبوا شراء مسيّرات وصواريخ إيرانية.
ورغم أن إسرائيل أعلنت إحباط الهجوم بنسبة تتجاوز 99 في المئة مؤكدة أنه لم يؤد إلى أي خسائر تُذكر، قال المصدر إنه بعد العملية الإيرانية أبدت عشرات الدول رغبتها في الحصول على أسلحة إيرانية، لافتاً إلى أن الطلبات تفوق بكثير إمكانيات إيران الإنتاجية ما أجبرها على رفض بعضها.
وأوضح أن بعض هذه الدول عملاء سابقون لدى إيران، وقد طلبوا زيادات في طلباتهم السابقة، وبعضهم عملاء جدد.
وأضاف أن «الدفاع» بدأت في تصنيع مسيّرات إيرانية في دول أخرى خارج إيران. وكانت «الجريدة» ووسائل إعلام دولية كشفت أن طهران بنت مصنعاً للمسيّرات في روسيا، لكن المصدر تحدث عن معامل جديدة مشتركة في دول بآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية وإفريقيا.
وقال إن إيران رفضت كذلك تأمين طلبات دول رفضت أن يوجد مندوبون لـ «الدفاع» الإيرانية بصفة ملحقين عسكريين للإشراف على عمل المسيّرات، مشدداً على أنه مقابل المتاعب التي تواجهها طهران في بيع نفطها في الأسواق فإن هناك تعويلاً إيرانياً على أن يجلب سوق السلاح عوائد مربحة لها.
وفي السياق، قال مجلس الأمن القومي الأميركي، في بيان أمس، إن إيران سلمت مسيرات متطورة لروسيا.
إلى ذلك، نفى مصدر رفيع في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري لـ «الجريدة»، أن تكون إيران قلّصت وجودها العسكري في سورية، حسبما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر مقرّب من «حزب الله» اللبناني والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول.
وقال المصدر إنه على العكس من ذلك فقد أرسلت طهران تعزيزات إلى سورية، موضحاً أنها أعطت تعليمات لقواتها في سورية بإعادة التموضع، واتخاذ تدابير احترازية، بينها الخروج من بعض الثكنات والمواقع المكشوفة إلى أماكن آمنة.
ونقلت «فرانس برس» عن مصدر مقرّب من «حزب الله» أن «القوات الإيرانية أخلت منطقة الجنوب السوري، وانسحبت من مواقعها في ريف دمشق ودرعا والقنيطرة» في جنوب البلاد خلال الأسابيع الماضية.
كما نقلت عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «القوات الإيرانية أخلت مقرّات بدءاً من دمشق وفي جنوب البلاد، وصولاً إلى الحدود مع الجولان المحتل من إسرائيل، خشية استهدافها مجدداً».
وأضاف أن مقاتلين من «حزب الله» وآخرين عراقيين حلّوا مكان القوات الإيرانية في المناطق المذكورة.
وكان مصدر إيراني قال لـ «الجريدة» قبل أيام، إن طهران قررت إرسال تعزيزات من دون تنسيق مع الجهات الأمنية والسورية، وذلك في ظل شكوك إيرانية عن اختراقات واسعة ساعدت إسرائيل على شن ضربات نوعية ضد الجنرالات الإيرانيين في سورية، وكان آخرهم قائد الحرس الثوري في سورية ولبنان ومعاونيه الذين قُتلوا بضربة على مبنى ملحق بسفارة إيران في دمشق.