قصيدة: فيلكا
في فيلكا ترك الزمانُ رسوما
تُنبيكَ مَن سكنَ المكانَ قديما
هي أقدمُ الجزرِ القريبةِ حولَنا
كانتْ تُعينُ مسافرًا ومُقيما
فيها من الآثارِ كلُّ عجائبٍ
صمتتْ فكانَ لها الزمانُ كَليما
كانتْ مُغطَّاةً بأشجارٍ زهتْ
مرعى المَعيزِ ومن بغى التخييما
وبها حقولٌ للزراعةِ أينعتْ
فغدتْ مزارعُها تجودُ عميما
وبها تغنَّى شاعرٌ مترنِّمٌ
أهدى لها دُرَّ الكلامِ نظيما
فمنيعةٌ بقواعدٍ وحضارةٍ
خلفتْ وراءَ بنائها تنظيما
(إنزاكُ) يشهدُ أن (دَلمُنَ) ههنا
حكمتْ زمانًا زاهرًا مرسوما
فيها تماثيلُ الهِرَقْلِ ومِن هنا مرَّ
السكندرُ يرتقي تعويما
تركوا بها أختامَهم ونقوشَهم
تُعطي الدليلَ لمن أراد رميما
عُملاتُ أزمنةِ الجزيرةِ كم حوتْ
صورًا لمن طلب الشهودَ رقيما!
ومحطةٌ بحريةٌ، إذ عندها
نشأتْ متاجرُ تقتضي التصميما
مستودعاتٌ للمراكزِ، قلعةٌ
ومعابدٌ قد فُخِّمت تفخيما
وكنيسةٌ شرقيةٌ ومنازلٌ
تُثني على عهدٍ مضى مختوما
وهناك منطقةٌ يُقال: (سعيدةٌ)
وبها مَقامُ (الخِضرِ) كان جسيما
وهناك منطقةُ (القصورِ) وسيطةٌ
و(الزورُ) واكبتِ الحياةَ تُخوما
أرضُ (ابْنِ إبراهيمَ) و(الدشت) التي
تروي لنا قصصَ القرونِ أديما
واليومَ تزهرُ بالتراثِ عزيزةً
وبها مبانٍ جُهِّزتْ تكريما
وبها بيوتُ ضيافةٍ، ومصانعٌ
إسطبلُ خيلٍ للكراءِ خديما
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
مَن أكمَلَ الأخلاقَ والتقويما
وهو الذي نقلَ الهدايةَ للورى
صلوا عليه وسلموا تسليما