أكد السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيانوي، أن بلاده تدعم تعزيز حُكم السلطة الوطنية الفلسطينية، وتدعم جميع الفصائل الفلسطينية في تحقيق المصالحة وزيادة التضامن من خلال الحوار والتشاور.
وفي تصريح خاص لـ «الجريدة» تعليقا على استضافة بكين اجتماعا بين حركتي فتح وحماس واحتمال أن تلعب الصين دور الوساطة من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، قال تشانغ:«أثبتت هذه المحنة في غزة مجددا أن عدم تمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة منذ زمن طويل هو المصدر للقضية الفلسطينية وجوهر قضية الشرق الأوسط»، لافتا الى انه«لا يمكن الخروج النهائي من دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإزالة التربة التي تغذي الأفكار المتطرفة والكراهية بشكل جذري، وإحلال السلام الدائم في المنطقة، إلا من خلال إعادة العدالة للشعب الفلسطيني وتنفيذ حل الدولتين بشكل حقيقي وتسوية الهموم الأمنية المشروعة لكافة الأطراف سياسيا».
وتابع:«تحرص الصين على مواصلة العمل مع المجتمع الدولي بما فيه الكويت ودول الشرق الأوسط على تعزيز التضامن والتعاون، والدعم الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، والدعم الثابت لدفع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية عبر الحوار، والدعم الثابت لفلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والدعم الثابت للشعب الفلسطيني لتحقيق إقامة دولته المستقلة وحكم فلسطين من قبل الفلسطينيين، وتدعو الصين إلى سرعة عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر، ووضع الجدول الزمني وخريطة الطريق لتنفيذ حل الدولتين، بما يدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر، ويحقق التعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل والتعايش المتناغم بين الأمتين العربية واليهودية في نهاية المطاف».
وحول دور الدبلوماسية الصينية في المنطقة ووساطتها وتوجه الجميع طلبا للوساطة الصينية، قال تشانغ:«في مواجهة عالم من الاضطرابات والفوضى المستمرة، تلتزم الصين دائما ببناء مجتمع المستقبل المشتركة للبشرية، وتنفذ المبادرة الأمن العالمية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ بشكل شامل». وتابع:«تدعو المبادرة إلى طريق جديد للأمن يتميز بالحوار بدلا من المواجهة، والشراكة بدلا من التحالف، والكسب المشترك بدلا من اللعبة الصفرية، وتوفر المبادرة طريقة لحل النزاعات والخلافات وإدارة المخاطر والأزمات، وتتمسك بإحلال السلام، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتسوية السياسية للقضايا الساخنة»، مشيرا الى نجاح الصين في الوساطة بين السعودية وإيران، مما يحقق «موجة المصالحة» في الشرق الأوسط، وقدمت مثالا لدول المنطقة لحل النزاعات والخلافات وتحقيق حسن الجوار والصداقة، وهو ما أشاد به المجتمع الدولي على نطاق واسع واستجاب له بشكل إيجابي.
وأوضح السفير الصيني، انه «منذ الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، أصدرت الصين ورقة موقف الصين بشأن حل الصراع، وأرسلت مبعوثا خاصا لقضية الشرق الأوسط لزيارة خمس دول في الشرق الأوسط، وحضرت قمة القاهرة للسلام، وأجرت دبلوماسية مكوكية، وترأست اجتماعا رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وواصلت الصين تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة لقطاع غزة...قامت الصين دائمًا ببناء توافق في الآراء لإنهاء الحرب وتمهيد الطريق لمحادثات السلام».
وختم السفير الصيني حديثه لـ «الجريدة»، بالقول إن «الصين ستكون قوة استقرا في العالم المضطرب، وستعمل مع جميع أعضاء المجتمع الدولي المحبين للسلام على تقديم مساهمات جديدة للأمن المشترك للبشرية والسلام الدائم في العالم، والعمل معا لجعل العالم مكانا أكثر سلاما وأمانا وازدهارا».