أول العمود:

من غير المعقول أن يتدخل أعضاء مجلس الأمة في صميم القرارات الإدارية لمؤسسات الدولة، مثل جباية أموال استهلاك الطاقة، أو بصمة الحضور والانصراف للعمل.

Ad

***

تابعت برنامج (نور الدين) لمفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ علي جمعة، على إحدى القنوات المصرية خلال شهر رمضان الفائت، وكان بحق برنامجاً شيقاً في طريقته وأسلوبه الذي اعتمد لغة الحوار والأخذ والرد بشكل جميل ومفيد، وشمل أطفالاً وناشئة ورجالاً ونساءً في أحد مساجد الشقيقة مصر.

البرنامج شكّل مدخلاً جديداً لم نعهده في تقديم المادة المرتبطة بالدين، وزاد من قيمته خبرة الشيخ جمعة الذي يُعدّ مرجعاً في مجاله، فقد حاور الأطفال بكل اقتدار، وأجاب عن أسئلتهم التي طالما تهرّبنا منها كأولياء أمور، إما لجهلنا بالمعلومة أو لخوفنا من اقتحام مناطق لا نريد للأطفال أن يعرفوها من خلالنا، وهناك أيضاً أسئلة المراهقين حول العلاقات بين الجنسين في المدارس وفي الأجواء العائلية والشارع، وصولاً لأسئلة الناضجين حول الزواج والعلاقات مع الآخرين من أصحاب الأديان الأخرى والمسائل النفسية والاجتماعية، في إطار التفاعل الإنساني في المجتمعات.

«نور الدين» تجربة ناجحة يجب أن تحتذى، فمن خلال النسخة المصرية تعرّفنا على أسئلة الشارع التي استحضرها البرنامج في المسجد، وهي أسئلة ربما تتشابه مع أسئلة الناس في الكويت أو المغرب أو السودان، لكن تكرار التجربة في بلدان أخرى سيُظهر حتماً أسئلة خاصة لكل مجتمع على حدة، بناء على خصوصيات ونمط الحياة فيه.

من بين الأسئلة التي لا نسمعها في برامج الإذاعة والتلفزيون أن طفلاً سأل الشيخ علي جمعة: «هل النبي كان بيهزر مع أصحابه»؟ فكان جواب الشيخ بكل بساطة: «نعم كان بيهزر»، وسؤال آخر: «احنا ليه ما بنشوفش ربنا»؟

وهكذا حتى نصل إلى أسئلة الفتيان والكبار عن العلاقات بين الجنسين والزوج والزوجة ومواضيع الخيانة والكراهية وغيرها.

أخيراً نقول، إن البرامج الدينية في معظم منصات البثّ فقدت الكثير من رصيدها، لأنها لا تزال تبحث في قضايا مكررة وبأساليب مملة لاعتمادها على الخطاب من جانب واحد وينتهي البرنامج بعزف آلة الناي!

«نور الدين» فتح جديد في الرسالة الدينية المجتمعية، وإنقاذ للبرنامج الديني من التزمّت والغلوّ، فهل يتصدى له داعية أو مصلح اجتماعي عندنا في الكويت ليبحث العديد من الأسئلة التي يهرب أولياء الأمور من الإجابة عنها كعادتهم؟