قدّم محمد كنو لاعب خط وسط المنتخب السعودي أوراق اعتماده كأحد أفضل لاعبي المحور في كأس العالم 2022 المقامة حالياً في قطر، ولفت الأنظار إليه بعد المستوى المميز الذي قدمه رفقة «الأخضر» أمام الأرجنتين وبولندا في أول مباراتين بالمونديال.
وحظي محمد كنو بإشادات واسعة سواء من قبل الجماهير السعودية والعربية، أو من الصحف الأجنبية، بعد الدور البارز الذي لعبه أمام الأرجنتين (2-1) ونجاحه في قيادة خط الوسط السعودي دفاعاً وهجوماً.
يتميّز كنو بالطول الفارع (1.92 م)، ويمتلك مهارات عالية جعلت المدرب الفرنسي هيرفيه رونار يعتمد عليه كأحد العناصر الأساسية في كتيبة الصقور الخضر.
أعاد كنو المستوى الذي ظهر عليه في المباراة الأولى أمام الأرجنتين وأكّد أن الأداء الذي قدمه لم يكن محض صدفة، وكان محور هجمات المنتخب السعودي أمام بولندا (0-2) بسبب تمريراته البينية المتقنة لخط هجوم «الأخضر».
كما يتميّز كنو بقدم قوية ويجيد التسديد من مسافات بعيدة، وظهر ذلك جلياً في مباراة بولندا وهدد مرمى حارس يوفنتوس الإيطالي فويتشيخ شتشيزني حيث سدّد أربع كرات بينها واحدة خطيرة صدها الحارس ببراعة.
محاولات مستميتة لإنتقاله للهلال
ولد محمد كنو في مدينة الخبر (شرق) في 22 سبتمبر 1994، وانضم للفئات السنية بنادي الاتفاق في العام 2004.
كانت بدايته مع الفريق الأول في موسم 2013، وقدّم مستوى مميزاً في أول مواسمه مع الفريق الملقب بـ«فارس الدهناء» مما جعله محط اهتمام ناديي الهلال والنصر، لكن عبدالعزيز الدوسري رئيس النادي آنذاك تمسّك باستمراره مع الفريق.
وفي موسم 2014، هبط الاتفاق للمستوى الثاني لأوّل مرة في تاريخه، مما جدّد رغبة الهلال والنصر في ضمه، لكن الاتفاق تمسّك به للمرة الثانية وقضى كنو مع الاتفاق موسمين، عاد بعدها لدوري النخبة وقضى معه موسماً إضافياً.
وفي صيف 2017 نجح الهلال في التعاقد مع كنو أخيراً بعد ثلاث سنوات من المحاولات لضمه، لمدة خمسة أعوام في صفقة كلفت الهلال وقتها 30 مليون ريال سعودي.
بعد انتقاله للهلال، استمر توهج كنو وحقق معه لقب الدوري في أول مواسمه، ليكرّر الانجاز في الموسم التالي، وفاز بالكأس السوبر السعودي في لندن في 2018، واختير أفضل لاعب سعودي لموسم 2018-2019.
وحقق دوري أبطال آسيا مع الهلال عام 2019، بعد فوزه على أوراوا الياباني.
المونديال الثاني وتألق لافت
في يونيو عام 2018، اختير كنو في التشكيلة النهائية للمنتخب السعودي المشاركة بكأس العالم 2018 في روسيا، ليكون أحد عشرة لاعبين من التشكيلة الحالية لـ «الأخضر» يشاركون بالمونديال للمرة الثانية.
لكن حلم التواجد في كأس العالم للمرة الثانية كاد ينتهي بسبب الصراع عليه من قبل الهلال والنصر، حيث نجح الأخير في الحصول على توقيعه في صفقة مدوية، لكن سرعان ما نجح الهلال في اقناع كنّو بتجديد تعاقده، ليقع اللاعب تحت طائلة عقوبات تأديبية بالإيقاف 4 أشهر وتغريمه 12 مليون ريال وإلزامه برد مبلغ 27 مليون ريال للنصر وحرمان الهلال من التعاقد مع لاعبين في فترتي قيد.
رغم الإيقاف الذي تعرض له كنّو لكنه احتفظ بمستواه المعروف عنه، ولم يتأثر بالحالة الجدلية التي رافقته في فترة الصيف.
وسيقع على عاتق كنّو (28 عاماً) عبئاً كبيراً خلال مواجهة المكسيك الأربعاء، الحاسمة في التأهل لثمن النهائي، لأنه سيمثل عنصر الخبرة في المنتخب السعودي من جهة، ومن جهة أخرى سيكون مطالباً بملء الفراغ الذي سيخلفه قائد الفريق سلمان الفرج الذي سيغيب عمّا تبقى من مباريات لمنتخب بلاده بداعي الاصابة ولاعب المحور عبدالإله المالكي الذي يغيب بسبب الإيقاف بعد تلقيه البطاقة الصفراء الثانية أمام بولندا.