الصين تفتح نافذة للمصالحة الفلسطينية وبلينكن يعود للمنطقة
• انفتاح إسرائيلي على مبادرة مصر للتهدئة
• الرياض تستضيف اجتماعات حول غزة بحضور عباس
فتحت الدبلوماسية الصينية نافذة لجمع حركتَي حماس وفتح، وترتيب البيت الفلسطيني، بهدف تعبيد طريق مستقبلي لإيجاد حل سياسي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، في ظل استمرار حرب غزة، في حين استعجل وزير الخارجية الأميركي جولة إقليمية تقوده للرياض وتل أبيب، وينظر لها على أنها محاولة لـ «عقلنة» قرار الأخيرة بشأن مبادرة مصرية لتبادل المحتجزين ومنع اجتياح رفح.
على وقع استمرار الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد غزة، التي حصدت أرواح أكثر من 34388 شخصا منذ 7 أكتوبر الماضي، كشفت الصين، رسمياً، أنها ستستضيف محادثات مصالحة بين حركتي حماس وفتح، مع استمرار الجهود الدولية الرامية لترتيب البيت الفلسطيني وتهيئته للمُضيّ بطريق مستقبلي لإيجاد تسوية سياسية لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وجاء إعلان بكين عن المحادثات، ليل الجمعة ـ السبت، فيما أبلغت «فتح» أن وفدها الذي يترأسه عزام الأحمد غادر باتجاه الصين، وقالت «حماس» إن وفدا برئاسة موسى أبومرزوق سيمثلها بالاجتماع.
وهذه هي الزيارة الأولى لممثل «حماس» إلى الصين منذ بداية الحرب التي دخلت يومها الـ205، وسبقها لقاء دبلوماسي صيني مع رئيس المكتب السياسي للحركة بالخارج، إسماعيل هنية، بالعاصمة القطرية الدوحة قبل نحو شهر.
وأفيد بأن بلينكن استعجل بدء جولته التي تشمل السعودية وكانت مقررة بنهاية الأسبوع، بهدف دفع مبادرة مصرية لتبادل المحتجزين بين إسرائيل و«حماس» ومنع اجتياح رفح، لتفادي آثار العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة، على حظوظ إبرام الاتفاق بين الجانبين المتحاربين، والذي تراهن واشنطن عليه لاحتواء الأزمة ومنع تمددها إلى آفاق جديدة بحال تسبب المعارك بالمدينة الحدودية في نزوح الفلسطينيين باتجاه سيناء المصرية.
وجاء تبكير مهمة بلينكن التي ينظر لها على أنها محاولة لـ «عقلنة قرار الائتلاف اليميني الحاكم في الدولة العبرية»، في وقت ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الأغلبية في حكومة نتنياهو باتت تؤيد بنود الصفقة الجديدة التي اقترحتها مصر، وتم نقلها إلى الحركة الإسلامية، بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بالقطاع المحاصر.
وبينما أعربت واشنطن، على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، عن تفاؤلها بـ «الزخم الجديد» في المفاوضات، وعد الرئيس الأميركي جو بايدن عائلات المحتجزين وبعضهم من مزدوجي الجنسية بغزة بإعادة ذويهم.
وقالت الهيئة إن نتنياهو «لا يفضل الاتفاق الجزئي، ويهتم بالتوصل إلى اتفاق شامل يتم بموجبه إطلاق سراح جميع المحتجزين»، لكنّ مسؤولاً قال للهيئة إن «التوصل إلى اتفاق شامل ليس مطروحاً على الطاولة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حماس تريد إنهاء الحرب مقابل ذلك، وهو المطلب الذي تعارضه إسرائيل».
ووفق مصدر مطّلع على التفاصيل، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق «خلال أيام، رغم تحفظات نتنياهو»، المتهم بمحاولة مد أمد الحرب وتفجير صفقات التبادل التي طرحت في السابق لتحقيق مكاسب سياسية.
وأعربت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها إزاء إمكانية إطلاق سراح الرهائن، حال اجتياح رفح، إذ نقلت الهيئة عن مسؤول أمني قوله إن هذه «الفرصة الأخيرة؛ إما أن يعود المختطفون في صفقة تؤخر الدخول إلى رفح، أو ندخل الحرب في رفح، ونتركها كما تركنا شمال ووسط القطاع لحماس».
ووسط خلافات بين أعضاء الائتلاف الحاكم الذي يخضع لهيمنة التيار اليميني المتطرف، هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة إذا وافقت على الصفقة وفق المخطط المصري الذي يسعى لتجميد اجتياح رفح نهائياً. وكتب سموتريتش على منصة إكس: «الصفقة هي استسلام إسرائيلي خطير، وانتصار رهيب لحماس».
ومع تزايد الضغوط الأميركية والإقليمية لدفع الحركة الإسلامية للقبول بالاتفاق المرحلي وتجنّب المخاطرة بالرهان على الوضع الميداني المفتوح على كل الاحتمالات وإحراج داعميها الدبلوماسيين أمام واشنطن، أعلنت «حماس» أنها تدرس ردّ إسرائيل على اقتراح بشأن هدنة محتملة في غزّة وإطلاق سراح بعض المحتجزين بالقطاع.
وصرح رئيس وفد الحركة بالمفاوضات غير المباشرة خليل الحية بالقول: «تسلّمت الحركة ردّ الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة الذي سُلّم للوسيطين المصري والقطري في 13 الجاري، وستقوم الحركة بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستُسلّم ردّها».
في السياق، توقعت مصادر دبلوماسية أن يجتمع كبار المسؤولين الغربيين والعرب في الرياض لبحث إحلال السلام في غزة، وذلك على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في السعودية الذي يبدأ فعالياته اليوم. وأضافت المصادر أن وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن وتركيا سيجتمعون في الرياض مع نظرائهم الأميركي والألماني والبريطاني والفرنسي والإيطالي غداً. وكشفت المصادر أن المسؤولين العرب، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اجتمعوا أمس في الرياض لصياغة «موقف عربي موحد» قبل اجتماع الغد.
وقبيل مشاركته في الاجتماعات رأى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم دون حلول واضحة المعالم، وأنه «حتى هذه اللحظة لا يوجد أفق حقيقي لنهاية العدوان على القطاع».
من جهة أخرى، استؤنفت شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة من قبرص، حيث غادرت سفينة محملة بالمساعدات ميناء لارنكا لتصل إلى القطاع الفلسطيني، بعد توقف عقب مقتل 7 من موظفي منظمة ورلد سنترال كيتشن الدولية غير الحكومية بنيران الجيش الإسرائيلي وسط غزة في حادثة أثارت غضبا عالميا واسعا.
في السياق، قدرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي خلّفته العمليات العسكرية الإسرائيلية يتعين إزالته في القطاع بحوالي 37 مليون طن، وقالت إن تلك الأنقاض بحاجة إلى 14 عاما لإزالتها على افتراض استخدام حوالي مئة شاحنة، وأشارت إلى خطورة اختلاط الذخائر غير المنفجرة بالأنقاض، مما سيؤدي إلى تعقيد المهمة بشكل كبير.
وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها اليومي باقتحام بلدات وقرى عربية، وقتلت فلسطينيين في محيط حاجز عسكري غرب جنين.
وجاء إعلان بكين عن المحادثات، ليل الجمعة ـ السبت، فيما أبلغت «فتح» أن وفدها الذي يترأسه عزام الأحمد غادر باتجاه الصين، وقالت «حماس» إن وفدا برئاسة موسى أبومرزوق سيمثلها بالاجتماع.
وهذه هي الزيارة الأولى لممثل «حماس» إلى الصين منذ بداية الحرب التي دخلت يومها الـ205، وسبقها لقاء دبلوماسي صيني مع رئيس المكتب السياسي للحركة بالخارج، إسماعيل هنية، بالعاصمة القطرية الدوحة قبل نحو شهر.
استعجال وعقلنة
في موازاة ذلك، أفاد مسؤول إسرائيلي بأن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، العائد من بكين، قدّم موعد جولة مرتقبة بالمنطقة لتبدأ بعد غد الثلاثاء من تل أبيب، بهدف بحث مستجدات خطط العملية البرية التي تهدد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بها لاجتياح مدينة رفح المكتظة بأكثر من مليون نازح.وأفيد بأن بلينكن استعجل بدء جولته التي تشمل السعودية وكانت مقررة بنهاية الأسبوع، بهدف دفع مبادرة مصرية لتبادل المحتجزين بين إسرائيل و«حماس» ومنع اجتياح رفح، لتفادي آثار العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة، على حظوظ إبرام الاتفاق بين الجانبين المتحاربين، والذي تراهن واشنطن عليه لاحتواء الأزمة ومنع تمددها إلى آفاق جديدة بحال تسبب المعارك بالمدينة الحدودية في نزوح الفلسطينيين باتجاه سيناء المصرية.
وجاء تبكير مهمة بلينكن التي ينظر لها على أنها محاولة لـ «عقلنة قرار الائتلاف اليميني الحاكم في الدولة العبرية»، في وقت ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الأغلبية في حكومة نتنياهو باتت تؤيد بنود الصفقة الجديدة التي اقترحتها مصر، وتم نقلها إلى الحركة الإسلامية، بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بالقطاع المحاصر.
وبينما أعربت واشنطن، على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، عن تفاؤلها بـ «الزخم الجديد» في المفاوضات، وعد الرئيس الأميركي جو بايدن عائلات المحتجزين وبعضهم من مزدوجي الجنسية بغزة بإعادة ذويهم.
انفتاح وحرج
وذكرت الهيئة العبرية نقلاً عن مسؤولين أن «المؤسسة الأمنية وأغلبية المستويات السياسية أيدت الصفقة وفق المخطط المصري، الذي يقضي بإطلاق سراح ما بين 20 و40 أسيراً إسرائيلياً، مقابل وقف إطلاق النار لمدة يوم أو أكثر قليلاً عن كل مختطف يُطلق سراحه».وقالت الهيئة إن نتنياهو «لا يفضل الاتفاق الجزئي، ويهتم بالتوصل إلى اتفاق شامل يتم بموجبه إطلاق سراح جميع المحتجزين»، لكنّ مسؤولاً قال للهيئة إن «التوصل إلى اتفاق شامل ليس مطروحاً على الطاولة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حماس تريد إنهاء الحرب مقابل ذلك، وهو المطلب الذي تعارضه إسرائيل».
ووفق مصدر مطّلع على التفاصيل، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق «خلال أيام، رغم تحفظات نتنياهو»، المتهم بمحاولة مد أمد الحرب وتفجير صفقات التبادل التي طرحت في السابق لتحقيق مكاسب سياسية.
وأعربت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها إزاء إمكانية إطلاق سراح الرهائن، حال اجتياح رفح، إذ نقلت الهيئة عن مسؤول أمني قوله إن هذه «الفرصة الأخيرة؛ إما أن يعود المختطفون في صفقة تؤخر الدخول إلى رفح، أو ندخل الحرب في رفح، ونتركها كما تركنا شمال ووسط القطاع لحماس».
ووسط خلافات بين أعضاء الائتلاف الحاكم الذي يخضع لهيمنة التيار اليميني المتطرف، هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة إذا وافقت على الصفقة وفق المخطط المصري الذي يسعى لتجميد اجتياح رفح نهائياً. وكتب سموتريتش على منصة إكس: «الصفقة هي استسلام إسرائيلي خطير، وانتصار رهيب لحماس».
ومع تزايد الضغوط الأميركية والإقليمية لدفع الحركة الإسلامية للقبول بالاتفاق المرحلي وتجنّب المخاطرة بالرهان على الوضع الميداني المفتوح على كل الاحتمالات وإحراج داعميها الدبلوماسيين أمام واشنطن، أعلنت «حماس» أنها تدرس ردّ إسرائيل على اقتراح بشأن هدنة محتملة في غزّة وإطلاق سراح بعض المحتجزين بالقطاع.
وصرح رئيس وفد الحركة بالمفاوضات غير المباشرة خليل الحية بالقول: «تسلّمت الحركة ردّ الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة الذي سُلّم للوسيطين المصري والقطري في 13 الجاري، وستقوم الحركة بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستُسلّم ردّها».
في السياق، توقعت مصادر دبلوماسية أن يجتمع كبار المسؤولين الغربيين والعرب في الرياض لبحث إحلال السلام في غزة، وذلك على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في السعودية الذي يبدأ فعالياته اليوم. وأضافت المصادر أن وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن وتركيا سيجتمعون في الرياض مع نظرائهم الأميركي والألماني والبريطاني والفرنسي والإيطالي غداً. وكشفت المصادر أن المسؤولين العرب، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اجتمعوا أمس في الرياض لصياغة «موقف عربي موحد» قبل اجتماع الغد.
وقبيل مشاركته في الاجتماعات رأى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم دون حلول واضحة المعالم، وأنه «حتى هذه اللحظة لا يوجد أفق حقيقي لنهاية العدوان على القطاع».
مساعدات وركام
ميدانياً، تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة بعموم القطاع الفلسطيني لليوم الـ 204، وتسبب القصف المدفعي والغارات الجوية على مختلف مناطق شمال ووسط وجنوب القطاع، بما في ذلك رفح، بمقتل 32 وإصابة 69 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية.
من جهة أخرى، استؤنفت شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة من قبرص، حيث غادرت سفينة محملة بالمساعدات ميناء لارنكا لتصل إلى القطاع الفلسطيني، بعد توقف عقب مقتل 7 من موظفي منظمة ورلد سنترال كيتشن الدولية غير الحكومية بنيران الجيش الإسرائيلي وسط غزة في حادثة أثارت غضبا عالميا واسعا.
في السياق، قدرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي خلّفته العمليات العسكرية الإسرائيلية يتعين إزالته في القطاع بحوالي 37 مليون طن، وقالت إن تلك الأنقاض بحاجة إلى 14 عاما لإزالتها على افتراض استخدام حوالي مئة شاحنة، وأشارت إلى خطورة اختلاط الذخائر غير المنفجرة بالأنقاض، مما سيؤدي إلى تعقيد المهمة بشكل كبير.
وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها اليومي باقتحام بلدات وقرى عربية، وقتلت فلسطينيين في محيط حاجز عسكري غرب جنين.