تراجع أسعار الغاز الطبيعي خلال موسم التدفئة
«كامكو»: انخفاض ملحوظ للاستهلاك على مستوى الاتحاد الأوروبي
قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست ان أسعار الطاقة العالمية انخفضت بصفة عامة خلال شهر مارس الماضي على خلفية التراجع الملحوظ لاستهلاك الغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي.
ويعكس هذا التراجع انخفاض الطلب على التدفئة نتيجة للشتاء الأكثر دفئاً من المتوقع في معظم دول الاتحاد الأوروبي، وقد أدى هذا الانخفاض إلى دفع أسعار العقود الفورية للغاز الطبيعي في آسيا وأوروبا إلى أدنى مستوياتها منذ الصراع الروسي - الأوكراني في الربع الأول من العام الحالي.
وبصفة عامة، تراجع مؤشر البنك الدولي لأسعار الغاز الطبيعي بنسبة 35.7 بالمئة على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام، لينهي تداولات مارس الماضي عند 68.1 نقطة.
وسجل المتوسط الشهري لسعر الغاز الطبيعي الأوروبي انخفاضاً بنسبة 38.1 بالمئة على أساس سنوي، ليصل في المتوسط إلى 8.55 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في مارس الماضي، بينما شهد المتوسط الشهري لأسعار الغاز في الولايات المتحدة انخفاضاً بنسبة 34.9 بالمئة على أساس سنوي، ليصل في المتوسط إلى 1.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال الشهر.
وفيما يتعلق بأسعار الغاز الطبيعي المسال في شرق آسيا، فإنه وفقاً للبنك الدولي، سجل متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال في اليابان انخفاضاً بنسبة 24.8 بالمئة على أساس سنوي، ليصل إلى 13.54 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في مارس الماضي.
ونقل التقرير عن وكالة الطاقة الدولية، أنه يتوقع أن تنتعش أسعار الغاز الطبيعي في العام الحالي، وتتحسن بنسبة 2.3 بالمئة على خلفية النمو المتوقع للطلب بصفة رئيسية من قطاعات الطاقة الصناعية للاقتصادات السريعة النمو المتعطشة للطاقة في آسيا، إلى جانب ارتفاع الطلب من القطاعين السكني والتجاري. وإضافة إلى ذلك، هناك عدد من العوامل من ضمنها التوترات الجيوسياسية، مثل الصراع الروسي - الأوكراني، والحرب على غزة، وتوقف نقل الغاز الطبيعي المسال عبر البحر الأحمر منذ بداية العام، والتي تشكّل مخاطر أكبر على التوقعات القصيرة الأجل للغاز الطبيعي خلال العام، وقد تسهم في تفاقم الضغوط، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار المتدنية في الوقت الحالي.
ووقال «كامكو»: تشابهت الأحداث إلى حد كبير في الأسواق الآسيوية، حيث تزامن الشتاء المعتدل بشكل غير اعتيادي مع تحسّن أساسيات العرض خلال موسم الشتاء 2023/ 2024. من جهة أخرى، استفادت الأسواق الآسيوية من عدد من العوامل التي تضمنت ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي المسال في آسيا، إضافة إلى زيادة شحنات الغاز الطبيعي إلى الصين عبر خطوط الأنابيب بوتيرة أعلى من المتوقع، مما أدى إلى دفع أسعار العقود الفورية للغاز الطبيعي في آسيا إلى التراجع. وبالمثل في الولايات المتحدة، أدت الضغوط إلى تراجع أسعار الغاز الطبيعي نتيجة للزيادة المستمرة في إنتاج الغاز وضعف الطلب.
وأدت التوترات الجيوسياسية، مثل الصراع الروسي - الأوكراني بالفعل إلى تعطيل أسواق الغاز الطبيعي، واستغرق الأمر عامين حتى تستعيد أسواق الغاز العالمية توازنها وتعود مرة أخرى إلى الاستقرار. إلا أن الصراعات الجديدة والتوترات الجيوسياسية الحالية قد تحدّ من نمو استهلاك الغاز الطبيعي في العام الحالي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
ويتوقع أن يكون نمو الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الأسواق الرئيسية في آسيا وأوروبا محدوداً، بسبب قلة الامدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال. ووفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية بعنوان سوق الغاز في الربع الثاني من العام الحالي، توقعت الوكالة أن يصل معدل نمو الغاز الطبيعي المسال إلى 3 بالمئة في المتوسط خلال العام الحالي.
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي في آسيا بنسبة 6 بالمئة على أساس سنوي أو بما يعادل 25 مليار متر مكعب خلال الفترة بين أكتوبر 2023 ومارس 2024. وكانت الصين هي المحرك الرئيسي لنمو استهلاك الغاز الطبيعي، حيث شهدت البلاد زيادة بنسبة 9 بالمئة على أساس سنوي في استهلاكها للغاز خلال نفس الفترة.
كما أنه وفقاً لأحدث تقرير شهري صادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز، تحسّن الطلب على الغاز الطبيعي في الصين بنسبة 10 بالمئة على أساس سنوي، ليصل إلى 34 مليار متر مكعب في فبراير 2024. وكان نمو استهلاك الصين للغاز مدفوعاً بصفة رئيسية بعودة انتعاش النشاط الاقتصادي في البلاد.
وفي هذا السياق، ارتفع توليد الكهرباء في الصين باستخدام الغاز الطبيعي بنسبة 14 بالمئة على أساس سنوي في فبراير الماضي، بينما ارتفع إجمالي إنتاج الكهرباء بنسبة 10 بالمئة على أساس سنوي خلال الشهر. أما على صعيد مصادر الطاقة المستخدمة لتوليد الكهرباء في الصين، فقد ظل الفحم محتفظاً بصدارته، إذ يمثّل ما نسبته 65 بالمئة من الاستخدام في الصين، يليه مصادر الطاقة المتجددة (19 بالمئة)، والطاقة الكهرومائية (9 بالمئة)، والطاقة النووية (4 بالمئة)، والغاز الطبيعي (3 بالمئة).
وبالمثل، زاد استهلاك الغاز الطبيعي في اليابان بنسبة 10 بالمئة على أساس سنوي، ليصل إلى 8.7 مليارات متر مكعب في مارس 2024. ويُعزى النمو الشهري لاستهلاك الغاز في اليابان إلى تزايد طلب قطاع توليد الطاقة بسبب برودة الطقس. وشهد قطاع الطاقة في اليابان زيادة بنسبة 12 بالمئة على أساس سنوي في استهلاك الغاز الطبيعي الذي وصل إلى 4.6 مليارات متر مكعب في مارس الماضي.
وبيّن التقرير أن اتجاه نمو الاستهلاك الشهري للغاز كان أقوى في دول آسيوية أخرى مثل كوريا الجنوبية والهند، ففي فبراير 2024، قفز استهلاك الغاز الطبيعي في الهند بنسبة 25 بالمئة على أساس سنوي إلى 5.6 مليارات متر مكعب، مسجلاً زيادة استهلاك الغاز الطبيعي للشهر الرابع عشر على التوالي على أساس سنوي.
من جهة أخرى، كان نمو استهلاك الغاز في الهند على أساس شهري مدفوعاً بصفة رئيسية بتزايد الطلب على الطاقة في قطاعات توليد الطاقة والبتروكيماويات وأنشطة التكرير. وبالمقارنة، ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي في كوريا الجنوبية، التي تعد مستوردا رئيسيا آخر للغاز الطبيعي، بنسبة 11 بالمئة على أساس سنوي في مارس الماضي، وكان النمو مدفوعاً بزيادة طلب قطاع توليد الطاقة وكذلك قطاعات الغاز في المدينة.
وسجل الطلب على الغاز الطبيعي في الدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفاضاً بنسبة 1 بالمئة على أساس سنوي خلال موسم تدفئة شتاء 2023/ 2024، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
ويعزى تراجع استهلاك الغاز الأوروبي إلى مجموعة من التطورات التي تؤثر على استهلاك الغاز الطبيعي في المنطقة، بما في ذلك زيادة استهلاك الطاقة المتجددة والنووية بوتيرة قوية. وبالمقارنة، شهد استهلاك الغاز الطبيعي في منطقة دول أوروبا الآسيوية نمواً بنسبة 4 بالمئة على أساس سنوي خلال موسم تدفئة شتاء 2023/ 2024. وانخفض استهلاك الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي بنسبة 9 بالمئة على أساس سنوي في مارس الماضي، فيما يعزى بصفة رئيسية إلى انخفاض الطلب على الطاقة للتدفئة.