السوداني يشكر قادة إيران على «أفضال 20 عاماً»
• أطاح بأبرز قادة الكاظمي قبل ساعات من لقائه خامنئي ورئيسي بطهران
تمخض أول لقاء يجمع الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن تفاهم بشأن ضبط الحدود، وحل بعض «القضايا العالقة»، في حين استبعدت حكومة أربيل أن تشن إيران عملية برية داخل إقليم كردستان العراق، لمطاردة عناصر تتهمها بتأجيج الاحتجاجات والاضطرابات المتواصلة في الجمهورية الإسلامية.
بغداد - محمد البصري
قبل أن يخطو على سلم الطائرة المتجهة إلى طهران أمس، للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، حرص رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على توقيع أمر إعفاء الفريق الركن أحمد أبورغيف، وكيل وزير الداخلية للاستخبارات، وهو الذراع الأمنية لرئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، وأدار كل المواجهات مع فصائل طهران بين عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢٢.
وقبل بدء زيارته الرسمية بالعاصمة الإيرانية، طلب السوداني كذلك إصدار منع سفر لرئيس المخابرات السابق رائد جوحي، وهو الأبرز في فريق الكاظمي السياسي، وأكثر شخصية تتعرض للتهديد من جانب «الفصائل الإيرانية».
وتحدثت الأوساط السياسية عن أخذ السوداني حزمة «هدايا مهمة» إلى طهران، ترجمها بتوجيه شكر منقطع النظير، لمواقفها «الداعمة والمساعدة للعراق منذ عام ٢٠٠٣»، وذلك على عكس العبارات التي كان يستخدمها الكاظمي في لقاءاته المتكررة مع القيادات الإيرانية، حيث كان يفضل القول، إن العراق يقف إلى جانب إيران في محنة العقوبات الدولية، لكنه في المقابل يريد احتراماً إيرانياً لسيادته، والتعامل مع بغداد لا الفصائل المسلحة.
وظل الاستدراك الوحيد، الذي استخدمه السوداني بعد عبارات شكره القيادة الإيرانية، هو طلب أن تقف طهران مع بغداد في ملف إمدادات الغاز، الذي يشغّل نحو نصف محطات الكهرباء في العراق، ويتعرض لتذبذب في التصدير، لأسباب فنية وسياسية أحياناً.
ويتوقع الإيرانيون الذين تعبوا من أجواء حكومة الكاظمي التي أبدت بعض الممانعة إزاء سياسة طهران، أن يعوضهم السوداني عن تلك الحقبة. ورددت منصات إعلامية إيرانية، أن الجمهورية الإسلامية تنتظر على أحر من الجمر، حصول الربط السككي مع البصرة، لكن السوداني لن يستطيع المجازفة بذلك في موازاة حساسية شعبية عالية إزاء الخطوة، ما جعل أصواتاً إيرانية تحاول إقناع الرأي العام العراقي، بأن القطار القادم من إيران لن يستهدف مكانة ميناء الفاو، بل سيُخصَّص لنقل قاصدي المراقد المقدسة في النجف وكربلاء، خلال مواسم العزاء الحسيني، وهو مبرر لم يُقنع أحداً طوال أعوام.
وحرص السوداني خلال الزيارة، على تأكيد التزام بغداد بمنع أي اعتداء على إيران من الأراضي العراقية، لكنه كما أكدت مصادر كردية رفيعة لـ «الجريدة»، لم يجهز بعد «البرهان» على قبول كردي بما تريده طهران بشأن منع معارضيها من النشاط داخل كردستان العراق.
وأوضحت المصادر أن رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني، زار بغداد مرتين، خلال ثلاثة أيام في محاولة لصناعة «مخارج وحيل» تقنع طهران بوقف القصف المتواصل على مدن وقصبات شمال العراق، بذريعة ملاحقة أكراد إيرانيين معارضين. لكن الاتفاق على نشر عناصر الجيش العراقي على تلك المنطقة المعقدة من الحدود «يحتاج وقتاً أكثر»؛ لأنه يتعلق بترتيبات حساسة ومشاكل متراكمة بين الدول والأحزاب والأطراف السياسية المتصارعة.
ورغم ذلك، فإن سفر السوداني إلى إيران، يمثل «لحظة رضا» نادرة داخل العلاقات الإيرانية- العراقية؛ لأن بقاء حكومة الكاظمي أو مجيء حكومة تشبهها، كان كابوساً يؤرق طهران ولم يقطعه سوى انسحاب مقتدى الصدر، الذي منح زمام الحكومة للأحزاب الخاسرة الحليفة لطهران، وطمأن الجمهورية الإسلامية على بقاء نفوذها دون تهديد يُذكَر، حتى إشعار آخر، حسب وصف الأوساط السياسية التي تتمنى أن ترى طهران «تحتفل بذلك بهدوء، وتكف عن القصف».
وفي تفاصيل الخبر:
في وقت تهدد السلطات الإيرانية بشن عملية برية، لملاحقة عناصر انفصالية تتهمها بتأجيج الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ منتصف سبتمبر الماضي، في إقليم كردستان العراق، ذكر رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، اليوم، من طهران، أنه اتفق مع الرئيس إبراهيم رئيسي على «ضبط الحدود» وإرساء الاستقرار.
وقال السوداني، خلال مؤتمر مشترك مع رئيسي في طهران، التي زارها اليوم، بعد جولة خارجية شملت الأردن والكويت، إن «أمن العراق وإيران وحدة متكاملة لا تتجزأ وهو جزء من أمن المنطقة»، مضيفاً أن حكومته ملتزمة بتنفيذ الدستور وبعدم السماح لأي أطراف باستخدام الأراضي العراقية للإخلال بأمن طهران أو أي من دول الجوار.
وتابع السوداني، خلال زيارته التي تعد الأولى لطهران منذ توليه منصبه أواخر أكتوبر الماضي: «إننا نعتمد في علاقاتنا الخارجية مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية».
وأشار إلى أن «الملف الاقتصادي يحظى بأهمية كبيرة لدى بغداد، إذ تم الاتفاق على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة»، مثمناً موقف إيران بدعم العراق في عدة قضايا منذ 2003 وفي «إمدادات الغاز والكهرباء».
من جهته، وصف الرئيس الإيراني الزيارة بـأنها «نقطة تحوّل» ستساعد على «حل بعض المشكلات العالقة» بين البلدين.
وقال رئيسي إن «لدينا وجهات نظر مشتركة حول العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، وزيارة رئيس الوزراء العراقي لطهران من شأنها أن تسهم في حل الخلافات بين البلدين».
ورأى أن «الأمن والاستقرار بالمنطقة يحظى باهتمام مشترك من طهران وبغداد، ومن هذا المنطلق، فإن محاربة الجماعات الإرهابية والجرائم المنظمة ومكافحة المخدرات تأتي ضمن الاتفاقيات المشتركة بين البلدين».
وشدد على أن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من قبل حكومات ودول المنطقة، داعياً إلى إخراج القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة من العراق.
وأعرب رئيسي عن أمله أن يتمكن السوداني وحكومته من اتخاذ خطوات كبيرة في اتجاه تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأمس، علمت «الجريدة» من مصدر مطلع، أن طهران ستجدد تفويضها لخليفة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي من أجل دفع الحوار الثنائي مع السعودية، بعد توقفه دون تحديد موعد لجولته السادسة، لافتاً الى أن السوداني حمل رسالة خليجية لإيران.
في غضون ذلك، نفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان سفين دزيي، ما يتم تداوله حول عزم القوات الإيرانية اجتياح أراضي الإقليم بهدف القيام بعملية عسكرية برية ضد الأحزاب الكردية المناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية في طهران.
وقال دزيي، عقب لقائه وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونجرن: «طالبنا بإبعاد الإقليم والشعب العراقي عن كل التوترات، وأكدنا أننا لن نكون مكاناً لمعاناة وزعزعة أمن الدول المجاورة سواء كانت إيران أو تركيا».
ونفى المسؤول العراقي الكردي الاتهامات الإيرانية لحكومة أربيل بالتهاون في منع تسلل العناصر الانفصالية إلى مناطق غرب الجمهورية الإسلامية.
وتأتي تلك التطورات في وقت تواصلت تظاهرات «الحراك» المطالب بالتغيير، ليل الاثنين ـ الثلاثاء، في أنحاء إيران.
وشهدت عدة جامعات اعتصامات طلابية كما خرجت احتجاجات في الشوارع، ونظمت اضرابات للممرضات ولسائقي الشاحنات وموظفي بعض الوحدات الصناعية. وتداولت منصات إيرانية معارضة تسجيلا صوتياً مسرباً، عقب اختراق وكالة أنباء «فارس» التابعة لـ «الحرس الثوري»، يفيد بأن عدداً من مسؤولي الإعلام الرسمي أعربوا عن قلقهم من «إرهاق قوات الأمنية وإضراب التجار» في 22 محافظة، بالإضافة إلى «هزيمة النظام في المواجهة الإعلامية».
وجاء ذلك في وقت أقر قائد القوة الجوفضائية لـ «الحرس الثوري»، العميد أمير حاجي زاده، بمقتل أكثر من 300 شخص منذ اندلعت الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي، بعدما كانت محتجزة لدى شرطة الآداب بسبب مخالفتها لقواعد الحجاب الإلزامي. وتشمل الحصيلة عشرات عناصر الأمن الذين قتلوا في المواجهات مع المتظاهرين أو في اغتيالات. وتعد الحصيلة الرسمية الأخيرة أقرب إلى عدد 416 شخصاً «قتلوا في قمع الاحتجاجات» بالإضافة إلى اضطرابات منفصلة شهدتها محافظة سيستان بلوشستان.
في هذه الأثناء، أفاد دبلوماسي، بأن طرد إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة، سيجري التصويت عليه في 14 ديسمبر المقبل بدفع من الولايات المتحدة ودول أخرى بما في ذلك التي كانت مترددة باتخاذ الخطوة.
وأعدت واشنطن مشروع قرار بشأن هذا الإجراء ينص على أن سياسات إيران «تتعارض بشكل صارخ مع حقوق النساء والفتيات ومهمة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة». في سياق متصل، دان المشرعون الفرنسيون، قمع المتظاهرين المناهضين للنظام في إيران، داعين الحكومات الأوروبية إلى ممارسة «مزيد من الضغوط» على طهران في أعقاب مقتل مهسا أميني.
والهدف من هذا القرار هو التعبير عن دعم الجمعية الوطنية الفرنسية لنضال الإيرانيين رجالاً ونساءً في تطلعاتهم المشروعة لاحترام حقوقهم وحرياتهم الأساسية ضد الاضطهاد الذي تنظمه سلطة دينية.
من جانب آخر، أعلنت المحكمة العليا في أونتاريو بكندا أن «الحرس الثوري» الإيراني «كيان إرهابي»، لأن «فيلق القدس»، وهو أحد فروعه، كان قد اعتُبر سابقاً من قبل كندا كمنظمة إرهابية.
من جهة أخرى، أعلنت منصات إسرائيلية، اليوم، بدء إجراء مناورات جوية مشتركة بين القوات الإسرائيلية والأميركية، هي الأكبر منذ سنوات، وتحاكي تنفيذ ضربات هجومية ضد برنامج إيران النووي، غداة إعلان الخارجية الإيرانية، أن المفاوضات التي تجريها طهران مع واشنطن والقوى الكبرى بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وصلت إلى طريق مسدود.
قبل أن يخطو على سلم الطائرة المتجهة إلى طهران أمس، للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، حرص رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على توقيع أمر إعفاء الفريق الركن أحمد أبورغيف، وكيل وزير الداخلية للاستخبارات، وهو الذراع الأمنية لرئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، وأدار كل المواجهات مع فصائل طهران بين عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢٢.
وقبل بدء زيارته الرسمية بالعاصمة الإيرانية، طلب السوداني كذلك إصدار منع سفر لرئيس المخابرات السابق رائد جوحي، وهو الأبرز في فريق الكاظمي السياسي، وأكثر شخصية تتعرض للتهديد من جانب «الفصائل الإيرانية».
وتحدثت الأوساط السياسية عن أخذ السوداني حزمة «هدايا مهمة» إلى طهران، ترجمها بتوجيه شكر منقطع النظير، لمواقفها «الداعمة والمساعدة للعراق منذ عام ٢٠٠٣»، وذلك على عكس العبارات التي كان يستخدمها الكاظمي في لقاءاته المتكررة مع القيادات الإيرانية، حيث كان يفضل القول، إن العراق يقف إلى جانب إيران في محنة العقوبات الدولية، لكنه في المقابل يريد احتراماً إيرانياً لسيادته، والتعامل مع بغداد لا الفصائل المسلحة.
وظل الاستدراك الوحيد، الذي استخدمه السوداني بعد عبارات شكره القيادة الإيرانية، هو طلب أن تقف طهران مع بغداد في ملف إمدادات الغاز، الذي يشغّل نحو نصف محطات الكهرباء في العراق، ويتعرض لتذبذب في التصدير، لأسباب فنية وسياسية أحياناً.
ويتوقع الإيرانيون الذين تعبوا من أجواء حكومة الكاظمي التي أبدت بعض الممانعة إزاء سياسة طهران، أن يعوضهم السوداني عن تلك الحقبة. ورددت منصات إعلامية إيرانية، أن الجمهورية الإسلامية تنتظر على أحر من الجمر، حصول الربط السككي مع البصرة، لكن السوداني لن يستطيع المجازفة بذلك في موازاة حساسية شعبية عالية إزاء الخطوة، ما جعل أصواتاً إيرانية تحاول إقناع الرأي العام العراقي، بأن القطار القادم من إيران لن يستهدف مكانة ميناء الفاو، بل سيُخصَّص لنقل قاصدي المراقد المقدسة في النجف وكربلاء، خلال مواسم العزاء الحسيني، وهو مبرر لم يُقنع أحداً طوال أعوام.
وحرص السوداني خلال الزيارة، على تأكيد التزام بغداد بمنع أي اعتداء على إيران من الأراضي العراقية، لكنه كما أكدت مصادر كردية رفيعة لـ «الجريدة»، لم يجهز بعد «البرهان» على قبول كردي بما تريده طهران بشأن منع معارضيها من النشاط داخل كردستان العراق.
وأوضحت المصادر أن رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني، زار بغداد مرتين، خلال ثلاثة أيام في محاولة لصناعة «مخارج وحيل» تقنع طهران بوقف القصف المتواصل على مدن وقصبات شمال العراق، بذريعة ملاحقة أكراد إيرانيين معارضين. لكن الاتفاق على نشر عناصر الجيش العراقي على تلك المنطقة المعقدة من الحدود «يحتاج وقتاً أكثر»؛ لأنه يتعلق بترتيبات حساسة ومشاكل متراكمة بين الدول والأحزاب والأطراف السياسية المتصارعة.
ورغم ذلك، فإن سفر السوداني إلى إيران، يمثل «لحظة رضا» نادرة داخل العلاقات الإيرانية- العراقية؛ لأن بقاء حكومة الكاظمي أو مجيء حكومة تشبهها، كان كابوساً يؤرق طهران ولم يقطعه سوى انسحاب مقتدى الصدر، الذي منح زمام الحكومة للأحزاب الخاسرة الحليفة لطهران، وطمأن الجمهورية الإسلامية على بقاء نفوذها دون تهديد يُذكَر، حتى إشعار آخر، حسب وصف الأوساط السياسية التي تتمنى أن ترى طهران «تحتفل بذلك بهدوء، وتكف عن القصف».
وفي تفاصيل الخبر:
في وقت تهدد السلطات الإيرانية بشن عملية برية، لملاحقة عناصر انفصالية تتهمها بتأجيج الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ منتصف سبتمبر الماضي، في إقليم كردستان العراق، ذكر رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، اليوم، من طهران، أنه اتفق مع الرئيس إبراهيم رئيسي على «ضبط الحدود» وإرساء الاستقرار.
وقال السوداني، خلال مؤتمر مشترك مع رئيسي في طهران، التي زارها اليوم، بعد جولة خارجية شملت الأردن والكويت، إن «أمن العراق وإيران وحدة متكاملة لا تتجزأ وهو جزء من أمن المنطقة»، مضيفاً أن حكومته ملتزمة بتنفيذ الدستور وبعدم السماح لأي أطراف باستخدام الأراضي العراقية للإخلال بأمن طهران أو أي من دول الجوار.
وتابع السوداني، خلال زيارته التي تعد الأولى لطهران منذ توليه منصبه أواخر أكتوبر الماضي: «إننا نعتمد في علاقاتنا الخارجية مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية».
وأشار إلى أن «الملف الاقتصادي يحظى بأهمية كبيرة لدى بغداد، إذ تم الاتفاق على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة»، مثمناً موقف إيران بدعم العراق في عدة قضايا منذ 2003 وفي «إمدادات الغاز والكهرباء».
من جهته، وصف الرئيس الإيراني الزيارة بـأنها «نقطة تحوّل» ستساعد على «حل بعض المشكلات العالقة» بين البلدين.
وقال رئيسي إن «لدينا وجهات نظر مشتركة حول العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، وزيارة رئيس الوزراء العراقي لطهران من شأنها أن تسهم في حل الخلافات بين البلدين».
ورأى أن «الأمن والاستقرار بالمنطقة يحظى باهتمام مشترك من طهران وبغداد، ومن هذا المنطلق، فإن محاربة الجماعات الإرهابية والجرائم المنظمة ومكافحة المخدرات تأتي ضمن الاتفاقيات المشتركة بين البلدين».
وشدد على أن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من قبل حكومات ودول المنطقة، داعياً إلى إخراج القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة من العراق.
وأعرب رئيسي عن أمله أن يتمكن السوداني وحكومته من اتخاذ خطوات كبيرة في اتجاه تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأمس، علمت «الجريدة» من مصدر مطلع، أن طهران ستجدد تفويضها لخليفة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي من أجل دفع الحوار الثنائي مع السعودية، بعد توقفه دون تحديد موعد لجولته السادسة، لافتاً الى أن السوداني حمل رسالة خليجية لإيران.
في غضون ذلك، نفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان سفين دزيي، ما يتم تداوله حول عزم القوات الإيرانية اجتياح أراضي الإقليم بهدف القيام بعملية عسكرية برية ضد الأحزاب الكردية المناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية في طهران.
وقال دزيي، عقب لقائه وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونجرن: «طالبنا بإبعاد الإقليم والشعب العراقي عن كل التوترات، وأكدنا أننا لن نكون مكاناً لمعاناة وزعزعة أمن الدول المجاورة سواء كانت إيران أو تركيا».
ونفى المسؤول العراقي الكردي الاتهامات الإيرانية لحكومة أربيل بالتهاون في منع تسلل العناصر الانفصالية إلى مناطق غرب الجمهورية الإسلامية.
وتأتي تلك التطورات في وقت تواصلت تظاهرات «الحراك» المطالب بالتغيير، ليل الاثنين ـ الثلاثاء، في أنحاء إيران.
وشهدت عدة جامعات اعتصامات طلابية كما خرجت احتجاجات في الشوارع، ونظمت اضرابات للممرضات ولسائقي الشاحنات وموظفي بعض الوحدات الصناعية. وتداولت منصات إيرانية معارضة تسجيلا صوتياً مسرباً، عقب اختراق وكالة أنباء «فارس» التابعة لـ «الحرس الثوري»، يفيد بأن عدداً من مسؤولي الإعلام الرسمي أعربوا عن قلقهم من «إرهاق قوات الأمنية وإضراب التجار» في 22 محافظة، بالإضافة إلى «هزيمة النظام في المواجهة الإعلامية».
وجاء ذلك في وقت أقر قائد القوة الجوفضائية لـ «الحرس الثوري»، العميد أمير حاجي زاده، بمقتل أكثر من 300 شخص منذ اندلعت الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي، بعدما كانت محتجزة لدى شرطة الآداب بسبب مخالفتها لقواعد الحجاب الإلزامي. وتشمل الحصيلة عشرات عناصر الأمن الذين قتلوا في المواجهات مع المتظاهرين أو في اغتيالات. وتعد الحصيلة الرسمية الأخيرة أقرب إلى عدد 416 شخصاً «قتلوا في قمع الاحتجاجات» بالإضافة إلى اضطرابات منفصلة شهدتها محافظة سيستان بلوشستان.
إلى ذلك، ذكرت استخبارات «الحرس الثوري» أنها ألقت القبض على شخص زعمت أنه مرتبط باستخبارات إحدى دول الخليج، بذريعة قيامه بـ «التخطيط لعمل مناهض للأمن» في هرمزغان جنوبي البلاد.مناورات جوية أميركية - إسرائيلية تحاكي ضرب «النووي» الإيراني
في هذه الأثناء، أفاد دبلوماسي، بأن طرد إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة، سيجري التصويت عليه في 14 ديسمبر المقبل بدفع من الولايات المتحدة ودول أخرى بما في ذلك التي كانت مترددة باتخاذ الخطوة.
وأعدت واشنطن مشروع قرار بشأن هذا الإجراء ينص على أن سياسات إيران «تتعارض بشكل صارخ مع حقوق النساء والفتيات ومهمة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة». في سياق متصل، دان المشرعون الفرنسيون، قمع المتظاهرين المناهضين للنظام في إيران، داعين الحكومات الأوروبية إلى ممارسة «مزيد من الضغوط» على طهران في أعقاب مقتل مهسا أميني.
والهدف من هذا القرار هو التعبير عن دعم الجمعية الوطنية الفرنسية لنضال الإيرانيين رجالاً ونساءً في تطلعاتهم المشروعة لاحترام حقوقهم وحرياتهم الأساسية ضد الاضطهاد الذي تنظمه سلطة دينية.
من جانب آخر، أعلنت المحكمة العليا في أونتاريو بكندا أن «الحرس الثوري» الإيراني «كيان إرهابي»، لأن «فيلق القدس»، وهو أحد فروعه، كان قد اعتُبر سابقاً من قبل كندا كمنظمة إرهابية.
من جهة أخرى، أعلنت منصات إسرائيلية، اليوم، بدء إجراء مناورات جوية مشتركة بين القوات الإسرائيلية والأميركية، هي الأكبر منذ سنوات، وتحاكي تنفيذ ضربات هجومية ضد برنامج إيران النووي، غداة إعلان الخارجية الإيرانية، أن المفاوضات التي تجريها طهران مع واشنطن والقوى الكبرى بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وصلت إلى طريق مسدود.