ثلاثة عناوين طبعت زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى بيروت، إذ لم تنحصر بالبحث في مسألة الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الجنوب بين «حزب الله» وإسرائيل، بل شملت أيضاً بحث ملفي الانتخابات الرئاسية، واللاجئين السوريين.
وكان الوزير الفرنسي واضحاً في لقاءاته، إذ أبلغ الجميع أن بلاده تسعى للوصول إلى اتفاق حول جبهة جنوب لبنان، وأن هناك اقتراحاً يتم العمل عليه، وسيتم تسليمه قريباً للبنان عبر القنوات الدبلوماسية.
وعلمت «الجريدة» أن الورقة الفرنسية التي يتم العمل عليها، تشمل ثلاثة بنود، أولها وقف الأعمال العسكرية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، انسجاماً مع نص القرار 1701، وثانيها عودة آمنة لسكان المناطق الإسرائيلية الشمالية، وعودة آمنة للمواطنين اللبنانيين إلى بلداتهم وقراهم الجنوبية، وآخرها انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية وعلى الحدود مع زيادة عدده وتعزيز قوات اليونيفيل وتوفير المساعدات اللازمة لذلك.
وفي اللقاء بين سيجورنيه ورئيس مجلس النواب نبيه بري، جرى الحديث في ملف رئاسة الجمهورية، إذ نقل الوزير الفرنسي اهتمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بضرورة العمل على إنهاء الفراغ الرئاسي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ممكن.
وأبلغه بري أن اللجنة الخماسية تتابع عملها لاستكمال الجهود في تكريس جلسات التشاور تحضيراً لانتخاب الرئيس، فكرر الوزير الفرنسي نصيحته بضرورة انتخاب رئيس قبل الوصول إلى المفاوضات النهائية حول الوضع في الجنوب، لتكون هناك سلطة مشكّلة ويكون رئيس الجمهورية مشاركاً في هذه المفاوضات.
في المقابل، شدد بري على موضوع اللاجئين السوريين، وطلب من فرنسا تغيير موقفها، إلى جانب ألمانيا، من دمشق، وضرورة الانفتاح عليها، والتفاوض معها، للعمل على معالجة موضوع اللاجئين، والسماح لهم بالعودة إلى مناطق آمنة في سورية، لتخفيف الأعباء عن لبنان.
وخلال اللقاء في عين التينة، استحضر بري خريطة تشير إلى حجم الأضرار والخسائر جراء العمليات العسكرية على الجنوب أعدها معهد البحوث العلمية، وهي تشير إلى أن 10 ملايين متر مربع تعرضت للقصف بالفوسفور، بالإضافة إلى تدمير كلي
لـ 1000 وحدة سكنية، وتدمير جزئي لآلاف الوحدات الأخرى، إلى جانب الأضرار البيئية والزراعية.
وأبلغ اللبنانيون الفرنسيين أن «حزب الله» يقبل بالوصول إلى اتفاق لوقف النار في الجنوب، لكن بعد وقف إطلاق النار في غزة.
وفي هذا السياق، استبعدت مصادر قريبة من الحزب أن يحقق المسار الفرنسي نتيجة مادامت الحرب على غزة مستمرة، وفي حال لم يكن الأميركيون هم الذين يديرون هذا المسار.
وتقول هذه المصادر، إن «مفتاح الحرب في غزة كما في جنوب لبنان بيد أميركا، وحزب الله لا يرضى بالتعهد بالذهاب إلى أي اتفاق لأنه لا يعلم مسار الأمور وكيفية تطور مسار العمليات العسكرية، بالتالي لا يمكن للحزب أن يقدم التزامات مبكرة مادامت الحرب مستمرة».