نظم أعضاء هيئة التدريس وطلبة جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ظهر اليوم، في ساحة كلية العلوم بالشدادية، وقفة تضامنية للتعبير عن الحق الفلسطيني والتنديد بما يحصل في غزة من جانب الكيان الصهيوني، وللتعبير أيضا عن الموقف الكويتي الشعبي والرسمي لمناصرة القضية الفلسطينية، وذلك بحضور عدد من أعضاء مجلس الأمة وأساتذة الجامعة والطلبة.‏

في البداية، قالت عضوة هيئة التدريس في الجامعة د. ابتهال الخطيب، في زمن العالم الصغير اللحظي هذا، حيث لا يمكن اخفاء أي شيء او تزوير اي حقيقة، دون ان تنكشف الكذبة سريعا وتسطع الحقيقة لحظيا، في زمن مشاهدة الحدث على الهواء مباشرة وفي زمن هذه المتابعة المرئية المسموعة المباشرة، لا يمكن أن يكون هناك مبرر للتخاذل، ولا يمكن أن تكون هناك حجة تسمح بالتبرير وصنع الموازنات السياسية.

Ad

وأضافت الخطيب أن الجنس البشري قائم على غريزة أساسية وهي ما جعلت استمراريته ممكنة، غريزة حب البقاء، والتي من خلالها يدافع البشر عن بعضهم، ويدفعون الأذى خصوصا عن صغارهم، من اجل الاستمرارية وبقاء النوع.

ولفتت الى أن «التخاذل عن نصرة فلسطين وتجاهل شهداء غزة هو تراجع انساني غريزي في الواقع، وهو خذلان ليس لأهل غزة بل هو خذلان لتوجه طبيعي للنفس البشرية ولكل قيمة اخلاقية تقود مجتمعاتنا الانسانية، ولكل ما يشكلنا من الداخل ككائنات بشرية لها وعي وفكر وضمير».

من جهته، أكد رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس بالجامعة د. علي الكندري، ان هذه الوقفة ليست بغريبة على الكويت وعلى الحكومة والقيادة السياسية والمجتمع والطلبة والأساتذة، لافتا الى ان المجتمع الاكاديمي يوجه رسالة اليوم بشكل مباشر من هذا الصرح الاكاديمي العريق، رسالة المجتمع الاكاديمي والكويتي والعربي والإسلامي والإنساني، الى طلبة وأساتذة الجامعات الغربية، نقول لهم: «شكرا على موقفكم وتحرككم».

وذكر الكندري ان «رسالتنا هي رسالة تقدير ودعم للطلبة والأساتذة في الجامعات الغربية الداعمين للحق الفلسطيني»، مؤكدا حق الانسان الفلسطيني بالعيش في حرية وكرامة في وطنه، خصوصا أن العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوزت الـ 200 يوم.

وأشاد بما قامت به دولة الكويت من مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية والاستثمار بها، لافتا الى ان الوقفة اليوم وقفة تحدٍّ للمواقف المزدوجة ذات المعايير المرتبكة.

قضية عالمية

بدوره، شدد النائب د. عبدالعزيز الصقعبي على ان هذه الوقفات للمساندة هي اقل الواجب الممكن تقديمه للقضية الفلسطينية ولإخواننا في غزة، مشيرا إلى انه مهما حاولوا تقزيم وتهميش القضية الفلسطينية فإنها تأبى إلا ان تكون قضية عالمية وحقا عاما وإنسانية.

وبين الصقعبي ان «الحراك الطلابي حول العالم غير مستغرب، فكلما رأينا قضايا انسانية يخفت بريقها نجد الحركات الطلابية تنتفض لإرجاعها إلى الواجهة، ولا يوجد قضية انقى وأعلى من القضية الفلسطينية اليوم، واخواننا الثابتين المجاهدين»، مضيفا ان هذه الوقفات والتجمعات هي اقل ما يمكن تقديمه، حيث ان المعركة معركة وعي وإعلام.

وأوضح أن «الموقف الشعبي والرسمي الكويتي ثابت وراسخ، فالقضية قضية دين وعقيدة وأصل ومبدأ وانسانية، ونحن مستمرون الى ان نشهد تحرر المسجد الاقصى بإذن الله».

نصرة الحق

وقال النائب د. محمد الدوسري: «تعودنا من طلبة جامعة الكويت والمؤسسات التعليمية في البلاد الوقوف مع نصرة كل حق عربي واسلامي ووطني»، مبينا ان «هذه الوقفة التي تتوافق مع ما يمليه الضمير الإنساني العربي المسلم، والضمير الحي الذي يدفعنا الى الوقوف مع القضايا التي تتضمن جوانب عديدة من ناحية إنسانية واخلاقية ودينية تفرض علينا الوقوف في صف الحق الفلسطيني الذي يتعرض لتدمير ومجازر ومذابح مروعة وابادة جماعية في غزة والضفة العربية التي يدعي الكيان الصهيوني أنها المنطقة النموذجية في هذا الصراع الأزلي».

وذكر الدوسري أن «الوقفة التضامنية هي مصدر فخر للمواطنين الكويتيين، وهو أقل ما يمكن ان نقدمه نصرة للقضية الفلسطينية في هذا الصراع الذي تجاوز الـ 6 اشهر، وواجه خلال الشعب الفلسطيني الكثير من الخذلان».

وأكد «اننا لن نشارك كشعب كويتي في خذلان إخواننا في فلسطين، ولن تكون لنا يد في الغدر بإخواننا الفلسطينيين والطعن بهم كما جرى لهم من بعض العرب مع الأسف الشديد»، مشيرا الى ان «كل جهد يبذل في نصرة القضية الفلسطينية هو جهد مشكور وله اثر، وسيكون له تداعيات كلما تزايد هذا الامر فالعملية تراكمية».

ولفت الى ان «الجهود التي بدأت منذ 7 أكتوبر وما اعقبها من حراك عالمي حتى يومنا هذا وصولا الى الحراك الطلابي بالجامعات الاميركية هو نتاج تلك الجهود الصغيرة التي تجمعت وانتهت إلى كرة الثلج الكبيرة التي ستدهس هذا الكيان الغاصب المحتل الذي لن ينتهي الصراع معه حتى اقتلاعه من جذوره من أرض فلسطين المحتلة».

وأشاد بعطاء الطلبة في جامعة الكويت والمؤسسات التعليمية الأخرى في نصرة القضية الفلسطينية، مؤكدا أنهم هم نواة المستقبل والقادرون على تغيير المستقبل الى الأفضل.

الحراك الطلابي

من جهته، قال رئيس رابطة أعضاء هيئة التدريس للكليات التطبيقية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. خالد الصيفي: ان الوقفة تأتي تأكيدا على الحق الفلسطيني، ورفضا لما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر في حق إخواننا في فلسطين، مشيدا بالحراك الطلابي في الجامعات الاميركية والأوروبية التي تساند الحق الفلسطيني.

وثمن الصيفي موقف الكويت حكومة وشعبا في دعم القضية الفلسطينية، لافتا الى ان ملحمة طوفان الأقصى ستنتهي بنصرة فلسطين بإذن الله تعالى.

أبطال المقاومة

وذكر النائب السابق د. جمعان الحربش، ان هذه الوقفة هي امتداد لموقف الشعب الكويتي المساند لغزة وأبطالها وللمقاومة في فلسطين الأبية، مضيفا: انه من الواضح الحصار العالمي المضروب على المقاومة ومع الأسف المناصر لإسرائيل وان كان يقابله التفاف شعبي عالمي.

وأوضح الحربش ان احداث غزة التي تحدث اليوم والمستمرة منذ 6 أشهر غيرت وجه العالم، وحتى الإدارة الاميركية الداعمة لإسرائيل وللكيان الصهيوني تخضع لضغط طلابي استثنائي في الجامعات العالمية، مطالبا باستمرار مثل تلك الوقفات التضامنية والاصطفاف الشعبي العالمي نصرة لغزة لاسيما أن اليوم يُحدث تغييرا جديدا، وتلك الوقفات التضامنية التي تهدف لكسر الحصار ستساهم في ولادة فلسطين من جديد.

موقف كويتي مشرف

بدوره، قال النائب السابق د. حمد المطر: «نقف اليوم لنؤكد نصرتنا للقضية الفلسطينية، ونفتخر بموقف الكويت الرسمي والشعبي المشرف في دعم ونصرة فلسطين ودعم المجاهدين المرابطين في غزة ضد المعتدين الغاصبين اليهود»، لافتا الى انه حتى إن تخاذلت بعض الدول العربية، فالله يسخر عبادا لنصرة فلسطين، والكويت واحدة من تلك الدول الداعمة للقضية الفلسطينية.

اتحادا الجامعة و«التطبيقي»: ضرورة وقف المجازر الصهيونية في القطاع

قال رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الجامعة محمد الرشود: «إننا نقف اليوم في هذه الوقفة التضامنية لنعلن تضامننا مع إخواننا الصامدين في غزة الحرة الأبية، تحية للثابتين وتحية لأصحاب المواقف الحرة الشجاعة أكثر من 200 يوم مضت من الصمود قضاها الشعب الفلسطيني يدافع عن قضيته، ويصد بطش الآلة العسكرية الصهيونية ضاربا أروع الأمثلة في الصبر والتحمل والدفاع عن الأرض والعرض وحقه التاريخي في ارضه ومقدساته».

وثمن الرشود الموقف الحر لأساتذة وطلبة الجامعات الاميركية والدول الأوروبية وغيرها من المنظمات الطلابية حول العالم في تضامنهم مع الحق الفلسطيني ومطالبتهم بضرورة وقف الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة.

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد العام لطلبة ومتدربي «التطبيقي» فلاح الحربي، تضامن الشعب الكويتي مع القضية الفلسطينية ومؤازرة الحق الفلسطيني العربي الإسلامي الإنساني، ورفضه القاطع لكل المجازر التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ضد إخواننا في فلسطين.