«الخارجية» الأميركية لـ«الجريدة»: استمرار الهجمات من لبنان يزيد مخاطر التصعيد
ساميويل وربيرغ: التزام واشنطن بأمن إسرائيل لا يمكن المساس به وملتزمون بملاحقة عناصر وممولي حزب الله
وصف الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ حجم ونطاق الهجوم «الطائش» و«المباشر» الذي شنته إيران ضد اسرائيل الشهر الماضي، كان غير مسبوقاً، وشدّد على التزام بلاده «بدعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها للدفاع عن سيادتها وأمنها»، مؤكّداً «أننا سنواصل التعاون مع شركائنا الدوليين لضمان أمن المنطقة واستقرارها»، مبدياً في المقابل قلقه «من التصعيد وزيادة حدة التوترات في المنطقة»، داعياً ايران «لعدم التصعيد والابتعاد عن أي أعمال قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع».
كلام وربيرغ جاء خلال حوار مع «الجريدة»، نفى خلاله أن تكون الهجمات الايرانية على اسرائيل «حققت أي نتائج، لأننا وشركائنا الإسرائيليين وحلفائنا في المنطقة تصدينا بنجاح لهذه الضربات والعبرة في النتائج».
وإذ اعتبر «استمرار هجمات حزب الله والميليشيات الفلسطينية المتمركزة في لبنان، يزيد من مخاطر التصعيد»، متمنياً «ألا يكون لبنان منصة لإطلاق الهجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين»، أكد وربيرغ «أهمية الشراكة الدفاعية الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والكويت».
وفيما يلي نص الحوار:
كلام وربيرغ جاء خلال حوار مع «الجريدة»، نفى خلاله أن تكون الهجمات الايرانية على اسرائيل «حققت أي نتائج، لأننا وشركائنا الإسرائيليين وحلفائنا في المنطقة تصدينا بنجاح لهذه الضربات والعبرة في النتائج».
وإذ اعتبر «استمرار هجمات حزب الله والميليشيات الفلسطينية المتمركزة في لبنان، يزيد من مخاطر التصعيد»، متمنياً «ألا يكون لبنان منصة لإطلاق الهجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين»، أكد وربيرغ «أهمية الشراكة الدفاعية الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والكويت».
وفيما يلي نص الحوار:
- رغم التحذيرات التي وجتهموها إلى ايران خلال مقابلتكم الأخيرة مع «الجريدة» في 26/11/2023 «بأنها يجب ألّا تصعّد أو توسّع النزاع أو تستغل الوضع الحالي الحالي في غزة... وتجنّب أي تصعيد قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع»... إلا أن إيران لم تردّ على هذه التحذيرات وشنّت هجوم غير مسبوق على اسرائيل، ما هو تعليقك على هذه «الخطوة» التي قامت بها ايران؟
ندين بشدة الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، والذي يُعد تصرفاً طائشاً وغير مسبوق.
لقد أثبتت الولايات المتحدة وإسرائيل بالتعاون مع شركائهما قدرتهم على التصدي لهذه الاعتداءات وهزيمتها، يتوجب على مجلس الأمن إدانة هذا الهجوم بوضوح ودعوة إيران ووكلائها للتوقف عن العنف وتجنب تصعيد الأزمة، نحن نسعى جاهدين لتخفيف حدة التوترات ومنع توسع الصراع إلى نزاع إقليمي أوسع.
الولايات المتحدة ملتزمة بدعم إسرائيل في دفاعها ضد الهجمات وحماية موظفينا ومنشآتنا في المنطقة، وسنواصل التعاون مع شركائنا الدوليين لضمان أمن واستقرار المنطقة. - هل تتخوّفون من قيام الميليشيات المدعومة من إيران من اتخاذ أي خطوة مشابهة للخطوة الايرانية ضد إسرائيل؟
نحن قلقون من التصعيد وزيادة حدة التوترات في المنطقة ولكن نود التأكيد أن استراتيجيتنا ثابتة ومستمرة في دعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها للدفاع عن سيادتها وأمنها، ونحضّ إيران بشكل قاطع على عدم التصعيد والابتعاد عن أي أعمال قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع لأن هذا لا يصب في مصلحة أحد.
من المهم كذلك تسليط الضوء على جهودنا المستمرة في التواصل مع الشركاء الدوليين لتعزيز الاستقرار في المنطقة ومنع أي تحركات قد تزيد من تأزم الوضع. - هل فعلاً تم النسيق بين ايران وبعض دول المنطقة قبل الضربة الايرانية، وهل أطلعت ايران الإدارة الأميركية على نيتها بتوجيه هذه الضربة؟
لم تكن هناك أي مؤشرات أو إخطارات من جانب إيران للإدارة الأميركية بخصوص نيتها شن هذه الضربة ضد إسرائيل، وليس لدينا معلومات إذا كان هناك تنسيق بين إيران وأي دولة أخرى ولا يُمكننا التحدث باسم إيران، هذا السؤال يجب إن يطرح على الإيرانيين.
كنا نتوقع أن تتخذ إيران إجراءات ضد إسرائيل عقب الأحداث في دمشق «في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أدى إلى مقتل قائدين في الحرس الثوري الايراني و5 مستشارين عسكريين آخرين»، ولكن حجم ونطاق الهجوم المباشر الذي شنته إيران، إلى جانب الهجمات التي نفذتها الميليشيات المتحالفة معها وشركاؤها، كان غير مسبوقاً.
لا شك في أن إيران كانت تهدف إلى إلحاق الضرر بنطاق واسع من خلال هذه الهجمات، الفكرة القائلة بأن إيران خفّفت من شدة هجومها أو أنها قدّمت معلومات مسبقة لجعل الهجوم أسهل في التصدي له هي فكرة خاطئة ولا تعكس تقييمنا.
القدرة على هزيمة هذا الهجوم والتصدي له تُعد شهادة على قدرات إسرائيل الدفاعية، وكذلك قدرات الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء الآخرين المشاركين.
هذه الأحداث تؤكد على ضرورة اليقظة المستمرة والتعاون الدولي لمواجهة التهديدات الإقليمية. - صرّحتم بأن «الولايات المتحدة تمتلك القدرة والاستعداد التام للرد على أي تهديدات قد تواجه جهودكم لضمان أمن المنطقة واستقرارها»... لماذا لم تتمكنوا من ردع ايران على مهاجمة حليفتكم اسرائيل، ومال الذي فعلتموه لحماية اسرائيل؟
السؤال الأهم هنا، هل حققت هذه الضربات أي نتائج؟ الجواب: طبعاً لا.
لأننا وشركائنا الإسرائيليين وحلفائنا في المنطقة قمنا بالتصدي بنجاح لهذه الضربات والعبرة في النتائج، الولايات المتحدة تمتلك القدرة والاستعداد التام للرد على التهديدات، وقد أظهرنا ذلك من خلال استجابتنا الفورية للهجمات الأخيرة.
فبتوجيه من الرئيس جو بايدن، تمكنت قواتنا من اعتراض عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة من دون طيار «درون»، التي أطلقت من إيران والعراق وسورية واليمن باتجاه إسرائيل.
قواتنا مستعدة دائماً لحماية المصالح الأميركية وشركائنا في المنطقة، ولتوفير الدعم اللازم لدفاع إسرائيل وتعزيز استقرار المنطقة.
أود أن أكون واضحاً تماماً: التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل هو التزام لا يمكن المساس به، مساهماتنا المقدمة لدفاع إسرائيل عن التصدّي لإيران واضحة وهي تجسيد لهذا الالتزام.
وفي أعقاب الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، عمل الرئيس جو بايدن بشكل مكثف مع حلفائنا وشركائنا لتنسيق رد فعّال وموحد. - هل ترى أي مخاطر أو تهديدات على الوجود العسكري الأميركي في الكويت في ضوء ما يحصل، وهل تعتقد بأن التنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة والكويت يعزز من قدرتكم على التصدي لأي تحديات؟
نأخذ التهديدات التي قد تواجه قواتنا ومصالحنا في المنطقة على محمل الجد، ونحن مجهزون تماماً لحماية قواتنا الأميركية بالتعاون الوثيق مع شركائنا في المنطقة، التنسيق المستمر والفعّال مع هؤلاء الشركاء يُعزز بشكل كبير من قدرتنا على التصدي لأي تحديات قد تظهر.
وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال محادثاته الأخيرة مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف الصباح، على أهمية الشراكة الدفاعية الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والكويت.
وشدد الوزير أوستن على أن الولايات المتحدة لا تسعى للتصعيد، لكنها ستستمر في الدفاع عن إسرائيل وعن الأفراد الأميركيين. - ما هي رسالتكم لـ«حزب الله» اللبناني الذي يواصل الرد بالصواريخ على استهداف كوادره وعلى قصف البلدات اللبنانية الجنوبية؟
الولايات المتحدة واضحة في موقفها من عدم دعم الحرب في لبنان، بما في ذلك النزاعات عبر الحدود على الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان، نحن مستمرون في استكشاف جميع الخيارات الدبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد.
ومن الأهمية بمكان أن يتمكن المواطنون اللبنانيون والإسرائيليون من العيش في سلام وأمان، إن استمرار هجمات «حزب الله» والميليشيات الفلسطينية، بما في ذلك الإرهابيون من «حماس» المتمركزون في لبنان، يزيد من مخاطر التصعيد.
يجب ألا يكون لبنان منصة لإطلاق الهجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين، فهذا يُغذي فقط إمكانية العنف المدمر الذي يضر بالشعب اللبناني، الذي بغالبيته العظمى لا يرغب في الانجرار إلى النزاع. لقد كنا واضحين مع شركائنا: يجب على «حزب الله» والفاعلين الآخرين عدم محاولة استغلال النزاع الجاري. الدمار الذي قد يلحق بلبنان وشعبه قابل للتجنب.
نواصل الضغط على القيادة اللبنانية لمعالجة دور سلاح «حزب الله» في زعزعة استقرار البلاد والمنطقة ما يعيق التقدم في لبنان، والعقوبات المفروضة خلال الأشهر الستة الماضية تؤكد التزام الحكومة الأميركية بملاحقة عناصر وممولي «حزب الله».