نتنياهو يهدد بمهاجمة رفح مع صفقة أو بدونها
بلينكن في الأردن بعد اصطدامه بتحفّظ عربي بالرياض
• مقتل تركي طعن شرطياً إسرائيلياً بالقدس
مع استمرار معاناة النازحين بسبب نقص الغذاء وانتشار الأمراض وتضارب الأنباء بشأن التقدم المحرز باتجاه التوصل إلى اتفاق يسمح بهدنة مؤقتة لوقف القتال بين حركة حماس وإسرائيل في غزة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزامه بشن عملية عسكرية برية في رفح، جنوب غزة قرب الحدود المصرية، سواء تم التوصل إلى اتفاق مع «حماس» يسمح بإبرام صفقة لتبادل المحتجزين وإرساء هدنة مؤقتة لوقف القتال بالقطاع، أو بدونها.
وقال نتنياهو، خلال اجتماع مع عائلات الجنود القتلى والمختطفين الإسرائيليين، أمس، إنه يرفض إمكانية وقف إطلاق النار مع «حماس» حتى يتم استيفاء الشروط الأساسية للحرب التي اندلعت غداة هجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر الماضي، في إشارة إلى سعيه للقضاء على «حماس» وإطلاق سراح المحتجزين بالقطاع المحاصر.
وأضاف: «لقد بدأنا عملية إخلاء السكان في رفح، وستكون هناك قريباً عملية فيها».
وعلى الرغم من الاعتراف بالجهود التي تقودها مصر بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر بهدف دفع التوصل إلى اتفاق محتمل بشأن صفقة التبادل والهدنة، أكد نتنياهو أن إنهاء الصراع غير قابل للتفاوض دون معالجة التهديد الذي تشكله «حماس». وشدد على أن «فكرة وقف الحرب غير واردة دون تفكيك كتائب حماس الأربع في رفح».
وفيما يتعلق بإمكانية إطلاق سراح جزئي للرهائن، أوضح نتنياهو أن «حماس تصر على شيء واحد: نهاية الحرب، ولن تحصل على ذلك أبداً. أنا لست على استعداد لمنحها إياه».
وجاءت إصرار رئيس الائتلاف اليميني الحاكم على اجتياح رفح غداة احتجاجات حاشدة قرب مقر وزارة الدفاع بوسط تل أبيب للمطالبة بمنح الأولوية لاتفاق إطلاق المحتجزين على حساب عملية رفح.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن مصادرها أن تقييماً للجيش الإسرائيلي كشف أن تل أبيب ستتخذ قراراً وشيكاً بشأن بدء عمليتها العسكرية برفح المكتظة بنحو 1.4 مليون نازح رغم المعارضة الدولية، أو الاتفاق حول صفقة التبادل.
وبينما أفيد بإلغاء نتنياهو لاجتماع كان مقرراً لحكومة الحرب لبحث الصفقة، ذكر مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب ستنتظر حتى «مساء الأربعاء» رد «حماس» على اقتراح الهدنة الذي تم مناقشته أمس الأول في القاهرة.
وفي حين نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن مصدر مطلع على مفاوضات التهدئة قوله، إن الصفقة باتت وشيكة وقد يتم التوصل إليها خلال بضعة أيام إذا تم الانتهاء سريعاً من بعض العقد والإشكاليات التي تعوق التنفيذ، ذكرت مصادر من «حماس» أنها تدرس وعوداً أميركية قُدمت إلى الحركة عبر الوسيطين المصري والقطري، بوقف إسرائيل للحرب المتواصلة منذ 7 أشهر، والانسحاب من القطاع، في نهاية العملية التفاوضية الهادفة إلى تبادل الأسرى.
وأوضحت أن الحركة تنظر ما إذا كانت التأكيدات الأميركية كافية أم لا، في ظل الموقف الإسرائيلي الرافض لها علانية. وتحدثت المصادر عن أجواء جديدة إيجابية خلال وجود وفد الحركة أمس الأول، في القاهرة قبل مغادرته إلى الدوحة لإجراء المزيد من المشاورات والعودة برد مكتوب بشأن المضي بتطبيق الاتفاق الذي تقترحه مصر.بيان إسلامي ـ عربي ـ أوروبي يشدد على نهج شمولي لتنفيذ حل الدولتين
ولفتت إلى أن الاستخبارات المصرية نقلت «تأكيدات أميركية بأن الاتفاق المقترح الذي سيجري عبر 3 مراحل، مدة كل منها 6 أسابيع، سينتهي بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع».
ونقلت صحيفة «نيورك تايمز» عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن المفاوضين من الجانب الإسرائيلي «خفضوا عدد الرهائن الذين يريدون من حماس إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى من الهدنة ليصل إلى 33».
وفي وقت سابق، كشفت مصادر مقربة من الوسطاء أن المقترح يحظى بقبول لدى الطرفين إلا أن الإشكالية تتعلق بإعلان «حماس» أنها استطاعت حصر 20 محتجزاً من كبار السن والمرضى والنساء، بينما تطالب إسرائيل بإطلاق ما بين 35 و40 محتجزاً.
وتحدثت مصادر في الحركة الفلسطينية عن إمكانية تقليل عدد أيام الهدنة مقابل تقليل عدد المفرج عنهم من الجانبين.
بلينكن والمساعدات
إلى ذلك، ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سبل زيادة المساعدات لقطاع غزة مع المسؤولين الأردنيين عقب وصوله إلى عمان قادماً من الرياض التي استهل منها جولته الإقليمية التي تشمل إسرائيل.
والتقى بلينكن بالعاهل الأردني عبدالله الثاني ووزير الخارجية أيمن الصفدي غداة محاولته بالرياض الدفع قدماً بالخطة الأميركية لليوم التالي لانتهاء حرب غزة واصطدامه بتحفظ عربي تجاه أي خطة «لا تتضمن قيام دولة فلسطينية».
وقبيل وصوله إلى تل أبيب لإجراء مناقشات معقدة مع حليفة واشنطن الرئيسية بالمنطقة بشأن الأزمة، نشرت القيادة الوسطى للجيش الأميركي الصور الأولى للرصيف البحري الذي بدأت ببنائه قبالة ساحل غزة للمساهمة في توصيل المساعدات الإنسانية ومنع وانتشار مجاعة.
اجتماع الرياض
في هذه الأثناء، أكد بيان صادر عن اجتماع عقد في الرياض أمس، بين اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة ووزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية على أهمية اعتماد نهج شمولي نحو مسار موثوق به لا رجعة فيه لتنفيذ «حل الدولتين» الفلسطينية والإسرائيلية.
وعقد الاجتماع برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير خارجية النرويج، إسبن بارث إيدي، لبحث الحاجة الملحّة لإنهاء الحرب واتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين.
وشدّد الاجتماع على الحاجة إلى تكثيف دعم جهود بناء الدولة ودعم الحكومة الفلسطينية الجديدة وأهمية وجود حكومة فلسطينية واحدة في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وغزة.
ميدانياً، كرر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني تحذيرته من البدء بإجلاء سكان رفح. ونفى المسؤول الأممي من جنيف طلب القوات الإسرائيلية من النازحين الفلسطينيين حتى الآن إخلاء المدينة رداً على إعلان نتنياهو بدء إجلاء السكان.
وأمس، ارتفع عدد قتلى القصف الجوي والمدفعي على أنحاء القطاع منذ بدء الحرب إلى 34535، فيما أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة 10 جنود خلال معارك الـ48 الماضي.
وفي حادث منفصل، قتلت الشرطة الإسرائيلية سائحاً تركياً بعد اتهامه بتنفيذ عملية طعن تسببت بإصابة أحد أفراد حرس الحدود الإسرائيليين في القدس الشرقية.
الصين
على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان، أن حركتي «فتح» و«حماس» أعربتا بشكل كامل عن إرادتهما السياسية لتحقيق المصالحة الفلسطينية عبر مواصلة الحوار والتشاور، مشيراً إلى تحقيق تقدم ايجابي خلال محادثات معمقة وصريحة ببكين حول العديد من القضايا محددة لتحقيق الوحدة في أقرب وقت ممكن.