«عند مفترق الطرق» عنوان ديوان شعري صدر مؤخراً عن دار الثقافة الجديدة للنشر والتوزيع بالقاهرة، للشاعر الهندي جاويد أختر، من ترجمة ولاء جمال العسيلي عن اللغة الأردية.

ويتضمن الديوان قصائد تغوص في أغوار الكون والنفس البشرية. وفي تقديمها للديوان تقول العسيلي: إن قصائد جاويد أختر تنوعت بين قصيدة النثر والشعر الحر، وما يذهل بشكل متكرر في قصائده هو الفضول العقلي، والتأمل، والتفكير والاستدلال. فهذا التفكير هو محاولة منه لفك العقدة ومعرفة أسرار الكون أو خفايا الإنسان وأسرار الحياة. كما نرى في قصائد «ما هذه اللعبة»، و«الكون»، و«قصة عجيبة»، و«شجرة البرجد»، و«فكرة أخرى في الوقت الراهن».

Ad

وأوضحت العسيلي أن القضايا التي تناقشها قصائد «عند مفترق الطرق» فريدةٌ من نوعها. وأحيانا ما تحمل قصائده معنى مزدوجا، يعرض من خلالها السيناريو البشري كله. في الأحياء الفقيرة، والحب والرغبات والعلاقات الإنسانية، والجريمة والعقاب، والقيم الإنسانية والخريطة الاجتماعية، والحب الإنساني، والحزن على الوضع الاجتماعي، والعلاقة بين الفرد والمجتمع، والتفرقة الطبقية والبؤس الاجتماعي، وصراع الحياة المستمر.

وأضافت أن هذه القصائد تبدو وكأنها تحكي وجعا ليس قديما، بل هو وليد اليوم، لافتة إلى أن جاويد يحارب من خلال قصائده مَن يريدون تدمير قدرة الإنسان العادي على طرح الأسئلة، ويقدم للآخرين في شعره مواد تساعدهم على التوسع العقلي، ويحلم بتطورهم وبتطور الحياة، ويرى لنفسه وللآخرين أحلام مجتمع صالح وحياة مزدهرة. ويحث أقرانه الشعراء على الخروج من قوقعتهم والنظر إلى العالم كما في قصيدة «رسالة من شاعر صديق». وقصائد مثل: (الجوع، لغز، قبل أعمال الشغب، بعد أعمال الشغب، التاجر، ارتباك، الزمن، أفتقدُ تلكَ الغرفةَ، سفر قطعة شطرنج) التي أصبحت علامات تجارية، وأثنى عليها الجميع.

جاويد أختر، شاعر، وكاتب غنائي، وكاتب سيناريو، ولد في 17 يناير سنة 1945م في جواليار، الهند، وينحدر نسب أجداده من عائلة «سعادات»، موطنهم هو منطقة خير آباد مركز سيتابور، لكهنو، وقد حظيت هذه المنطقة التاريخية القديمة بشهرة كبيرة في الماضي، لأنها كانت مركزا للعلماء والشعراء. ومدرسة للمنطق والفلسفة ومستودعا للتصوف والصوفية.

وينتمي جاويد أختر إلى عائلة أدبية فنية، تضم سبعةَ أجيال من الكُتاب، فهو نجل الشاعر الأردي التقدمي الكبير «جان نثار أختر» وابن أخت الشاعر الكبير «مجاز لكهنوي»، وجدّه الشاعر مضطر خير آبادي، ولعائلته سلسلةٌ طويلة من الإبداعات الشعرية حيث كان لدى كل فردٍ في عائلته شغفٌ كبير بالشعر، وبهذا فقد وَرِث جاويد الشعر، وسار على خُطَى عائلته.

اشتهر جاويد بعمله في السينما الهندية، فهو الأكثر شهرة في مجال كتابة الشعر والأغاني للسينما الهندية، فقد كتب سيناريوهات ناجحة للأفلام وصلت إلى أكثر من ثلاثين سيناريو. وقد حقق النجم أميتاب باتشان شهرة واسعة بسبب الأفلام الغنائية التي كتبها له جاويد أختر. خاصة فيلم «الجدار» عام 1975م، و«الأصفاد» عام 1973م، و«الشعلة» عام 1975م، وغيرها.

وفاز جاويد بالعديد من الجوائز والأوسمة من بينها خمس جوائز وطنية للأفلام، وحصل على جائزة «بادما شري» في عام 1999، و«بادما بوشان» في عام 2007، وهما من أعلى الجوائز في تكريم المدنيين في الهند، كما فاز بجائزة الفيلم الوطني لأفضل كلمات خمس مرات وجائزة فيلم «فير» لأفضل كاتب غنائي ثماني مرات. وحصل على جائزة «ريتشارد دوكينز» في عام 2020.