في لقاء تلفزيوني، قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر: «الأميركيون لا يريدون أن يعرفوا ما يحدث داخل فلسطين، إنه انتهاك مروع لحقوق الإنسان يتجاوز بكثير ما قد يتخيله أي إنسان في الخارج، وهناك قوى نافذة في أميركا تمنع أي تحليل موضوعي في الأراضي المقدسة، في الواقع لا يوجد عضو واحد في الكونغرس يستطيع أن يفكر بالتحدث علناً ويطالب إسرائيل بالانسحاب إلى حدودها القانونية، أو يحكي عن مأساة الفلسطينيين، أو يدعو علناً إلى محادثات سلام، لذلك فهذا موضوع محظور، وإذا تحدث أي عضو في الكونغرس عمّا ذكرته، فإنه على الأرجح لن يعود إلى الكونغرس في المرة القادمة».

وعندما سألتْه المذيعة عن السبب، قال: «هناك سبب أشترك فيه كمسيحي، وهو الالتزام بالسلام لإسرائيل، ويضاف إليه النفوذ القوي لجماعة الضغط الأميركية - الإسرائيلية (AIPAC) وهدفها ليس إحلال السلام، وإنما حشد أكبر دعم ممكن في أميركا والكونغرس والبيت الأبيض والإعلام لتأييد أي سياسات تتبعها إسرائيل، وهي فعالة جداً».

Ad

هذه كلمات كارتر بالضبط، وهي تفصيل حقيقي وصريح لسبب دعم الولايات المتحدة الجائر وغير المحدود للكيان الصهيوني.

ونتيجة لهذا الدعم، تطاول الصهاينة من يهود ومسيحيين وعلمانيين في جرائمهم حتى وصلت إلى الإبادة الجماعية وجرائم قتل الأطفال والنساء والمرضى وتفجير المستشفيات وكل المقدسات، بلا أي ردع أو حتى إنكار فعلي من أميركا القوية والمسيطرة.

وقد انتبه شباب الجامعات إلى أن موقف بلادهم يتناقض مع كل الشعارات التي رفعتها منذ تأسيسها، والتي تربى عليها الأطفال والشباب في المدارس والجامعات، فأدى ذلك إلى خروج التظاهرات العارمة في معظم الجامعات الأميركية، وشارك فيها أتباع مختلف الأديان والأعراق، مستنكرة هذا التناقض، ومطالبة بوقف القتل الجماعي وإيقاف الدعم للكيان المجرم.

وهذا التحرك الذي شارك فيه الآلاف من طلبة وأساتذة الجامعات أثبت أنه لا يمكن أن تعلّم أبناءك قيماً ومبادئ معيّنة، مثل حرية التعبير وحق الشعوب وحقوق الإنسان، ثم تقوم بالتأييد المنقطع النظير لمن يقوم بالجرائم التي تخالف هذه المبادئ وتهدمها.

والسؤال المهم الآن هو: هل سينجح هذا التحرُّك العارم في تغيير السياسة الأميركية تجاه إسرائيل؟ وهل سيؤدي إلى إحداث تعديل جذري في عقلية الساسة الأميركان؟ أم أنه سيقابل بالتعسّف والقبض والسَّجن ومنع التعبير، مثل الدول الدكتاتورية التي تخالف أعمالها شعاراتها؟