أقيمت أمس المحاضرة الختامية، وتضمنت ثلاث محاضرات، لدورة الإرشاد التطوعي لمتحف الكويت الوطني، التي نظمتها إدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مسرح مكتبة الكويت الوطنية، بمشاركة أستاذ التاريخ والآثار بجامعة الكويت د. أحمد سعيد، حيث قدَّم محاضرة بعنوان «الآثار وأهميتها كثروة قومية». أما رئيسة اللجنة الوطنية للمتاحف د. سندس الراشد، فقدمت محاضرة بعنوان «المتاحف وأهميتها والتعريف بمنظمة الآيكوم». وأخيراً، قدمت مسؤولة العلاقات العامة في دار الآثار الإسلامية الجازي السنافي محاضرة بعنوان «الإرشاد المتحفي وأهميته ودوره الثقافي»، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف محمد بن رضا.

وتحدث د. سعيد في محاضرته عن الآثار والتراث، باعتبارهما ثروة قومية، ومدى الاهتمام بآثار البلد وتراثه على مدى التسلسل الحضاري والتاريخي، وهي «ثروة قومية مهمة يجب الحفاظ عليها، لأنها واجهة المجتمع».

Ad

وأضاف: «لو تكلمنا مثلاً عن الكويت، فهي تملك أحد أهم مواقع الآثار في العالم بالصبية، وفيما يُطلق عليه حضارة (العبيد)، التي تعود إلى 7500 سنة، وهو ما يؤكد أنه كان على أرض الكويت استيطان من مساكن ومعابد وأسوار مازالت آثارها باقية وموجودة».

ولفت د. سعيد إلى أن جزيرة فيلكا تحتضن حضارة ترجع إلى 4000 سنة، وهي الحضارة «الدلمونية»، بمعابدها ومساكنها وأختامها، مبيناً أن تلك الآثار مثل النفط في الكويت، و«حينما نسأل أي أحد عن تاريخ الكويت الحديث أو تاريخها بشكل عام، نجده يتحدث عن قبل النفط وبعده، فيما تاريخ الكويت أعمق من ذلك بكثير».

وتابع: «حينما أتحدث عن تاريخ الكويت، فهناك الصبية، وفيلكا، التي تتضمن آثاراً مسيحية تعود إلى القرون الأولى الميلادية، وأيضاً تحتوي على آثار إسلامية، أي أن الكويت منذ ما قبل التاريخ إلى تاريخنا الحديث شهدت سلسلة من الحضارات المتتابعة»، مشدداً على أنها ثروة قومية يجب الحفاظ عليها.

وأكد ضرورة تشجيع السياحة في الكويت، حتى تكون ثروة قومية اقتصادية تحقق دخلاً، خصوصاً في ظل لجوء معظم دول الخليج لإيجاد موارد اقتصادية بخلاف النفط.

وذكر د. سعيد أن فيلكا من الممكن أن تكون جزيرة سياحية، ومن أروع وأجمل الجُزر في العالم. وأوضح أن الشق الآخر من المحاضرة تناول أهمية علم الآثار وتدريسه، والمنظمات الدولية التي تهتم بالآثار في دول العالم.

من جانبها، قدمت د. سندس الراشد محاضرة عن المتاحف، وأبرزت أهميتها في المجتمع، والتعريف بمنظمة الآيكوم من حيث تاريخها وأهميتها بالنسبة للمتحفيين، وعلاقة الكويت بها، من خلال دور الآيكوم في الإقليم العربي.

وتحدثت السنافي عن أهمية الإرشاد المتحفي، وأهميته في كيفية تعزيز الثقة بالنفس، وأيضاً قدرته على تغيير الشخصية، منوهة إلى أن الإرشاد يساعد الإنسان على التعرف على شخصيات أفضل في المجتمع، ويساهم كذلك في تنمية السياحة الثقافية بالمجتمع، كما تناولت الإرشاد من الفكرة إلى الإلهام.

بدورها، قالت مراقبة إدارة المتاحف بالإنابة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سمية الخارجي إن دورة الإرشاد التطوعي تأتي ضمن الأنشطة التي تحرص إدارة المتاحف على إقامتها، بهدف نشر الوعي الثقافي عن أهمية الآثار والمتاحف في المجتمع، وكذلك تعريف أكبر شريحة بالمتاحف داخل الكويت، خصوصاً أن هناك الكثير من المواطنين والمقيمين يجهلون أن هناك متاحف كويتية.

وذكرت الخارجي أن الدورة شهدت إقبالاً كبيراً، وأن عدد المتطوعين زاد على 100 متطوع، لافتة إلى أن الدورة تضمنت محاضرات نظرية أعقبها شرح عملي للمتطوعين.