ارتفعت أسعار النفط اليوم بعد تكبدها خسائر لثلاثة أيام، وجاء الانتعاش بفضل توقعات بأن يدفع تراجع مستويات الأسعار الولايات المتحدة إلى إعادة ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، بما يضع حدا أدنى لانخفاض الأسعار.
وهوت الأسعار بأكثر من ثلاثة بالمئة الأربعاء إلى أدنى مستوى في سبعة أسابيع بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما قد يكبح النمو الاقتصادي هذا العام ويحد من زيادات الطلب على النفط.
كما تعرض النفط لضغوط من زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية ومؤشرات على قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما سيهدئ المخاوف حيال إمدادات الشرق الأوسط.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو 58 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 84.02 دولارا للبرميل اليوم. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يونيو 53 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 79.53 دولارا للبرميل.
وفي السياق، لم تبدأ «أوبك» وحلفاؤها بعد محادثات رسمية بشأن تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا إلى ما بعد يونيو، لكن ثلاثة مصادر من منتجي «أوبك+» الذين خفضوا الإنتاج قالوا إنهم قد يمدون التخفيضات إذا لم يرتفع الطلب.
وتجتمع «أوبك+»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا ومنتجين آخرين في الأول من يونيو في فيينا لتحديد سياسة الإنتاج، ولم ترد «أوبك» على طلب للتعليق.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس «إن.إس تريدنج» وهي وحدة تابعة لنيسان للأوراق المالية «تلقت سوق النفط دعما من التكهنات بأنه إذا انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 79 دولارا فإن الولايات المتحدة ستتحرك لملء احتياطياتها الاستراتيجية».
وتقول الولايات المتحدة إنها تسعى إلى إعادة ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بعد سحب تاريخي من مخزون الطوارئ في 2022، وإنها تريد إعادة شراء النفط بسعر 79 دولارا للبرميل أو أقل.
وفي الشرق الأوسط، تزايدت توقعات قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و»حماس» بعد مسعى جديد بقيادة مصر.
ورغم ذلك، يتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدما في الهجوم الذي يلوح به منذ فترة طويلة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، على الرغم من الموقف الأميركي وتحذير الأمم المتحدة من أن ذلك سيؤدي إلى «مأساة».
وقالت فاندانا هاري مؤسسة فاندا إنسايتس لتحليل سوق النفط «مع اقتراب حدوث تأثير زيادة مخزونات الخام الأميركية وإشارة مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لوقت أطول، فإن الاهتمام سيتجه نحو نتائج المحادثات المتعلقة بغزة».
وأضافت «طالما استمرت موجة التفاؤل الأحدث بشأن وقف إطلاق النار، أتوقع استمرار الميل نحو الهبوط في النفط الخام».
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام ارتفعت 7.3 ملايين برميل إلى 460.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» بانخفاض بواقع 1.1 مليون برميل.
وذكرت الإدارة أن مخزونات الخام وصلت لأعلى مستوياتها منذ يونيو.
في غضون ذلك، ثبّت المركزي الأميركي أسعار الفائدة الأربعاء وأشار إلى أنه لا يزال يميل نحو تخفيضات في تكاليف الاقتراض في نهاية المطاف، لكنه أصدر تحذيرا بشأن قراءات التضخم المخيبة للآمال في الآونة الأخيرة.
وأي تأخير في خفض الفائدة قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع الطلب على النفط.
لكن استمرار تحالف «أوبك+»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، في تخفيضات الإمداد سيدعم الأسعار.
ويتوقع محللون في سيتي للأبحاث أن يبقي تحالف «أوبك+» على تخفيضات الإنتاج خلال النصف الثاني من العام عندما يجتمع في الأول من يونيو.
لكنهم قالوا في مذكرة «إذا تحركت الأسعار إلى النطاق القوي الذي يتراوح بين 90 و100 دولار أو أكثر، فمن المرجح أن تقلص أوبك+ التخفيضات، بما يقدم مساحة لانخفاض سقف (سعر) النفط».