أصبح واقعنا وسط أغلبية تفهم في كل الأمور ومدعي سياسة يفقهون كل شيء، ومفسري أحلام يرسمون خريطة طريق للقادم من الأيام، في حين تحول المفتي الى قارئ للفنجان، وقلة تعيش في دوامة المد والجزر، وهذا وذاك «ضايعين بالطاسة» لا يعرفون الصواب من الخطأ، ومن مع من، ومن ضد من؟ وهم يتساءلون: متى سيهدأ «العافور» وتستقر الأمور وتنتهي الزوبعة وسط التحولات والمفارقات في كل الأوضاع مع استمرار المفاجآت التي تتصدر المشهد بين لحظة وأخرى والتحليلات والتفسيرات والتبريرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وحالة من الهذيان أصابت البعض وجعلتهم يصابون بالغثيان مع مخاوف من تعرضهم لنوبات صرع بعد أن عاشوا في دوامة التوهان والظلام الدامس مع اشتداد الحرارة وسخونة الأجواء؟

إن حالة اللا استقرار في المشهد الذي ما زال المؤلفون يكتبون مشاهده أصبحت أمام سيناريو مفتوح، عجز المخرجون عن تصوير حلقته الأخيرة المخطط لها بعد تجدد الأحداث والأبطال، وفي ظل ذلك يخرج بين الفينة والأخرى مجاميع من المستبدين الذين يتلذذون باستمرار حالة اللا استقرار، فيبدؤون بحملات التهميش والتصغير من شأن الآخرين وتحويل المسار عبر إثارة قضايا استثنائية للخبطة الوسط وإشغال الناس لتوطين الخوف في النفوس وإشعال النيران في القلوب مع دغدغة المشاعر لكسب عناصر جديدة من المستبدين ومصاصي الدماء الذين يعتاشون على زيادة عدد الضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم أصبحوا تحت وطأة العنصريين.

Ad

الظلام لا يزال هو المسيطر، وتقلبات الطقس غير المستقرة مستمرة مع اشتداد الرياح وسقوط الأمطار، رغم سخونة الأجواء التي تنتظر أياما أشد حرارة نظراً لما يشهده الكوكب من متغيرات مناخية.

آخر السطر:

بانتظار سيناريو الحلقة الأخيرة.