زبدة الهرج: شعب في معمعة الأحداث

نشر في 03-05-2024
آخر تحديث 02-05-2024 | 18:31
 حمد الهزاع

سرح بي خيالي إلى عام 2013 حينما سافرت الى إمارة الشارقة لتغطية منتدى الاتصال الحكومي، الذي نظمه مركز الشارقة الإعلامي تحت رعاية وبحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حفظه الله، وفخامة رئيس مجلس الوزراء التركي رَجَب طيّب أردُوغان آنذاك، وزخم كبير من السياسيين والإعلاميين الذين حظيت بالتحاور مع كثير منهم، وأجريت مع بعضهم لقاء صحافيا.

وكان أحد الذين التقيت بهم وحاورتهم الإعلامي المصري الشهير الراحل حمدي قنديل مقدم برنامج قلم رصاص، وكانت أسئلتي تدور حول الأحداث التي جرت في مصر إبان حكم الرئيس الراحل محمد مرسي بشكل خاص، وثورات الربيع العربي التي ضربت بعض بلدان الدول العربية بشكل عام، وأنا هنا لست بصدد التطرق إلى ما دار من حديث مثرٍ ومثير مع الراحل قنديل لأن صفحة الماضي طويت، والمثل المصري يقول «الحي أبقى من الميت، واحنا أولاد النهارده»، إلا أنني أود في هذا المقام أن أستذكر جملة من الحديث الذي دار بيننا، فقال لي: الكويت بلد عظيم ولكن الكل «ساب الحصان ومسك بالبردعة».

كان يقصد من ذلك أننا تركنا الدفع بعجلة التنمية والعمل على تطوير البلد، وتفرغنا إلى الصراعات الجانبية والتجاذبات السياسية التي طرقت الأبواب واستقرت في البيوت، فأصبح الجدال العقيم حاضراً حتى على سفرة الطعام، فأصبحنا نعاني من وهن وضعف وتفكك، وكل واحد ماسك بتلابيب الثاني، وسيب وأنا أسيب.

لقد انتابني حزن وألم وأنا أتذكر منتدى الشارقة وكثير من المؤتمرات الدولية التي حضرتها، والتي افتقدنا إقامتها على أرض الكويت، ولا نعلم سبب هذا التراجع الذي نعانية على جميع الصعد، فكل سلطة تتهم الأخرى بتعطيل عملها والتجاوز على صلاحياتها، فهذا التناحر انعكس على أبناء الشعب الكويتي العظيم، الذي وجد نفسه في معمعة الأحداث يبحث عن حلول للأزمات، وهو لا ناقة له فيها، ولا كتكوت أصفر اللون.

ثم أما بعد:

أتمنى من حكومتنا الرشيدة إنشاء مدينة إعلامية وإسناد رئاستها إلى صاحب الخبرة والعبقرية الفذة في تطوير المنظومة الإعلامية لتواكب العصر، وخصوصاً أن صناعة الإعلام تعتبر مصدراً اقتصادياً قوياً.

back to top