مع دخول الحرب في غزة يومها التاسع بعد المئتين، ووسط انتظار رد حركة حماس على مقترح مصري بشأن اتفاق يشمل هدنة وتبادل محتجزين مع إسرائيل التي تتمسك بمواصلة حربها الانتقامية ضد القطاع، كشف مصدر فلسطيني، أن اللجنة العربية السداسية تعمل على صياغة «ورقة عربية» من أربع مراحل، لإنهاء أزمة غزة تتضمن خريطة طريق تنتهي بإقامة دولة فلسطينية.

وأشار المصدر، حسبما نقل عنه تلفزيون «سكاي نيوز عربية» الإخباري، إلى أن المرحلة الأولى تشمل إعادة حكم السلطة الفلسطينية إلى غزة، ومنح الحكومة الجديدة إمكانية العمل، وفرض القانون والنظام وإعادة الإعمار، على أن تتضمن المرحلة الثانية، دمج «مناطق أ» في الضفة الغربية التي تسيطر عليها «السلطة» مع «مناطق ب» التي تخضع للسلطة إدارياً ولإسرائيل أمنياً، ووضع خطة لإصلاح أجهزة السلطة بما فيها إعادة الهيكلة.

Ad

أما المرحلة الثالثة، فتشمل إطلاق مفاوضات قضايا الوضع النهائي بشأن القدس والحدود واللاجئين والمياه، وفي المرحلة الرابعة والأخيرة يتم إعلان استقلال فلسطين، وبعدها التطبيع بين الدولة العبرية والدول العربية.

وذكر المصدر أن بلينكن لم يعطِ إجابة على «الورقة العربية» خلال وجوده في الرياض، وأبدى اعتراضاً على اعتراف أحادي بالدولة الفلسطينية.

وجاء تحفظ بلينكن على الخطة التي تتشكل بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب وفي وقت تبدو الأهداف المعلنة والجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الأزمة متباعدة أكثر من أي وقت مضى وهي فجوة تستمر في الاتساع في ظل الضرورات السياسية الداخلية للرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأمس، أفادت الخارجية الإماراتية باجتماع وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان بزعيم المعارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد، في أول لقاء إماراتي - إسرائيلي معلن منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الخارجية الإماراتية في بيان، إن الجانبين بحثا «آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، ولاسيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة بغزة وأهمية الدفع نحو ايجاد أفق سياسي جاد لإعادة مفاوضات السلام الشاملة على أساس حل الدولتين». وبحسب البيان، شدد الشيخ عبدالله على «أهمية العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة».

ويأتي اللقاء الأول من نوعه في وقت تحضّ الدول الغربية دول الخليج على لعب دور أكبر لطرح حلّ شامل للصراع، مع تعثّر المفاوضات بين طرفَي النزاع للتوصل إلى هدنة وتبادل أسرى وفي ظل سعي المعارضة الإسرائيلية المعتدلة لإسقاط الائتلاف اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو.

مفاجأة وبدائل

في غضون ذلك، كشفت «نيويورك تايمز» أن مسؤولين بإدارة بايدن فوجئوا بتصريحات نتنياهو التي أطلقها خلال وجود بلينكن في تل أبيب بشأن عزمه مواصلة الحرب ودخول الجيش الإسرائيلي لرفح برياً وما يمكن أن تعكسه من أجواء سلبية على جهود التوصل إلى هدنة مؤقتة لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين.

وغداة تأكيد بلينكن لقادة الدولة العبرية أن موقف واشنطن الرافض لاجتياح رفح المكتظة بـ1.4 مليون نازح لم يتغير، ذكرت وزارة الدفاع «البنتاغون»، أن الوزير لويد أوستن طالب نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اتصال هاتفي، بضرورة أن تتضمن أي عملية عسكرية محتملة في رفح، خطة «ذات مصداقية» لإجلاء المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية للقطاع.

وفي تحرك داخلي، وقّع 57 من المشرعين الديموقراطيين البالغ عددهم 212 في مجلس النواب، رسالة تدعو بايدن إلى اتخاذ كل إجراء ممكن لإثناء نتنياهو عن شن هجوم شامل على رفح وطالبوه بتفعيل قوانين للحجب الفوري للمساعدات العسكرية».

وبمواجهة الموقف الأميركي الصلب ضد القيام بـ«اجتياح متهور» يتسبب بتفجير كارثة مروعة ومجازر بحق المدنيين، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية يبحثون بدائل شن عملية واسعة وكبيرة ضد المدينة المتاخمة للحدود المصرية لكنهم يصرون في المجمل على تنفيذ عملية في محور «فيلادلفيا» على الحدود الفلسطينية مع سيناء المصرية بزعم قطاع خطوط تهريب «حماس».

وجاء بحث الأجهزة الأمنية عن بدائل العملية الواسعة بحال لم يتم شنها، قبيل اجتماع حاسم لمجلس الحرب الإسرائيلي للبت في تطورات صفقة تبادل المحتجزين والعملية العسكرية وفي ظل تصاعد تحركات الاحتجاجات الشعبية التي تضغط لاعطاء الأولية لإبرام صفقة إطلاق الرهائن على حساب اجتياح رفح بجنوب القطاع المحاصر للعامل الـ18 على التوالي.

سلبية وإيجابية

في هذه الأثناء، تحدث مصدر مصري مطلع على مسار التفاوض عن تقدم ايجابي وسط اتصالات مصرية مكثفة مع جميع الأطراف لحسم نقاط خلافية، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي أن مسؤولية ضمان نجاح التوصل لاتفاق هدنة باتت الآن على عاتق «حماس».

وبعد أن اتهمت الحركة الإسلامية بلينكن بمحاولة الضغط عليها وتبرئة إسرائيل، أكد القيادي أسامة حمدان أن موقف «حماس» من المقترح سلبي على خلفية عدم جلاء الموقف من قضية «وضع حد لنهاية الحرب» التي تراهن عليها حكومة نتنياهو بهدف القضاء على الحركة وقدرتها العسكرية وايجاد بديل لها بحكم القطاع.

وشدد حمدان على موقف الحركة من أن بدء الهجوم على رفح سيعني نهاية المفاوضات، لكن مصادر بمكتب «حماس» في الدوحة أكدت مواصلة المباحثات وتوجه وفدها المفاوض إلى القاهرة قريباً مع التريث في الرد على «المقترحات الملغمة».

وأكد رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في اتصال هاتفي مع مدير الاستخبارات المصرية عباس كامل أن الحركة تواصل دراسة مقترحات الصفقة.

قطيعة كولومبيا

إلى ذلك، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن بلده الواقع بأميركا اللاتينية سيقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب وجود رئيس وزراء يمارس الإبادة الجماعية.

وقال الرئيس الكولومبي خلال تجمع لأنصاره: «إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية».

في المقابل، ندد وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس بالقرار واتهم الرئيس الكولومبي بأنه «معاد للسامية وحاقد وداعم للقتلة والمغتصبين من حماس».

بلينكن طلب من نتنياهو التوقف عن مهاجمة قطر

قال مصدر رافق وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال جولته في المنطقة، إن الوزير الأميركي طلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التوقف عن مهاجمة قطر.

وكشف المصدر لـ «الجريدة» أن نقاشا حادا دار بين بلينكن ونتنياهو بهذا الصدد، إذ اكد الأول على الدور المهم والإيجابي لقطر طوال الأشهر السبعة الأخيرة، مشيرا إلى أن الاتهامات التي يوجّهها وزراء في الحكومة الإسرائيلية للدوحة غير صحيحة، وأن أي إجراء اتخذته الدوحة يتعلق بقطاع غزة في السنوات الماضية كان بموافقة إسرائيل والولايات المتحدة.

من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة إن تل أبيب تبدو متخبطة في مسار صفقة تبادل الرهائن والتهدئة المقترحة، إذ إن نتنياهو يتراجع عن تفاهمات ثم يقترح أخرى، وأن التأخير في إبرام الصفقة لا يتوقف فقط على ملاحظات «حماس»، بل إن إسرائيل لم تحسم أمرها بشكل قاطع بخصوص مدد المراحل الثلاث، وعدد الأسرى الفلسطينيين، وترتيبات اليوم التالي للحرب، ووضع «حماس» بعد وقف النار.