أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددا استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا، معتبرا في مقابلة نشرتها «ذي إيكونوميست»، أمس الخميس، أنه ينبغي «طرح هذه القضية» في حال اخترقت موسكو «خطوط الجبهة»، وفي حال طلبت كييف ذلك.

وقال ماكرون: «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة، وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص، وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع»، معتبرا أن «استبعاد ذلك من الآن يعني أننا لم نستخلص العبر من السنتين الماضيتين»، عندما استبعدت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها في فبراير 2022 قبل أن تغير رأيها.

Ad

الى ذلك، شدد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن تدافع أوروبا عن «مصالحها الاستراتيجية» في علاقاتها الاقتصادية مع الصين، وذلك قبل أيام من زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ لفرنسا.

وقال ماكرون، ردا على سؤال حول ما إذا كان ينبغي فتح السوق الأوروبي أمام الصين، «يجب أن نكون عمليين جدا، وننظر إلى هذه المسألة من خلال مصالحنا الاستراتيجية».

وأشار إلى السيارات الكهربائية الصينية التي «تخضع لضريبة بنسبة 10%» في السوق الأوروبي، بينما تقدم الدولة «مساعدة كبيرة» في إنتاجها. في المقابل، فإن السيارات الكهربائية الأوروبية التي «تفرض أوروبا قواعد تحد من مساعدة» منتجيها «تخضع لضريبة بنسبة 15%» في السوق الصيني.

وأكد «يجب علينا أن نتصرف باحترام على المستوى التجاري مع الصين، ولكن مع الدفاع عن مصالحنا والمعاملة بالمثل وحماية الأمن القومي»، موضحا أنه يدعم التحقيقات التي فتحتها المفوضية الأوروبية بشأن الإعانات الصينية التي يشتبه في أنها تقوض المنافسة في صناعة السيارات الكهربائية والألواح الكهروضوئية وطاقة الرياح.

وتابع الرئيس الفرنسي: «يجب ألا ننسى قضايا الأمن القومي... هناك العديد من القطاعات التي تشترط الصين أن يكون منتجوها صينيين، لأنها حساسة جدا. يجب علينا نحن الأوروبيين أن نكون قادرين على فعل الشيء نفسه».

وتهدف زيارة الدولة، التي يقوم بها شي جينبينغ، إلى الاحتفال بمرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وستكون بداية جولته الأوروبية الأولى منذ جائحة كوفيد 19، التي شهدت قطع العملاق الآسيوي العديد من التفاعلات مع بقية العالم لفترة طويلة.

كما ستكون الأزمات الدولية الكبرى، وخاصة الحرب في أوكرانيا، على قائمة النقاشات الفرنسية الصينية. وفي هذا الصدد، قال ماكرون: «مصلحتنا هي جعل الصين تؤثر على استقرار النظام الدولي، وليس من مصلحة الصين اليوم أن تعمل روسيا على زعزعة استقرار النظام الدولي، وأن تكون إيران قادرة على تطوير سلاح نووي، وأن يغرق الشرق الأوسط في نوع من الفوضى، لذلك يجب علينا أن نعمل مع الصين لبناء السلام».